وكالة أنباء الحوزة_ قال المقاتل "المسن" في الحشد الشعبي، الحاج مهدي، إنه شارك في معارك تحرير مدن العراق من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي منذ انطلاق الفتوى بالجهاد الكفائي، فيما أكد مشاركة نحو 18 فرداً من أسرته من بينهم ولده الأكبر "أبو حسن".
وأجرت القناة الرسمية للعتبة الحسينية المقدسة على موقع يوتيوب مقابلة خاصة ضمن برنامجها "يوميات حسينية" ظهر فيها "رجل مسن" من الحشد الشعبي يرتدي لباساً عسكرياً في الصحن الحسيني الشريف.
وكان قد حضر إلى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين، عليه السلام، ولقاء ممثل المرجع السيد السیستاني سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي.
ويقول الحاج مهدي، إنه "من محافظة واسط، قضاء العزيزية، ويقاتل منذ انطلاق فتوى الجهاد الكفائي مع لواء علي الأكبر التابع للعتبة الحسينية المقدسة".
ويضيف، صاحب الشيبة الوقورة الذي يشبهه الكثيرون بـحبيب بن مظاهر الأسدي، "شاركنا في أغلب معارك قواتنا البطلة ضد تنظيم داعش منذ أن سمعنا بالفتوى المباركة، ومنذ ذلك الحين تمسكنا بتلبية الفتوى والنداء خصوصاً أننا كنا عند انطلاقها من الصحن الحسيني الشريف نخدم زوار الإمام الحسين عليه السلام".
ويرى الحاج مهدي، أن أهم معركة خاضها منذ انطلاق الفتوى هي ما أسماها بـ "معركة النفوس" في إشارة إلى محاربة هوى النفس وترددها في القتال.
لكنه أكد أنه استطاع ومن معه التغلب على كافة "الوساوس" والمشاركة باندفاع كبير في كافة المعارك.
وقال "لقد حررنا الكثير من المدن الشمالية والغربية في العراق وكنّا نقاتل تنظيم داعش الإرهابي برشاشات بسيطة وذخيرة قليلة جداً، وكنّا على استعداد أن نقاتل حتى بـ (العصي)".
وتابع، "في احدى المعارك حررنا منطقة كاملة من سيطرة التنظيم بهذه الإمكانيات البسيطة وكانت خسائرنا شهيداً واحداً فقط وجريحين وكانوا فداءً للحسين".
وفي مدن سامراء وصلاح الدين والأنبار والموصل، كان يرى الحاج مهدي "الشباب في الحشد الشعبي من كافة الفصائل وهم يتسابقون إلى الشهادة"، على حد تعبيره.
وبشأن قدرته على الجهاد وخوض غمار الحرب، يقول المقاتل المسن: "كنت أقاتل وأشارك في أغلب المعارك وأشعر كأني شاب في الـ 18 من عمري ولا أعرف شيئاً غير الوصول إلى مسلحي تنظيم داعش وتوجيه الرصاصات نحوهم".
ويزيد الحاج مهدي، "كنت أرى العديد من أبناء الحشد الشعبي وهم يتساقطون وينالون الشهادة وكنت أتمنى لو أصاب أو أنال ما ينالونه".
وأشار إلى أنه رأى الكثير من الكرامات في ساحات القتال ومنها "انقلاب العجلات الملغمة من قبل تنظيم داعش الإرهابي"، وقال "واجهنا هذه المفخخات بأسلحة متواضعة وهتافات "يا حسين.. يا حسين، ويا مهدي".
وعن المواقف التي تعرض لها في جبهات القتال، يقول الحاج مهدي " تعرض ولدي (أبو حسن) لإصابة برصاصات اخترقت صدره وجهت له من قبل قناص (داعشي)، وعندما سقط من أعلى تل إلى وادٍ عميق قلت له: "الله وياك... الله يعينك".
وأضاف، "لكنني في الوقت ذاته كنت أتمنى لو أن الإصابة كانت لي وليس له لأنه لا يزال صغيراً ويعيل أطفالاً صغاراً".
أما عن سبب الإصابة، فيقول أبو حسن، الابن البكر للحاج مهدي، "كنت أقف لتحديد الإحداثيات على "المرقب" وسرعان ما اخترقت صدري ثلاث رصاصات، وأشار بيده إلى مكانها في سترته التي كان ولا يزال يرتديها حتى لحظة اللقاء به.
لكن (أبو حسن) تحدث عن مصاعب واجهته في جبهات القتال، وقال "عانيت كثيراً من صعوبة وجود والدي معي في أجواء صعبة وحارة كنا نضطر أحياناً إلى الركض سريعاً وكان لا يقوى على ذلك".