وكالة أنباء الحوزة - خلال لقائه أعضاء المجلس الأعلى للحوزة العلميّة في خراسان ومع تقديمه التعازي بمناسبة أيّام استشهاد السيّدة فاطمة الزهراء (سلام اللّه عليها)، أشار آية اللّه العظمى ناصر مكارم الشيرازيّ إلى أنّ إحدى المشاكل الرئيسة في الحوزات العلميّة تتمثّل في قضيّة انتقاء الطلّاب، مبيّنًا أنّ الانتقاء السليم القائم على أساس الموهبة والاستعداد والرغبة الحقيقيّة للأفراد، يحلّ نصف المشاكل.
وأكّد سماحته على أهمّيّة التنظيم الدقيق للموادّ الدراسيّة، والاختيار الصحيح للكتب التعليميّة، وضرورة تشجيع الطلّاب المتميّزين، لافتًا إلى أنّ التشجيع يبعث على الحافز ويحول دون اللامبالاة في المسيرة الدراسيّة.
ورأى هذا المرجع الدينيّ أنّ تعلّم اللغة العربيّة أمرٌ ضروريٌّ للطلّاب، مشيرًا إلى القواسم المشتركة الكثيرة بين اللغتين العربيّة والفارسيّة، ومصرّحًا بأنّ إتقان العربيّة يمكن أن يكون مؤثّرًا جدًّا في الرحلات التبليغيّة، والعمرة، والحجّ، والتواصل مع البلدان العربيّة.
وشدّد سماحته على ضرورة إجراء امتحاناتٍ منتظمةٍ ومعقولةٍ، منوّهًا بأنّ الامتحانات يجب ألّا تكون صعبةً لدرجةٍ تسبّب الإحباط، ولا سهلةً لدرجةٍ تسمح بالنجاح من دون استحقاق.
كما أكّد آية اللّه العظمى مكارم الشيرازيّ، في معرض حديثه عن أهمّيّة استخدام الأدوات المعاصرة، ضرورة توظيف وسائل الإعلام والتقنيّات الحديثة، مبيّنًا أنّ للذكاء الاصطناعيّ مخاطر وفوائد، ممّا يستدعي تشكيل لجنةٍ خاصّةٍ تتولّى دراسة تأثيره في الأنشطة الحوزويّة.
ولفت سماحته إلى أهمّيّة إعداد المبلّغين، مذكّرًا بالسجلّ المشرّف لمدينة مشهد في تخريج الخطباء البارعين، مضيفًا أنّ الطلّاب ينبغي أن يمارسوا الخطابة إلى جانب دراستهم، ليتمكّنوا، عند الحاجة، من إلقاء الخطب على المنابر، وإبداء آرائهم بشكلٍ جيّدٍ في الجلسات التخصّصيّة الحوزويّة.
واعتبر سماحته أحد التحدّيات الثقافيّة في مدينة مشهد المقدّسة اختلاف المستوى الدينيّ بين مناطقها، مؤكّدًا ضرورة إيفاد المبلّغين إلى مساجد المناطق المختلفة لكي يقوموا في المناسبات الخاصّة بإرشاد الناس وتوعيتهم.
وأشاد آية اللّه مكارم الشيرازيّ بمكانة الحوزتين العلميّتين في مدينتي قم ومشهد المقدّستين، مبيّنًا أنّهما تمتلكان تجارب قيّمةً، وأنّ تبادل هذه التجارب يمثّل خطوةً مفيدةً ومؤثّرةً للغاية.
وفي سياق آخر، تناول هذا المرجع الدينيّ المشاكل الماليّة للطلّاب، موضحًا أنّه على الرغم من زيادة الرواتب الشهريّة، فإنّ نفقات الطلّاب أكبر بكثيرٍ، داعيًا إلى الاهتمام باحتياجاتهم المعيشيّة قدر الإمكان.
وفي ختام حديثه، خاطب آية اللّه العظمى مكارم الشيرازيّ أعضاء المجلس الأعلى للحوزة العلميّة في مدينة مشهد المقدّسة، مؤكّدًا لهم أنّ نشاطاتهم تحظى بعناية الإمام المهديّ المنتظر (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف)، لأنّهم يعملون في خدمة الحوزة العلميّة التابعة لحضرته.




لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك