وكالة أنباء الحوزة - ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، سماحة السيد صدر الدين القبانجي، خطبتي صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى بتاريخ 5 ديسمبر/كانون الأول 2025، وتناول خلالها جملة من القضايا السياسية والدينية الساخنة.
اتهام الحكومة بالتقصير في ملف حجز أموال "حزب الله" و"الحوثيين"
وفي بداية خطبته السياسية، شنّ سماحته هجوماً حاداً على ما وصفه بـ "الخطأ الذي لا يُغتفر"، مشيراً إلى نشر صحيفة الوقائع العراقية الرسمية لقرار على حجز أموال كيانات مدرجة على لوائح الإرهاب، ومن بينها حزب الله اللبناني وأنصار الله (الحوثيون) في اليمن.(1)
وتساءل سماحته باستغراب: "كيف يتحول الأصدقاء إلى أعداء ويتحول الأعداء إلى أصدقاء؟"، رافضاً تبرير الحكومة بأن الأمر كان "خطأ غير مقصود". وأكد على أن "هذا خطأ لا يُغتفر ولا بد من التحقيق فيه ومحاسبة المقصّر".
كما علق على ادعاءات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بأن الحكومة العراقية اقترحت منحه جائزة نوبل للسلام، قائلاً: "هذا أمر عجيب في وقت يُقتل فيه 60 ألف شهيد في فلسطين، وهو داعم أساس للعدوان الصهيوني". وطالب سماحته بمحاكمة ترامب دولياً بدلاً من منحه أية جوائز.
الدعوة لانتخاب رئيس الوزراء والشكر للإطار التنسيقي
وتطرق إمام جمعة النجف إلى أزمة تشكيل الحكومة، مؤكداً أن "الشعب ينتظر بفارغ الصبر انتخاب رئيس الوزراء، والكرّة الآن في ملعب الإطار التنسيقي والكتل الشيعية". وأعرب عن شكره "للإطار التنسيقي على اجتماعاته المستمرة والروح التعاونية"، موجهاً نداءً للنواب الجدد: "الشعب منحكم الثقة فكونوا أوفياء لشعبكم".
تحذير من تصاعد العنف في كردستان ومسؤولية الحكومة المركزية
وحول الأحداث الدائرة في إقليم كردستان، وصف سماحة القبانجي الاشتباكات بأنها "قتال ضار وإبادة قرى". وأكد أن "كردستان جزء من العراق، والحكومة المركزية مسؤولة عن حل النزاع، ولا بد أن يكون لها صوت للتدخل وفرض الأمن والأمان"، داعياً إلى تهدئة الوضع فوراً.(2)
شكر وتقدير للحشد الشعبي على إعادة تأهيل مستشفى الرشاد
وفي نهاية الخطبة السياسية، وجّه سماحته "شكره وتقديره للحشد الشعبي على جهوده الميدانية في تأهيل مستشفى الرشاد للأمراض العصبية في بغداد، والتي كانت آيلة للسقوط"، معتبراً ذلك نموذجاً للإنجاز الخدمي والإنساني.
الخطبة الدينية.. "كن جميلاً"
وفي الخطبة الدينية، تناول سماحته موضوعاً تحت عنوان "كن جميلاً"، مستنداً إلى الحديث النبوي الشريف: "إن الله جميل يحب الجمال".
واستشهد بحديث عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "ليتزين أحدكم لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن هيئة".
وأوضح أن "الجمال يدخل في كل شيء"، من الكلام والطعام والعبادة والنوم والملابس، وحتى في المشي، "فلا تمشِ مسرعًا فإن سرعة المشي تُذهب البهاء".
وأضاف سماحته: "يستحب للإنسان أن يُحسن خُلُقه كما يُحسن خَلقه"، مستشهداً بالحديث النبوي: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وبما ورد في دعاء من الصحيفة السجادية: "وَسَدِّدْنِي لأِنْ أُعارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ، وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ، وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وَأُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ، وَأُخَالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ الذِّكْرِ".
كما تطرق إلى "دعاء مكارم الأخلاق" من نفس الصحيفة حيث يقول الإمام (عليه السلام) فيه: "وَهَبْ لِي مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ".
استذكار جهود أم البنين (عليها السلام)
واختتم سماحته الخطبة الدينية بالحديث عن ذكرى السيدة أم البنين (عليها السلام)، مبيناً أن لها "جهْداً عظيماً في أمرين: الفداء، حيث قدمت أربعة من أبنائها في سبيل الحسين (عليه السلام)، وديمومة العطاء، حيث واصلت إحياء ذكرى الثورة الحسينية عبر الرثاء وإقامة المآتم".
المصدر: المكتب الإعلامي لسماحة السيد صدر الدين القبانجي
(١) تشير التصريحات إلى تضمين اسمي حزب الله وأنصار الله (الحوثيين) ضمن قائمة كيانات تخضع لتجميد الأموال بموجب قرار عراقي. وقد أوضحت اللجنة المختصة أن القرار يستهدف كيانات مرتبطة بداعش والقاعدة فقط، وأن إدراج هذين الاسمين كان خطأً. فيما نفت رئاسة الجمهورية العلم بالقرار، وأمر رئيس الوزراء بالتحقيق في هذا الخطأ ومحاسبة المسؤولين عنه.
(٢) وفقاً لما أورده بعض المصادر، وقعت اشتباكات ومواجهات في قرية "لاجان" التابعة لقضاء خبات غرب محافظة أربيل في الأيام الماضية، وتصاعدت إلى اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، ونزوح أهالي القرية.
تعليقك