وكالة أنباء الحوزة - خلال لقائه مع السيّد عمّار الحكيم، زعيم تيّار الحكمة الوطنيّ العراقيّ، الذي عُقد صباح يوم الثّلاثاء (9 سبتمر 2025) في قاعة المحراب بالحرم المطهّر للسيّدة فاطمة المعصومة (س)، أشار آية اللّه السعيدي إلى العناية الخاصة التي أولاها أهل البيت (ع) لأرض العراق، معتبرًا أنّ هذه العناية تكشف عن عظمة تلك الأرض وشرف أهلها.
وأضاف سماحته قائلًا: منذ سقوط نظام صدّام البائد، نشأت علاقات وثيقة بين العراق والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على المستويين الرسميّ والشعبيّ، وهو ما يعكس بوضوحٍ رغبة الشعبين في توطيد أواصر التواصل.
كما أشار متولّي العتبة المقدّسة إلى سنوات المنفى التي قضاها الإمام الخميني (قدس سره) في العراق، وكذلك إلى العلاقة الوجدانيّة المتينة بين قائد الثورة الإسلاميّة وآية اللّه العظمى السيستانيّ، مؤكّدًا أنّ حضور المسؤولين من كلا البلدين في العتبات المقدّسة ومراقد أهل البيت (ع) يشكّل فرصةً ثمينةً ينبغي أن تُستثمر لتطوير العلاقات يومًا بعد يومٍ.
وأكّد سماحته على أهمّية الانتباه إلى التحدّيات والمخاطر التي تهدّد العلاقات بين البلدين، فقال: إنّ الاطمئنان إلى ديمومة هذه العلاقات يمثّل بحد ذاته أحد مكامن الخطر، فالأعداء في محاولةٍ دائمةٍ لاختراق صفوف الشعبين؛ لذلك، يجب ألّا نغفل عن محاولات الأعداء في إشعال الفتن والخلافات بينهما، وفي الوقت نفسه، يجب أن نتعهّد بالعمل على تنمية هذه العلاقات وتطويرها باستمرارٍ.
وفي إشارةٍ إلى الحشود المليونيّة للشعبين الإيرانيّ والعراقيّ في مراسم أربعينيّة الإمام الحسين (ع)، وكذلك في مناسبات مواليد الأئمة الأطهار (ع) وشهاداتهم، قال آية اللّه السعيدي: إنّ هذه التجمّعات العظيمة، التي ظهرت بشكل عفويٍّ وتلقائيٍّ ومن دون دعايةٍ أو دعوةٍ مسبقةٍ بعد سقوط صدّام، تدلّ على وجود الاستعداد العميق لدى الشعبين. لذا، يجب استثمار هذه الفرص على أفضل وجهٍ، وأن يعمل مسؤولو البلدين على تسهيل التواصل والتنقّل بين البلدين.
وختم حديثه بالإشارة إلى العلاقات الثقافيّة والدينيّة العميقة بين الشعبين الإيرانيّ والعراقيّ، موضحًا أنّ العتبة المقدّسة للسيّدة فاطمة المعصومة (س) تستضيف على مدار العام عددًا من المواكب القادمة من العراق لخدمة الزائرين، كما يتوجّه خدّام العتبة المطهرّة إلى العراق عدة مرّاتٍ سنويًّا لاستضافة الزوّار العراقيّين. ثمّ أضاف أنّ استمرار هذه المبادرات يؤثّر بشكلٍ إيجابيٍّ في ترسيخ العلاقات وتوطيد الأواصر الأخوية بين الشعبين الإيرانيّ والعراقيّ.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك