۹ فروردین ۱۴۰۳ |۱۸ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 28, 2024
قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي

وكالة الحوزة / التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية جمعاً من عوائل الشهداء، وعدّ اعتداء حكام البحرين على العالم المجاهد الشيخ عيسى قاسم علامة بلاهتهم.

وكالة أنباء الحوزة / التقى سماحة آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم السبت 25/06/2016 م جمعاً من عوائل الشهداء، منهم عوائل شهداء حادثة السابع من تير (تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي في 28 حزيران 1981 م)، و عوائل الشهداء المدافعين عن مراقد أهل البيت (ع)، و ثمّن إيمان الشهداء و جهادهم و بطولاتهم و وفاءهم الخالص، و أشاد بصبر عوائلهم الكريمة و صمودها، معتبراً ذلك أساس اقتدار نظام الجمهورية الإسلامية و قوّته، و أكد قائلاً: السبيل الوحيد لتقدم إيران الإسلامية هو إحياء الروح الثورية الجهادية.
و قدّم سماحته التعازي في بداية كلمته بمناسبة أيام استشهاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، معتبراً إيّاه أكبر شهيد في تاريخ الإنسانية، و شهيد المحراب و شهيد طريق الحق والحسم و الاستقامة، ثم أشار إلى مضي 35 عاماً على حادثة تفجير مكتب الحزب الجمهوري الإسلامي في السابع من تير سنة 1360 هـ ش، قائلاً: منفذو هذه الجريمة، و هم جماعة إرهابية خبيثة لا ترحم، و بعد هروبهم من البلاد، يعيشون حالياً و منذ سنين طويلة في ظل رعاية البلدان الأوروبية و أمريكا التي تدّعي زعامة محاربة الإرهاب و الدفاع عن حقوق الإنسان.
و اعتبر سماحة قائد الثورة الإسلامية هذا الشيء فضيحة كبيرة و تاريخية للبلدان الأوروبية و أمريكا، مردفاً: هذه الجماعة الإرهابية دخلت معترك الكفاح بدعوى الدفاع عن الشعب و حتى الدفاع عن الإسلام، لكنها ارتكبت بعد ذلك جرائم و فجائع مثل حادثة السابع من تير و اغتيال الناس العاديين، و بالتالي اصطفوا إلى جانب شخص مثل صدام، و لا يزالون في ظل دعم و رعاية أمريكا.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي حادثة السابع من تير سنة 1360 م حادثة كبيرة تنطوي على دروس و عبر كثيرة، و عتب على قلة النشاط في تعريف أحداث الثورة الإسلامية المهمة و الشهداء للأجيال الحالية، مضيفاً: بعد مضي 35 سنة لم يظهر حتى فيلم سينمائي واحد أو مسرحية واحدة أو رواية واحدة حول حادثة السابع من تير و حول الشهيد بهشتي و شهداء هذا الحادث، و إذا كانت هذه الحادثة قد بقيت حية إلى اليوم فالعامل الوحيد هو الروح الثورية للشعب نفسه.
و ألمح سماحته إلى كتابة كتب حول العمليات العسكرية في ملحمة الدفاع المقدس و شهدائها، موصياً كل الناس و خصوصاً الشباب بقراءة هذه الكتب قراءة دقيقة، و تابع قائلاً: مع أن الكثير من الكتب قد دوّنت، و لكن لا يزال المجال واسعاً أمام كتابة الكثير من الكتب حول مختلف أبعاد و جوانب ملحمة الدفاع المقدس و شهداء الحرب الأبرار، لأن سلوك و أقوال و طريقة تحرك كل واحد من الشهداء نافذة نحو عالم من المعرفة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن من خصوصيات فترة الدفاع المقدس مشاركة قوات شعبية بدوافع قوية و من مختلف الشرائح و المستويات، و خروج الحرب عن طوق القوات الرسمية، و أكد قائلاً: اليوم أيضاً نوصي المسؤولين الحكوميين بأنه يجب الاستفادة من طاقات الشعب في الميادين المختلفة و خصوصاً في القطاع الاقتصادي، و أن يكون الاقتصاد شعبياً.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بالتطرق لموضوع الدفاع عن مراقد أهل البيت (عليهم السلام) و الشهداء المدافعين عنها، مردفاً: هذه القضية من الأحداث و الأمور العجيبة المذهلة في التاريخ بأن يهبّ شباب من إيران و بلدان أخرى و بإيمان و دوافع قوية و يغضّون الطرف عن زوجاتهم الشابات و أطفالهم الصغار و حياتهم المريحة، و يجاهدوا في بلد غريب في سبيل الله و يستشهدوا في هذا السبيل.
و اعتبر سماحته الإيمان الرفيع للشهداء المدافعين عن مراقد أهل البيت (ع) و صبر و مقاومة عوائلهم من جملة أبعاد هذه الحالة المبهرة، و أضاف: بُعد آخر من أبعاد هذه القضية هو عناصر اقتدار نظام الجمهورية الإسلامية في إيران القائم على أساس إيمان الناس المؤمنين المجاهدين و الشهداء و عزيمتهم و إرادتهم.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن أعداء النظام الإسلامي لا يستطيعون أبداً إدراك و فهم ركائز اقتدار النظام الإسلامي و قوّته، مردفاً: الشهداء و عوائلهم هم الأعمدة الصلبة لنظام الجمهورية الإسلامية، و لهذا السبب استطاع النظام الإسلامي الانتصار على أعدائه دوماً في التحديات المختلفة.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: أين ما اعتمدنا على الثورة و الروح الثورية تقدمنا إلى الأمام، و أين ما تنازلنا عن القيم لترضية العناصر المستكبرة و ترددنا في التعبير عن مواقفنا الثورية ابتلينا بالتأخر و الخسارة.
و شدد سماحته على أن طريقة التصدي للأعداء المستكبرين يجب أن تكون على أساس الروح الثورية، ملفتاً: الإيمان بالله، و الاعتقاد بالجهاد، و المحفزات القوية للشباب المؤمن الثوري، هي مصادر قدرة النظام الإسلامي في حربه غير المتكافئة مع جبهة الاستكبار، و مع أن الأعداء يشاهدون آثار مصادر القوة هذه لكنهم عاجزون عن تحليل حقيقتها، لذلك يستعينون بالأساليب العنيفة القاسية.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن إيجاد جماعات إرهابية تكفيرية مثل داعش نموذج لهذه الأساليب العنيفة الرامية لمواجهة النظام الإسلامي، و تابع قائلاً: الهدف الرئيس من إطلاق جماعات إرهابية تكفيرية و ما تفعله في العراق و سورية، هو الهجوم على إيران، بيد أن اقتدار نظام الجمهورية الإسلامية أدى إلى مراوحتهم في العراق و سورية نفسهما.
و أكد سماحته على أن الجماعات التكفيرية لا تميّز بين الشيعة والسنة، فهي تستهدف أي فرد مسلم يناصر الثورة الإسلامية و يعادي أمريكا،

