۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود

وكالة الحوزة / اكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود بمناسبة انتصار المقاومة وتحرير أرض الجنوب ان هذه المناسبة هي من نعم الله الكبرى ودعا إلى تجاوز الخلافات المذهبية وذلك في حوار له بهذه المناسبة.

وكالة أنباء الحوزة / اكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود  بمناسبة انتصار المقاومة وتحرير أرض الجنوب ان هذه المناسبة هي من نعم الله الكبرى ودعا إلى تجاوز الخلافات  المذهبية، جاء ذلك في حواره مع موقع بينات بمناسبة ذكرى التحرير والمقاومة ،

في أجواء الذكرى السادسة عشرة لانتصار المقاومة وتحرير أرض الجنوب، يشرع الشّيخ حمود الحديث عن هذه المناسبة التي اعتبرها من نعم الله الكبرى، فما جرى في 25 أيّار من العام 2000، هو أوّل انسحابٍ للعدوّ الإسرائيليّ من أرض عربيّة دون قيدٍ أو شرطٍ، بل بذلّ وإذلال له ولجنوده وعملائه.

هواجس الفتنة المذهبيّة وآمال تحرير القدس وغيرها من المواضيع، عناوين حضرت في ذكرى المقاومة والتّحرير مع سماحة الشّيخ ماهر حمود، وكان هذا اللّقاء الخاصّ لموقع "بيّنات".

نقطة تحوّل
الخامس والعشرون من أيّار هو يوم عظيم، فتح الآفاق على فلسطين، على القدس الشّريف، على الآمال الكبرى للأمّة الّتي كادت تندثر، وكادت الهزائم العربيّة أن تمحوها، وأن تجعل الجميع محبطأ وضعيفاً غير متأمّل لأيّ مستقبل. اليوم، نستطيع أن نقرأ المستقبل من خلال هذا التّاريخ، ومن خلال انتصار حرب 2006 الّذي دحر فيه المقاومون العدوّ الإسرائيلي بتوفيقٍ من الله وتسديده، فقد ثبّت انتصار 2006 الانسحاب الذي جرى في العام 2000 دون قيد أو شرط.

الخامس والعشرون من أيّار هو يوم عظيم، فتح الآفاق على فلسطين وعلى الآمال الكبرى للأمّة
أوّل ما يستحضر الشيخ ماهر حمود في هذا اليوم، المقاومون والشّهداء الذين استطاعوا أن يستنبطوا من الفكر والثّقافة والفقه الإسلامي منهجاً مقاوماً لم تُغيّر منه ولم تضعفه التحوّلات السياسيّة والخيانات العربيّة والمؤامرات المتلاحقة الّتي كانت تهدف إلى ضرب المعنويّات، فضلاً عن تمزيق الأمَّة إلى مذاهب وأحزاب وما إلى ذلك، معتبراً أنّنا نعيش اليوم في نعمةٍ كبرى ينغِّصها التمزّق المذهبيّ، وبروز التَّكفير الإرهابي الّذي أعطى صورة بشعة عن الإسلام، بعدما أعطت المقاومة صورةً عظيمةً ومشرّفةً عن هذا الدين الحنيف، وسيبقى الصّراع بين الحقّ والباطل، وستبقى الأيّام نداولها، كما جاء في كتاب الله: {وتلك الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس}[آل عمران: 140].
ويتوقّف الشيخ ماهر عند المقوِّمات التي أدَّت إلى الانتصار في العام 2000، منوِّهاً بصمود أهل الجنوب الّذين تمسَّكوا بأرضهم ورفضوا التّنازل عنها، متمسّكين بكراماتهم وتراب الوطن، مشيراً إلى التّجربة الرائدة للمقاومة الإسلامية في لبنان، التي استفادت من تجارب المقاومين السّابقين وأخطائهم الّتي قطعت طريق المقاومات السّابقة، سواء الفلسطينيّة أو العربيّة.
ويلفت الشّيخ حمود إلى أهميّة دور الجانب الثقافي عند المقاومين، المرتبطة بنهج الإمام الحسين(ع)، الّذي يغذّي نفوسهم ويدفعهم إلى الامام، معتبراً أنّ التركيز على هذه المدرسة هو من أبرز عوامل القوّة الّتي دفعت مسيرة المقاومة قدماً، وجعلتها تستمرّ على مدى سنوات طويلة وتتطوّر، في الوقت الذي أخفقت غيرها من الحركات في الحفاظ على استمراريّتها.
ويتابع القول:" تطوّر المقاومة في الأسلحة، وتنوّع الأسلوب في المواجهة مع العدوّ، إلى جانب الثبات عند المقاومين ودعم الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، أدّى دون أدنى شكّ إلى انسحاب العدوّ الإسرائيليّ، ولولا وجود الشّباب المقاوم والصّابر والمؤمن، لذهب هذا الدّعم سدىً كما جرى مع المقاومات السّابقة".

حذار الفتنة المذهبيّة
هي من أكبر همومه اليوم، يخاف أن يقع المسلمون في أفخاخها، يحذّر منها لأنها تندرج في إطار الخطط المرسوم لها لمحاصرة أيّة انتصار على العدو الصهيوني، سواء في لبنان أو المنطقة، منبّهاً من استخدامها لحصار المقاومة وإخفات ضوء الانتصارات، كما حصل بعد انتصار حرب تموز 2006، ويقول: "عندما وجدوا أنّ المقاومة قويّة بالثّقافة والموقف، أرادوا أن يحاصروها بالفتن المذهبيّة، كما حصل في العام 2007 بعد حرب تموز، كذلك في فلسطين بعد انتصار غزّة أوائل 2009، تعالت الأصوات النّاشزة، وتحرّكت الشّاشات الحاقدة لتسعير الخلاف المذهبيّ، من خلال بثّ الأكاذيب والأضاليل لحصار الانتصار، والتّخفيف من وهجه خدمةً لأعداء الأمّة.
وتابع قائلاً: "إنَّ الأزمة كبيرة، ولكنَّ أملنا كبير بأنَّ هذه الفتنة لن تستعر، لأن أكثرها مفتعَل وليس مبنيّاً على خلاف حقيقيّ بين المذاهب الإسلامية".
ويضيف سماحته: "بالرغم من المؤامرة الكبيرة، نرى أنّ الصّمود سيكون أكبر، وأنّ دحر المؤامرة لن يكون مستحيلاً بإذن الله، بل بالعكس، إنّا نراه قريباً، ولكن لا بدّ من أن نشحذ الهمم، وأن نقوّي أنفسنا، وأن نجمع القوى، ونعلي صوت الحقّ في وجه الباطل، حتّى لا تنتصر المؤامرة المذهبيّة على المقاومة العظيمة".
في ذكرى الانتصار نستذكر سماحة السيّد فضل الله الّذي تربّى في حضنه كلّ المقاومين

المقاومون والسيد محمد حسين فضل الله
وفي ذكرى تحرير الأرض من رجس المحتلّ الصّهيوني، يستذكر الشّيخ حمود أحد أبرز صنّاع النَّصر، السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، الّذي تربّى في حضنه كلّ المقاومين والمجاهدين في سبيل الله، مستعيراً كلمة التَّأبين لسماحة السيّد حسن نصر الله: "كهف الإيمان الّذي نأوي إليه"، ليدلّل على طبيعة العلاقة الّتي جمعت سماحته بالمقاومين الّذين خاطبهم في حرب تموز وقال لهم "أيها البدريون"، هذا النّداء الذي دخل إلى عقول المجاهدين ونفوسهم في حرب تموز، وزادهم إصراراً وقوّة وعزماً، حتى حصل الانتصار بحول من الله تعالى وقوّته.
ويتابع:"نستذكر السيد فضل الله في كلّ موقع خير ووحدة وعقل تحلَّل فيه المواقف الإسلاميّة، عندما نرى محاوراً يحاور إسلاميّاً نستذكر السيّد فضل الله كيف كان في محاورته أفضل من يعطي الفكرة الرّائعة عن الإسلام، وأيضاً عندما نرى الأيتام وكيف احتضنهم في مبرّاته، ولا نستطيع أن نحصر الخير الّذي قدّمه للإسلام وللبنان وللأمّة الإسلاميّة جمعاء".

إلاّ من سار في خطّ المقاومة
ويختم الشّيخ ماهر حمود بالنّداء الربّاني في سورة الأنفال: {وَلَاتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين}[الأنفال: 45] ، مشيراً إلى أنّ النّزاع الموجود اليوم هو نزاع مفتعل، يأتي استجابةً للمؤامرة الأميركيّة الإسرائيليّة الاستعماريّة الرجعيّة العربيّة، معرباً عن أسفه لتنفيذ البعض لهذه المؤامرات، معتبراً أنّ القرار يأتي من الخارج ونحن ننفّذه.
ويضيف: "علينا أن نتنبّه لهذا الخطر الكبير الّذي يحدق بنا جميعاً، إذ نتحوّل ـ وللأسف الشّديد ـ إلى أدواتٍ في يد المستعمر، إلا من سار في نهج المقاومة وفهم الإسلام حقّ الفهم وفهم تاريخ الأمّة ومستقبلها".

ارسال التعليق

You are replying to: .