۸ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۸ شوال ۱۴۴۵ | Apr 27, 2024

وكالة أنباء الحوزة، على الرغم من تحركات السعودية الاقليمية والدولية، واستمرارها في القصف الجوي للأهداف اليمنية، فإن الاتجاه الجديد المتبع من القيادة والشعب اليمنيين والذي جنى لهم نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة، أصاب العالم بالذهول، وعزز الآمال في هزيمة الغزاة والمعتدين.

ويحدّ اليمن، بسكانه 24 مليون، براً وبحراً، الصومال وإريتريا وجيبوتي وعمان والسعودية. وعلى الرغم من أن ما يربو عن 60 بالمائة من الشعب اليمني هم من أبناء الطائفة السنية، وان نسبة الشيعة الزيدية والاثنى عشرية والاسماعيلیة فيه لا تتجاوز الـ 35 بالمائة، إلا أن انتماء معظم أهل السنة والجماعة في هذا البلد إلى المذهب الشافعي، آخذين بنظر الاعتبار تاريخ الیمن وحاضره، يصنّفه في خانة الدول المحبّة لأهل البيت(عليهم السلام).

ومنذ 26 من مارس 2016، شنّت السعودية وحلفائها من العرب والغربيين، في قرار خاطئ على الصعيدين الاستراتيجي والتاريخي، هجوماً شاملاً على اليمن في إطار تحقيق أهدافهم المشتركة الاقليمية والدولية وذلك بإسناد من الكيان الإسرائيلي.

وحسبما أفادت منظمة الأمم المتحدة فإن حصيلة عدوان التحالف السعودي على اليمن تجاوزت 7000 قتيل، ثلثهم من النساء والأطفال، وأسفرت عن فقدان 3 ملايين أسرة يمنية - تقريباً - لبيوتهم.

ففي هذه الحرب التي مضى عليها حتى اليوم 531 يوماً، سقط أكثر من 18 ألف يمني جريحاً، وتمّ تدمير المئات من المراكز العامة والبنى التحتية اليمنية كالمستشفيات والمدارس و... .

ربما كان يعتقد البعض في بداية العدوان السعودي البشع على اليمن، أن هذه الحرب غير المتكافأة لن تطول كثيراً، وكما يتوقع حكّام الدول المعتدية فإن الحرب ستحسم في فترة قصيرة وسيستلم الشعب اليمني للإرادة الخارجية وبالتالي تألّف حكومة موالية لدول العدوان، إلا أن المتابع للشأن اليمني والملمّ بثقافة اليمن وتاريخه، ومدى قدرته على خوض الحروب الطويلة، كان واثقاً من فشل هذه التوقعات.  

هذا ومضى على هذه الحرب المفروضة قرابة سنة ونصف السنة، إلا أن النجاحات التي تحققها القيادة والشعب اليمني - على الرغم من عدم التكافئ في عدة الطرفين، علاوة على الدعم الظاهر والخفي الدولي الذي تتلقاه السعودية -  في تطوّر يستحق الثناء، وذلك من خلال اعتمادها على ثلاثة عناصر رئيسية ورابحة تتجلى في الابداع والتدبير وبُعد النظر.

وعلى الرغم من آثار طول الحرب وتراجع زخم المعركة، إلا أن الاتجاهات الجديدة والمعطيات المستجدة، تكشف عن رجحان كفة اليمنيين في التخطيط الاستراتيجي والعسكري والتمتع بالذكاء السياسي.

ولم تكتف السعودية بالخيار العسكري في اليمن، حيث شنّت حرباً نفسية إلى جانب الحرب العسكرية على اليمنيين، لتضعيف الجبهة الداخلية للمجاهدين، وذلك من خلال شقّ الصف الوطني اليمني، واذكاء الاختلافات الداخلية وجرّ اليمن الى حرب أهلية، سعياً منها للحدّ من قدرة المقاومة الوطنية في المواجهة العسكرية.

وعلى الرغم من تحركات السعودية الاقليمية والدولية، واستمرارها في القصف الجوي للأهداف اليمنية، فإن الاتجاه الجديد المتبع من القيادة والشعب اليمنيين والذي جنى لهم نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة، أصاب العالم بالذهول، وعزز الآمال في هزيمة الغزاة والمعتدين.

إن الحفاظ على اللحمة الوطنية وتأسيس المجلس السياسي الأعلى في إطار تنظيم شؤون وقضايا البلد العليا، وما أعقبه من تأييد شعبي عارم ومليوني، يعتبر خطوة كبيرة إلى الأمام، أسهمت في تلطيف الأجواء الداخلية اليمنية،  وعكست صورة موحدة عن الشعب اليمني أمام العالم.

هذا ويكشف عدم استخدام جميع الأسلحة المتوفرة لدى القوات اليمنية في المراحل الأولى من المعركة، عن بُعد النظر لدى القيادة السياسية والعسكرية، وارسالها رسالة للعدو مفادها أن يده على الزناد ولا تخلو من السلاح أبداً. وهكذا فإن تعزيز المستوى العسكري المتوفر لا سيما تطوير مديات الصواريخ، ألقى الرعب والحيرة في قلوب الحكام السعوديين والغربيين، وكشف عن الاتجاهات والخطوات الحديثة التي أدخلت الحرب منعطفاً جديداً،  كما أن تحرك القيادة الحوثية وممثلين الشعب اليمني الحقيقيين على الصعيد الدولي، وما يصحبه من تبيين المواقف والمفاوضات على مختلف الصعد، يعدّ خطوة ايجابية وفاعلة في تعزيز مكانة هذا البلد على صعيد الحراك الدولي.

وانطلاقاً مما تقدم، وعلى الرغم من الجهود الشاملة التي تبذلها السعودية واسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاقليمية لتغيير المعادلة في الشأن اليمني إلا أنه – ولله الحمد – فإن المؤشرات العسكرية والسياسية و...، تكشف عن حنكة وعقلانية الشعب والقيادة اليمنية، وقدرتهم على طوي الأيام الصعبة المحفوفة بالظلام الأسود، عبر التوكل على الله، حيث سيخرجون من هذا الاختبار الإلهي العظيم معززين بالنصر،  وسيُحفر اسم الأمة اليمنية العريقة التي تمتاز بثقافة وتاريخ فاخرين، إلى جانب الأمم العظيمة التي تعتبر رمزاً للصمود والثبات والحرية.

 

إن شاء الله

حسن مولایي

 

ارسال التعليق

You are replying to: .