و أشار سماحته إلى أحداث البحرين قائلاً: في البحرين أيضاً ليست القضية قضية سنة و شيعة، إنما أصل القضية هي حكومة جائرة لأقلية مستكبرة أنانية على الأكثرية الواسعة.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية اعتداء حكام البحرين على العالم المجاهد الشيخ عيسى قاسم علامة بلاهتهم، مؤكداً: الشيخ عيسى قاسم شخص طالما استطاع التحدث مع شعب البحرين ومنعه من التحركات العنيفة و المسلحة، لكن حكام البحرين غير متفطنين إلى أن الاعتداء على هذا العالم المجاهد يعني رفع المانع أمام الشباب البحريني المتحمس المندفع للقيام بأية أعمال ضد الحكومة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن القوى المستكبرة و عملاءها عجزوا دوماً عن معرفة الشعب و إيمان المجتمع و وقعوا في حسابات خاطئة، مضيفاً: السبيل الصحيح هو التحرك في درب الإسلام و التوكل على الله تعالى، و الشعب المؤمن المجاهد ذو العزيمة الراسخة هو فقط من يستطيع الانتصار على العقبات و التقدم إلى الأمام.
و تابع سماحته حديثه بتوصية الجميع بالانتهال أكثر فأكثر من ليالي القدر و الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، قائلاً: في هذه الليالي و الأسحار و هي أوقات التوسل و التضرع إلى الله، ينبغي الاستمداد من الأرواح الطاهرة بما في ذلك أرواح الشهداء والتشفع بها عند الله، و بحضور قلب، يجب أن ندعو الله بالشكل الذي يجعلنا موضع رعايته و نظره.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين الشهيد محلاتي ممثل الولي الفقيه و رئيس مؤسسة الشهداء و المضحين فأشار إلى ضرورة تعريف جيل الشباب بتضحيات المقاتلين و ملاحمهم، ملفتاً: من الخطوات المحورية لمؤسسة الشهداء تأسيس و تنشيط الأمانة العامة للمجلس الأعلى لترويج و تنمية ثقافة الإيثار و الشهادة، و تأسيس جبهة افتراضية، و تطوير تنظيمات المضحين، و تنفيذ مشروع الشكر، و تأسيس لجنة الاقتصاد المقاوم بهدف رفع قدرات المضحين.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .