وكالة أنباء الحوزة - التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الإثنين) 20/10/2025، الأبطال والحائزين الميداليات في مجال الرياضة والأولمبيادات العلميّة العالميّة.
وأعرب سماحته عن سروره لوجوده بين شباب أقوياء بذلوا الجهد ونالوا الميداليات في ميادين الرياضة والعلم فأفرحوا الشعب وأبهجوا الشباب، وقال: «إن ميدالياتكم تكتسب قيمة مضافة مقارنة بميداليات المراحل السابقة، لأنكم نلتموها في وضع يحاول فيه العدو في الحرب الناعمة أن يحبط الشعب ويجعله يغفل عن قدراته أو يفقد الأمل، لكنكم بإظهار قدرة وقوة الشعب في ميدان العمل قدّمتم أقوى ردّ ممكن عليه».
كما أشار الإمام الخامنئي إلى الترهات الأخيرة التي تفوّه بها الرئيس الأمريكي بشأن المنطقة وإيران، وقال: «حاول الرئيس الأمريكي في سفره إلى فلسطين المحتلة، وبحفنة من الكلام الفارغ والتهريج، أن يبعث الأمل في نفوس الصهاينة اليائسين وأن يرفع معنوياتهم».
وأكد قائد الثورة الإسلامية أنّ الصفعة غير المتوقعة التي وجّهتها جمهورية إيران الإسلامية إلى الكيان الصهيوني في حرب الاثني عشر يوماً كانت سببًا في يأسهم، وأضاف: «لم يتوقَّع الصهاينة أن صاروخًا من صُنع يدَي شابٍ إيراني، سيتمكّن، بلهيبه ونيرانه، من تحويل أعماق بعض مراكزهم الحسّاسة إلى رماد».
وأكد سماحته على أن هذه الصواريخ لم تُشترَ من أحد بل هي من صنع الشباب الإيرانيين، وقال: «إذا ما دخل الشاب الإيراني ميدانًا، واجتهد وسعى وعدّ لنفسه البنى التحتية العلمية، فإنه يحقق مثل هذه الإنجازات العظيمة».
وتابع الإمام الخامنئي مشددًا: «لقد كانت هذه الصواريخ جاهزةً لدى قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية، فاستخدمتها واستعملتها، وستستخدمها مرّة أخرى إذا لزم الأمر».
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ «أمريكا هي الشريك الرئيسي للكيان الصهيوني في جريمة الحرب على غزة، دون أدنى شك، باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه الذي قال: كنّا نعمل مع هذا الكيان في غزة. وطبعًا حتى لو لم يقل ذلك، فالأمر واضح، لأنّ الصواريخ والقنابل التي كان تُلقى طوال هذه الحرب على رؤوس أهالي غزّة العزّل كانت أمريكيّة».
وقال سماحته: «إنّ ادّعاء ترامب الآخر بأنّ أمريكا تحارب الإرهاب هو نموذج آخر من أكاذيبه»، وأضاف: «لقد استُشهد أكثر من عشرين ألف طفلٍ ورضيع في حرب غزّة، فهل هؤلاء كانوا إرهابيّين؟ الإرهاب هي أمريكا التي صنعت داعش وسلّطته على المنطقة، ولا تزال اليوم تحتفظ بأعداد من عناصره في مكانٍ ما لتستخدمهم متى شاءت».
وعدّ الإمام الخامنئي استشهاد نحو سبعين ألف إنسان في حرب غزّة وأكثر من ألف إيراني في حرب الاثني عشر يومًا شاهدَين واضحَين على الطبيعة الإرهابيّة لأمريكا والكيان الصهيوني، مؤكّدًا أنّهم: «إلى جانب القتل العشوائيّ للناس، اغتالوا علماءنا مثل طهرانتشي وعبّاسي وتفاخروا بهذه الجريمة، لكن عليهم أن يعلموا أنّهم لا يستطيعون اغتيال العلم».
وأشار سماحته إلى تصريحات رئيس أمريكا الذي تباهى بقصف الصناعة النوويّة الإيرانيّة وزعم تدميرها، مضيفًا: «لا بأس، عش هذا الوهم، لكن أساسًا، ما شأنكم أيها الأمريكيون حتى إذا امتلك بلدٌ ما صناعةً نوويّة لتتدخّلوا وتقولوا ما يجب وما لا يجب؟ مَن نصّبكم على العالم؟ وما شأن أمريكا من امتلاك إيران إمكانات وصناعة نوويّة من عدمه؟ هذه التدخّلات غير مشروعة وخاطئة ومتغطرسة».
