وكالة أنباء الحوزة – كتب الباحث في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية و الإنسانية الدكتور سليمان الحسيني في صفحته على الفيس بوك بعد عودته من المشاركة في مؤتمر الحوار الثقافي بين إيران والعالم العربي الذي عقد في الجمهورية الاسلامية في ايران قبل أيام، عن انطباعه ومشاهداتها في ايران، وفيما يلي نص المقال:
شاركت في تأريخ (22-24 يناير 2017) في مؤتمر الحوار الإيراني العربي الذي عقد في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتزامن مع حفل افتتاح فعاليات مدينة مشهد عاصمة للثقافة الإسلامية.
كان المؤتمر فرصة بالنسبة لي للتعرف من كثب على المؤسسات الأكاديمية والثقافية في جمهورية إيران الاسلامية الصديقة والتعرف على مجموعة من الأكاديميين الإيرانيين، وغيرهم من الأكاديميين والمفكرين والمثقفين العرب المشاركين في المؤتمر.
خرجت من هذه المشاركة بمجموعة من الخلاصات (المهمة على المستوى الشخصي)، ومنها:
إيران دولة جارة ومسلمة والشعب الإيراني شعب جار وصديق، وجدير بالجيران تقدير واحترام حق الجيرة.
مظاهر الأمن والسلام والطمأنينة تسود المجتمع الإيراني، على الأقل في المناطق التي زرتها في العاصمة طهران ومدينة مشهد، فلا وجود للمظاهر المسلحة ورجال الأمن المدججين بالسلاح، وهو خلاف ما شاهدته في عدد من الدول الأخرى ومنها الدول العربية، وهذا ما يبعث الطمأنينة والارتياح في نفوس السواح والغرباء.
الشعب الإيراني شعب لطيف وطيب
حفت زيارتي والوفود المشاركة بكرم الضيافة وحسن الاستقبال والرعاية والعناية التامة.
المسؤولون الإيرانيون الذين تحدثوا إلينا بشكل رسمي أو غير رسمي أعربوا عن رغبة بلادهم في إقامة علاقات وطيدة مع سائر الدول العربية والإسلامية لا سيما دول مجلس التعاون باعتبارها الجار الأقرب والشريك في الحضارة والمصير.
تحضى عمان، قائدا وشعبا وأرضا، باحترام وتقدير منقطع النظير لدى الشعب الإيراني والمسؤولين الإيرانيين.
لم نلحض ولم يقع لنا من قبل الشعب والمسؤولين الإيرانيين أي نوع من التمييز على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية، وكنا نمارس عبادتنا وصلاتنا في المساجد وغيرها من الأماكن ولم نتعرض الى أي مضايقة رغم أننا، في الوفد العماني، إباضية وسنية إلى جانب إخوتنا الشيعة.
الوفد العماني المشارك في الفعاليات أظهر بدوره صورة طيبة وواقعية عن التعايش السلمي والوحدة والتلاحم بين أبناء عمان وقدرتهم على نقل تلك الصورة إلى خارج الوطن، اللهم أدمها علينا من نعمة.
تقدم إلينا الكثير من الأشقاء العرب المشاركين في المؤتمر متسائلين عن سر قدرة الشعب العماني على التعايش المذهبي، والعيش بسلام في عالمنا المعاصر الذي تتقاذفه الفتن وتعبث به أدوات الضغينة والشقاق.
هناك فرصا كبيرة للتعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعات الإيرانية والعمانية، بل والخليجية والعربية.
جامعة نزوى التي مثلتها في هذا المؤتمر من الجامعات العمانية السباقة إلى إقامة علاقات تعاون أكاديمي وتبادل للطلاب مع الجامعات الإيرانية خاصة مع جامعة الشهيد بهشتي في طهران.