الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 - 20:41
مسؤول أميركي: نتنياهو يرى أشباحا في كل مكان

وكالة الحوزة - مسؤولان أمیرکیان یحذران من أن الاستهدافات الإسرائیلیة المتکررة داخل سوریا تهدد استقرار البلاد وتقوض فرص اتفاق أمني، واصفَین تصرفات رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو بأنها "رؤیة أشباح فی كل مکان".

وكالة أنباء الحوزة - أعرب مسؤولان أميركيان كبيران عن قلقهما من أن الغارات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا تهدد بزعزعة استقرار البلاد وتقويض آمال التوصل إلى اتفاق أمني بين تل أبيب ودمشق، وفقا لما نقله موقع أكسيوس أمس الاثنين.

وقال أحد المسؤولين، مشيرا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلقبه: "نحاول إقناع بيبي بوقف هذا، لأنه إذا استمر، فسيُدمر نفسه بنفسه".

وتابع أن استمرار نتنياهو بسياسته الحالية تجاه سوريا يعني أنه "سيُفوّت فرصة دبلوماسية ضخمة، ويُحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى عدو".

ولفت أحد المسؤولين إلى أن "سوريا ليست مثل لبنان"، قائلا "سوريا لا تريد مشاكل مع إسرائيل. هذا ليس لبنان. لكن نتنياهو يرى أشباحا في كل مكان".

وصرح المسؤولان الأميركيان لأكسيوس بأن تصرفات نتنياهو قوضت جزئيا العمل على اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، تأمل واشنطن أن يكون الخطوة الأولى نحو انضمام دمشق إلى اتفاقيات أبراهام في وقت لاحق، وفق الموقع.

وتصاعد الغضب الأميركي بعد عملية إسرائيلية برية في بيت جن بريف دمشق الجمعة الماضي أدت إلى مقتل نحو 13 مدنيا سوريا بغارات جوية بعد حصار جنود إسرائيليين وإصابة 6 منهم، قالت إسرائيل إنها نفذت بغرض اعتقال أعضاء في "تنظيم الجماعة الإسلامية" النشط في لبنان.

وأوضح المسؤولان الأميركيان اعتقادهما بأن نتنياهو يتدخل بطرق غير مفيدة على الإطلاق بسوريا، لا سيما بعد أمره بشن أعمال عسكرية عبر الحدود في مرات عدة، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية.

كما صرح مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس أن البيت الأبيض لم يتلقَّ إشعارا مسبقا بالعملية الإسرائيلية في بيت جن، وأن الإسرائيليين لم يحذروا سوريا عبر القنوات العسكرية كما فعلوا في حالات سابقة.

تحذير أميركي

وأمس الاثنين، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيره للحكومة الإسرائيلية من التدخل بالشؤون السورية، ودعاها إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات قد تُعرقل مسار الانتقال السياسي في البلاد.

وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" إن إدارته "راضية جدا" عن أداء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي يقود البلاد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.

وأضاف الرئيس الأميركي "من المهم للغاية أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي أمر من شأنه أن يتدخل في تطوّر سوريا لتصبح دولة مزدهرة".

كما تحدث ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي هاتفيا مساء الاثنين، على خلفية مساعي واشنطن لتهدئة التوترات بين تل أبيب ودمشق، وفق إعلام إسرائيلي.

وفي السياق، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد -للجزيرة نت- إن ترامب ونتنياهو "متفقان على جوهر السياسة تجاه سوريا، لكنهما يختلفان في طريقة تطبيقها"، موضحا أن الطرفين يشتركان في ضرورة حفظ أمن إسرائيل والإبقاء على وجودها العسكري في أجزاء من المناطق العازلة التي سيطرت عليها مؤخرا، وفق وصفه.

وأوضح أن ترامب يسعى لتحقيق هذه الأهداف عبر اتفاق أمني يقدمه كإنجاز سياسي، بينما يعتمد نتنياهو على القوة والضغط العسكري لتحقيق الغايات نفسها وربما توسيعها لاحقا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتصاعد فيها انتقادات الإدارة الأميركية للتدخلات الإسرائيلية في سوريا.

فبعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة دمشق في يونيو/حزيران الماضي، قال مسؤول في البيت الأبيض لموقع أكسيوس: "تصرف نتنياهو بجنون. إنه يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا قد يُقوّض ما يحاول ترامب فعله".

المصدر: الجزيرة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha