۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
رمز الخبر: 348216
٣١ يناير ٢٠١٧ - ٠٨:٣٠
الإسلام

وكالة الحوزة_ إحدى الظواهر التي أثارت حيرة الباحثين، قيام بعض عبيد أمريكا بمظاهرات بعد عتقهم بشهور يطالبون بعودتهم إلى العبودية. وتبين لاحقا أن السبب الأساس هو معيشي، فقد ترك هؤلاء لمصيرهم دون مأوى ومأكل أو مشرب ودون خطة تعالج شؤونهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية.

وكالة أنباء الحوزة_ إحدى الظواهر التي أثارت حيرة الباحثين، قيام بعض عبيد أمريكا بمظاهرات بعد عتقهم بشهور يطالبون بعودتهم إلى العبودية. وتبين لاحقا أن السبب الأساس هو معيشي، فقد ترك هؤلاء لمصيرهم دون مأوى ومأكل أو مشرب ودون خطة تعالج الجوانب الاقتصادية والنفسية والاجتماعية لاعداد كبيرة من الناس (بالملايين) إذ كانوا لا يزالون عبيداً أمام أنفسهم وأمام المجتمع. وبعدها تحول التحرير من العبودية في أمريكا الى شكل آخر من التمييز العنصري، وإلى نظام طبقي استغلالي، وإلى تعصب وفصل عرقي بين البيض والسود في الكنائس، والمدارس، والمطاعم، ووسائل النقل، وإلى إهمال شامل للمرافق العامة في أحياء الزنوج.... طبعا هذا الأمر لم يحصل في المجتمع الإسلامي.

كيف عالج الاسلام ظاهرة الرق؟

عرفت جميع الأمم والحضارات على مر العصور نظام العبودية عند الرومان والفرس والهنود و العرب وغيرهم، حيث كان العبيد يباعون في أسواق النخاسة ويستعملون في أغراض شتى كتشييد الأبنية، ولأغراض عسكرية، وهناك من استعملهم في الزراعة، وفي الأعمال المنزلية، وغيرها.. وكانت هذه الظاهرة متأصلة في هذه الشعوب القديمة، ففي الفكر الفلسفي اليوناني مثلا استقر النظام الطبقي على وضع الرقيق في أدنى درجات السلم الاجتماعي واعتبروهم حاجة ضرورية يستلزم منهم استقرار النظام السياسي والاقتصادي، لذا فقد كان من الصعب التخلي عنهم؛ لأن هذا النظام الطبقي كان متجذرا في عمق الحياة آنذاك.

وجاء الإسلام  -وظاهرة العبودية متأصلة - ولم يـشـرعها كما شرعتها الأمم الأخرى وجعلت منها نظاما طبيعـيـا بل شرع العتق ورغب فيه و ضيق الباب على الرق وشدد في حرمة بيع الحر واسترقاقه وجعل العتق من كفارات الذنوب العظيمة ككفارة قتل الخطأ وكفارة الظهار، وكفارة الأيمان وكفارة من أفطر في رمضان متعمداً...واعطى العبد الفرصة لشراء نفسه.

 وجعل المفاضلة بين الناس لا على أساس طبقي أو تمييز عنصري أو تمييز عرقي وإنما على أساس روحي إيماني وعلى أساس التقوى والاحسان قال تعالى " ان أكرمكم عند الله أتقاكم ".1

وقال رسول الله (ص) "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى ".2

وجاء عن أمير المؤمنين علي (ع) "قيمة كل امرء ما يحسنه ".3

وعندما نقرأ سيرة الإمام زين العابدين (ع)، نجد أنه كان محرر العبيد بحق لا كما يدعى أن الرئيس الأمريكي لنكولن هو "محرر الرقيق " والذي كان هدفه الأساس دفع العبيد للقتال في صفوفه من أجل الاتحاد .4

فكان (ع) يشتري العبيد لا ليستعبدهم، بل ليعلّمهم ويثقفهم ويؤدبهم، ثم يعطيهم ما يحتاجونه لاستمرار معيشتهم ثم يعتقهم .

اذن الإسلام هو وحده الذي استطاع معالجة هذه الظاهرة دون إحداث أي خلل اجتماعي أو اقتصادي وذلك بالتدرج وعبر مراحل زمنية.

1. الحجرات 13

2. ميزان الحكمة : محمدي الريشهري الجزء : 4

3.نهج البلاغة ج4

4. لنكولن: محرر الرّقيق،17 شباط/فبراير 2009، مايكل جاي فريدمان

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha