وكالة أنباء الحوزة - وصف قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة الايرانية، "قضية معيشة الشعب"، بأنها من أهم القضايا في البلاد، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز مقومات القوة والكرامة الوطنية.
وأكد على الإجراءات الجادة التي اتخذتها الحكومة في مجال "ضبط السوق" ومعالجة مخاوف الشعب من الارتفاع غير المنضبط لأسعار السلع، وقدم توصياتٍ مهمة بشأن ضرورة "تغليب مناخ العمل والجهد والأمل" على "حالة اللاحرب والسلم"، وتعزيز الإنتاج، ومتابعة القرارات حتى تحقيق النتائج، واغتنام الفرصة المتاحة لبناء توافقٍ في الآراء لتنفيذ المهام المهمة، وحل مشكلة الإسكان، وتجنب الهدر، لا سيما في الجهات الحكومية، ولفت انتباه المسؤولين والكتاب والمتحدثين إلى توضيح مواطن القوة الحقيقية والمفعمة بالأمل.
مباركة قائد الثورة لأعضاء الحكومة، وشكر خاص لرئيس الجمهورية، وتقديره لزيارته الأخيرة إلى الصين
في جانب آخر من اللقاء، قال آية الله السيد علي الخامنئي: نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأعزاء في الحكومة ، من مديرين ومسؤولين فاعلين، وموظفين محترمين في مختلف الأجهزة، وخاصةً أولئك الذين تألقوا في هذا الاختبار الذي استمر 12 يومًا (الحرب المفروضة من قبل الكيان الصهيوني)، وكان لهم دور مؤثر.
وأضاف: كما ذكر الدكتور بزشكيان، فقد دخلت وزارة الصحة وبعض الأجهزة الأخرى الميدان بتفانٍ حقيقي، وبذلت جهودًا جبارة خلال هذه الفترة. ونحن أيضًا على دراية بهذه الجهود، ونقدرها جميعًا بصدق.
وتابع قائد الثورة: كما أتقدم بالشكر الخاص لرئيس الجمهورية الموقر على الأنشطة المكثفة والمتواصلة والمفيدة التي قاموا بها خلال هذه الفترة. إن هذا النهج في العمل، بحافز ومعنويات عالية، هو بالضبط ما يحتاجه بلدنا.
ومضى من بين الإجراءات الجديرة بالملاحظة زيارته الأخيرة إلى الصين، والتي تُعتبر زيارة ناجحة وقيّمة للغاية. تُمهّد هذه الزيارة الطريق لأحداث عظيمة، لا نقول إنها تحدث بالفعل، ولكن من المحتمل أن تُهيأ قدرات تُلبّي بعض احتياجات البلاد الملحّة، اقتصاديًا وسياسيًا. ولحسن الحظ، شهدت هذه الزيارة أيضًا إنجازات تستحق المتابعة بكلّ عناية واهتمام، إن شاء الله.
قائد الثورة: على المسؤولين أن يكونوا رواةً لقوة البلاد ومواطن قوتها وقدراتها
وفي جانبٍ آخر من كلمته، أكد آية الله السيد علي الخامنئي: على الأصدقاء الذين يتحدثون إلى الشعب من مسؤولي البلاد أن يكونوا رواةً لقوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقدراتها وإمكاناتها؛ كما شهدنا في هذا الخطاب اليوم. لا ينبغي أن يكونوا رواةً لنقاط الضعف فحسب. نعم، كأي بلدٍ آخر، لدينا نقاط ضعف نقائق ونواقص، ولكن لدينا أيضًا العديد من نقاط القوة والإنجازات؛ يجب إطلاع الشعب على الجهود المبذولة والتقدم المُحرز.
واضاف: في هذا المجال، لوسائل الإعلام أيضًا مسؤولية كبيرة؛ سواء كانت الصحافة، أو الإذاعة والتلفزيون، وحتى الأهم من ذلك، المسؤولون الحكوميون. عندما يكونون أمام أعين الشعب وخلف الميكروفونات، لا ينبغي أن يكونوا رواة للعجز واليأس والإحباط.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: "على من يكتبون مقالات في وسائل الإعلام، أو ينشطون في الفضاء الإلكتروني، أو لديهم برامج في الإذاعة والتلفزيون ، أن يحرصوا على عدم التصريح بأي شيء يضر بالبلاد. عليهم ألا يركزوا فقط على نقاط الضعف، بل عليهم أن يُطلعوا الشعب على نقاط القوة الحقيقية والقدرات الفعلية للبلاد، من أجل تعزيز الروح المعنوية الوطنية والحفاظ على ثقة الشعب".
قائد الثورة: علينا أن نُغلب روح العمل والجهد على حالة "لا حرب ولا سلم"
واضاف سماحته: "يجب أن نعزز في البلاد روح العمل والجهد والبناء وأن نغلبها على الوضع الذي يريد الأعداء فرضه علينا؛ أي حالة 'لا حرب ولا سلم'. هذه الحالة هي إحدى الأضرار والمخاطر الجسيمة على البلاد؛ إنها وضعية غامضة ومُنهكة تُعيق فرص التقدم وتُبقي الأجواء العامة للمجتمع في حالة من التردد وعدم الاستقرار."
ومضى قائلا: "لتجاوز هذه الأجواء، يجب أن نبرز في المجتمع روح المبادرة والحماس والأمل والعمل والابتكار؛ ليس بالكلام فقط، بل من خلال التنفيذ، وتحقيق النتائج، وإظهار الآثار الملموسة للتقدم. أينما سادت هذه الروح، تقدّمت البلاد؛ واليوم أيضًا، فإن طريق تجاوز التحديات يقوم على نفس هذه الإرادة والعزيمة الوطنية."
قائد الثورة: من أهم واجبات الحكومات تعزيز عناصر الاقتدار والعزة الوطنية
وقال آية الله السيد علي الخامنئي: من أهم واجبات الحكومات تعزيز عناصر الاقتدار والعزة الوطنية. جميع حكومات العالم عليها هذا الواجب، أي تعزيز عناصر الاقتدار الوطني. ومن أهم هذه العناصر معنويات الشعب ودوافعه ووحدته. وإذا أردنا أن نحصي عناصر الاقتدار، فإن من أهمها بلا شك أن يكون الشعب موحد، متحمسا، متفائلا، ومبتهجا.
وأضاف: علينا في أدائنا، وفي خطابنا، وفي التزامنا بواجباتنا، أن نعمل بطريقة تُنشئ هذه الروح المعنوية في الشعب، وإن وُجدت، فعلينا أن نعززها ونمنع زوالها.
قائد الثورة: متابعة القضايا حتى الوصول إلى النتيجة هي إحدى الأولويات
وأكد قائد الثورة الاسلامية: من أهم المواضيع التي أودّ التركيز عليها مسألة المتابعة.
وأضاف: هذه المتابعة، ولله الحمد، موجودةٌ على مستوى رئيس الجمهورية. وهو فاعلٌ جدًا في هذا المجال؛ فزياراته للمحافظات، وتواصله المباشر مع الشعب، وتواجده بين الوزارات، وتواصله الوثيق مع المديرين والموظفين، كلها مؤشراتٌ على متابعته الفعّالة والقيّمة، وهي متابعةٌ مفيدةٌ ومُقدّرة.
واردف سماحته: لكن الأمر لا يقتصر على هذا المستوى فقط؛ بل يجب أن تُشكّل المتابعة في الجهاز التنفيذي، وأن تُرسّخ في القيادات الوسطى. أحيانًا، عندما يُصدر الوزير قرارًا، يُؤمن به، ويميل إلى تنفيذه، بل ويُصدر أمرًا به. لكن عندما يُنقل هذا القرار نفسه إلى المستويات الأدنى عبر عدة وسطاء، فإنه يضعف تدريجيًا ويتلاشى، حتى يختفي تمامًا في النهاية. وأضاف: "هذا في حين أن أطراف الأصابع يجب أن تؤدي العمل؛ فالجسم هو الذي ينفذ العمل، والأيدي تتحرك، وليس فقط العقول التي تُعطي الأوامر. لذلك، يجب أن يستمر السعي حتى المرحلة الأخيرة؛ السعي حتى أطراف الأصابع، حتى الفعل النهائي، حتى تتحقق النتيجة الحقيقية".
قائد الثورة: من الفرص المتاحة حاليًا إمكانية بناء توافق في البلاد
ومضى قائد الثورة : لحسن الحظ، ثمة اليوم إمكانية لبناء توافق في الآراء في البلاد. فالوضع الراهن يجعل رؤساء السلطات الثلاث متفاهمين، ومتفقين في آرائهم، ومستعدين للتعاون فيما بينهم. كما تعمل العديد من دوائر صنع القرار معًا وفي نفس الاتجاه. برأيي، أصبح بناء التوافق اليوم أسهل من الماضي، ويجب استغلال هذه الفرصة على أكمل وجه؛ يجب أن ندفع قدمًا بالمهام التي هي محل توافق ونبدأ بالتحرك.
وأضاف: هذه مهام بالغة الأهمية. ومن بين هذه القضايا النقاط القليلة التي طُرحت اليوم، على سبيل المثال، مسألة تبسيط هيكلية الجهاز الحكومي. أي تقليص بعض الجهات التي تتداخل في وجودها أو وظائفها؛ أو تقليص عدد الموظفين في مجمع أو وزارة أو مؤسسة. هذه مهام كبيرة؛ وهي بالطبع مهام صعبة وليست سهلة. قال قائد الثورة الإسلامية: "لكن اليوم، عندما يسود جو من التعاطف، يُمكن اتخاذ هذه الإجراءات. يجب القيام بذلك؛ فهذه فرصة عظيمة للبلاد. بالطبع، هناك أذواق وعقبات مختلفة في الطريق، ولكن يجب إزالة هذه العقبات وعدم تفويت الفرص".
قائد الثورة: يجب استخدام أساليب وأدوات جديدة في التنقيب عن النفط
وفي جانب آخر من كلمته قال آية الله الخامنئي: إنتاج النفط في البلاد، بالنظر إلى أهميته الاقتصادية، منخفض. أساليب إنتاجنا لا تزال قديمة وتقليدية، ولم تُحدّث أدواتها. بالمقارنة مع العديد من الدول المنتجة للنفط في العالم، نحن متأخرون بشكل ملحوظ.
وأضاف: في الوقت نفسه، يتمتع طلابنا وشبابنا المتعلمون اليوم بقدرات عالية في مجال النفط. لا شك أن قدراتهم العلمية وإبداعهم يمكن توظيفها للقيام بأعمال مهمة وأساسية في هذا المجال.
وأكد قائد الثورة الإسلامية: لدينا أيضًا تجربة ناجحة في هذا المجال. في إحدى الحكومات السابقة، طُرحت قضية مهمة في مجال النفط. تقدم إلينا اثنان أو ثلاثة طلاب شباب وقالوا: "بإمكاننا حل هذه المشكلة". قدّمتهم إلى وزير النفط آنذاك، وبعد فترة، أعلن الوزير أن المشكلة قد حُلّت. هذا يعني أن هؤلاء الطلاب الشباب الخبراء القلائل استطاعوا حل مشكلة مهمة.
وأضاف: من الممكن اليوم أن تُحدث هذه القوى الشابة ثورةً في أساليب إنتاج النفط واستخراجه. يجب توظيفها وإعطائها منصةً.
واضاف سماحته: نحتاج أيضًا إلى مزيد من المرونة في مجال صادرات النفط. وعلى وجه الخصوص، فإن مسألة تنويع العملاء وزيادة عددهم بالغة الأهمية، ويجب متابعتها بجدية إن شاء الله.
قائد الثورة: يجب مواجهة المأسي التي يسببها الكيان الصهيوني الخبيث في غزة
وتطرق قائد الثورة الى الوضع المأساوي في قطاع غزة، وقال: "على الدول التي تحتج اليوم، خاصة الدول الإسلامية، أن تقطع علاقاتها التجارية تمامًا مع الكيان الصهيوني، بل حتى تقطع علاقاتها السياسية وان تعزله."
وأضاف: "الكيان الصهيوني هو الآن أكثر حكومة منعزلة وممقوتة في العالم، ولكن يجب إغلاق طرق الاتصال أكثر من ذلك. هذه مسؤولية تقع على عاتق جميع الحكومات."
وتابع قائد الثورة الإسلامية: وأكد قائد الثورة الإسلامية: برأيي، ينبغي أن يكون أحد أهم محاور دبلوماسيتنا هو حثّ الحكومات على قطع علاقاتها مع هذا الكيان، أولًا في المجال التجاري، ثم في المجال السياسي.
تعليقك