وكالة أنباء الحوزة - أفاد الدفاع المدني في غزة اليوم السبت بغرق عشرات الخيام بمياه الأمطار، التي تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وأن طواقمه تتعامل مع عشرات الخيام بالمخيمات.
يأتي ذلك في وقت دعت فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الضامنين لاتفاق وقف الحرب، والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرك العاجل لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة.
كما شددت على أن الوضع المأساوي في غزة يؤكد الحاجة الملحة والعاجلة للإغاثة والإيواء وسط استمرار مماطلات الاحتلال في السماح بدخول المساعدات والخيام والبيوت المتنقلة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي -في بيان- إنه مع دخول فصل الشتاء بقوة تتزايد معاناة المواطنين وتتفاقم المأساة الإنسانية لقرابة مليون ونصف إنسان من سكان غزة في الخيام.
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قد قال في وقت سابق للجزيرة إن آلاف الخيام التي تؤوي نازحين في القطاع غمرتها مياه الأمطار، وإن الوضع في القطاع كارثي.
وكشف أن القطاع يحتاج 450 ألف خيمة إن لم يكن أكثر لإيواء النازحين.
ومنذ فجر الجمعة، تتأثر الأراضي الفلسطينية بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة ورياح وأمطار غزيرة، مما ضاعف من معاناة 1.5 مليون نازح في قطاع غزة بعد أن أغرقت الأمطار خيامهم البالية.
تحذير أممي
من ناحية أخرى، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تخشى أن تصبح جميع العائلات في غزة عرضة لظروف الطقس القاسية.
وأكد دوجاريك أن المنظمة تعمل على المساعدة، مشيرا إلى أن إسرائيل رفضت 23 طلبا منذ وقف إطلاق النار لإدخال إمدادات أساسية.
وأضاف "لا تزال ملايين من مواد المأوى عالقة في الأردن ومصر وإسرائيل في انتظار الموافقات اللازمة لدخول غزة".
بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الأمطار تزيد صعوبة الأوضاع في قطاع غزة، والعائلات تلجأ إلى أي مكان متاح، بما في ذلك الخيام المؤقتة، وأكدت أن الحاجة ماسة إلى إمدادات المأوى في غزة، ودعت إلى السماح للوكالة بتقديم ما يتوفر لديها من إمدادات للسكان.
ويعيش النازحون في غزة واقعا مأساويا نتيجة انعدام مقومات الحياة، وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية، ونقص تقديم الخدمات الحيوية، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
ويتخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، في حين قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93%، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.
وعلى مدار نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، في حين اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والأمطار والرياح شتاء.
ومع تفاقم هذه المعاناة، تواصل إسرائيل منع إدخال مواد الإيواء من خيام وبيوت متنقلة، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأنهى الاتفاق حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قدرت بـ70 مليار دولار.
المصدر: الجزيرة





تعليقك