كما أشار سماحته إلى المظاهرات الشعبيّة الواسعة والبالغ عدد المشاركين فيها سبعة ملايين ضدّ ترامب في ولاياتٍ ومدنٍ أمريكيّة مختلفة»، وقال: «إذا كنتم تملكون كل هذه القدرة، فبدلًا من هذه الأكاذيب والتدخّل في شؤون الدول الأخرى، وممارسات من قبيل تأسيس قواعد عسكرية فيها، هدّئوا هؤلاء الملايين وأرجعوهم إلى بيوتهم».
وأكد الإمام الخامنئي أنّ الإرهابيّ والتجسيد الحقيقيّ للإرهاب هو أمريكا، واصفًا ادّعاء ترامب بأنّه نصير الشعب الإيرانيّ بالكذب، وأضاف: «أليست أنواع الحظر الأمريكي الثانويّة، والتي انضمّت إليها كثيرٌ من الدول خوفًا، هي موجّهة ضدّ الشعب الإيرانيّ؟ لذلك، أنتم أعداء الشعب الإيراني ولستم أصدقاءه».
كما أشار سماحته إلى تصريحات ترامب بشأن استعداده لعقد صفقة مع إيران، وقال: «يقول الرئيس الأمريكي إنه رجل الصفقات، ويريد أن يعقد صفقة مع إيران، لكن الصفقة التي تقوم على الغطرسة ونتيجتها معروفة مسبقًا ليست بصفقةً، بل إملاءات، والشعب الإيراني لن يخضع للإملاءات».
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى تصريحات ترامب الأخرى التي تحدّث فيها عن وجود الموت والحرب في منطقة غربيّ آسيا، أو الشرق الأوسط كما يسمّونها، قائلًا: «أنتم مَن تشعلون الحروب. أمريكا هي التي تشعل الحروب وتفتعلها، وإضافةً إلى الاغتيالات، فإنها تشعل الحروب. فما الغرض من كل هذه القواعد العسكرية في المنطقة إذًا؟ ماذا تفعلون هنا؟ وما شأنكم بهذه المنطقة؟ هذه المنطقة هي ملك شعوبها، والحرب والموت فيها ناجمان عن حضور أمريكا».
كما وصف الإمام الخامنئي مواقف الرئيس الأمريكي بالخاطئة والكاذبة في مواضع كثيرة، وأنها تنطوي على الغطرسة، وأضاف: «قد تنجح الغطرسة مع بعض الشعوب، لكنها لن تنجح أبدًا مع الشعب الإيراني، بتوفيقٍ من الله».
ولفت الإمام الخامنئي في جزءٍ آخر من كلمته إلى أنّه بعد انتصار الثورة الإسلامية تحقّقت قفزاتٌ كبيرة في مجالاتٍ متعدّدة، موضحًا أنّ «من أبرز النماذج على ذلك هي سلسلة النجاحات التي حقّقها الرياضيون والمشاركون في الأولمبيادات العلميّة هذا العام، والتي قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الرياضة في البلاد».
وأكّد قائد الثورة الإسلامية أنّ «تأدية الرياضيين الفائزين تحيّةَ الاحترام لعلم الوطن، وسجودهم شكرًا لله، ورفعهم أيديهم بالدعاء» تمثّل رمزًا لهويّة الشعب الإيراني، وأضاف: «إنّ الشباب الأعزّاء المشاركين في الأولمبيادات العلميّة هم اليوم نجومٌ لامعة، لكن بعد عشر سنوات، وبشرط الاستمرار في السعي، سيصبحون شموسًا ساطعة، وهنا تكمن أهميّة مسؤوليّة المعنيّين بهذا المجال».
وعدّ الإمام الخامنئي دور الشباب بعد انتصار الثورة الإسلامية تيارًا متواصلًا، وقال: «في الحرب المفروضة التي استمرّت ثماني سنوات، كان جيل الشباب هو الذي، رغم كثرة النواقص وقلّة الإمكانات، قدّم ابتكاراتٍ عسكريةً مدهشة، بحيث تمكّنت إيران من تحقيق الانتصار في مواجهة عدوٍّ مجهّزٍ تجهيزًا كاملًا ويتلقّى الدعم والتأييد من كلّ جانب».
المصدر: موقع KHAMENEI.IR الإعلامي
تعليقك