الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 15:05
المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: لا قرار بشأن التفاوض

وكالة الحوزة - قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن عدد الشهداء الذين ارتقوا حتى الآن بلغ 935 شهيداً، بينهم 140 امرأة وطفلاً استُشهدوا خلال هذه الأيام، وذلك في ظل العدوان الذي استمر 12 يوماً.

وكالة أنباء الحوزة - أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم، أن مشاهد العدوان كانت مؤلمة، شملت الهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون، ومجمع الأساتذة، وسجن إيفين، والمستشفيات، ووحدات الإغاثة وغيرها. وتساءلت: "أي نوع من البشر يرتكب هذه الأفعال؟ كانت أحداثاً صعبة، لكن بلدنا زاخر بالرجال الشجعان".

وأضافت أن الحكومة بادرت أعمالها منذ اللحظات الأولى للعدوان، حيث بدأ وزير الصحة مهامه فوراً بتشكيل غرف الطوارئ والتنسيق مع جامعات العلوم الطبية.

وأوضحت أنه في أولى دقائق فجر يوم الجمعة (13 يونيو)، عُقد اجتماع طارئ برئاسة السيد عارف، وتم تشكيل أربع فرق عمل تناولت قضايا أمن المواطنين، وتوفير وتوزيع السلع، وتقديم الرعاية الطبية، وإعادة الحجاج إلى البلاد، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وغيرها من القضايا التي تابعتها الحكومة منذ اللحظة الأولى للعدوان.

وأشارت إلى أن عدد الجرحى الذين راجعوا المراكز الطبية بلغ 5646 جريحاً، موضحة أن تقديم الرعاية لهم تم في ظروف صعبة نظراً للطاقة الاستيعابية المحدودة للمستشفيات، لكنها استمرت إلى جانب الخدمات الصحية المعتادة.

وأكدت أن عدد الشهداء حتى الآن 935 شهيداً، منهم 140 امرأة وطفلاً، معربة عن تعازيها الحارة لأسر الشهداء.

لا قرار بشأن التفاوض حتى الآن

وأوضحت مهاجراني أنه لم يُتخذ أي قرار بشأن الدخول في مفاوضات، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية أكدت أنه لم يتم تحديد موعد للتفاوض، وقد لا يكون قريباً، ولم يُتخذ قرار بهذا الشأن حتى الآن.

وأشارت إلى أن العدو استهدف خلال العدوان الأخير عدداً من المراكز الحيوية، منها مستشفيات الشهيد مطهري، خاتم، لبافي‌ نجاد، فارابي كرمانشاه، مركز رعاية الأطفال الأيتام في قصر شيرين، ومركز الهلال الأحمر لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأعلنت أن 71 مواطناً استُشهدوا جراء الهجوم على سجن إيفين، ولا تزال أعمال إزالة الأنقاض مستمرة.

ولفتت إلى إعادة تفعيل منظومة 4030 التي أثبتت فعاليتها خلال أزمة كورونا لتقديم استشارات نفسية للمواطنين، مع تسجيل 92 ألف مكالمة خلال هذه الفترة. وأضافت: "رأينا مشهداً وطنياً رائعاً من التلاحم، وإذا قارنّا بين الخسائر والإنجازات، ومن دون إغفال أن الشهادة تعني لقاء الله، فإننا حققنا مكاسب كبيرة في هذه الحرب. لقد تلقينا ضربات، لكننا أيضاً وجهنا ضربات، وانتصرنا، وأحيينا وحدتنا الوطنية من جديد".

وأشارت إلى أن العدو كان يأمل أن تؤدي ضرباته ضد القوات الأمنية والعسكرية إلى خروج الناس إلى الشوارع، لكن خاب أمله.

وأكدت أن الثروة الوطنية والثقافة العريقة لا تسمح بأن يُمسّ أمن البلاد أو أن يُغبر طرف عباءة قائد الثورة، والشعب لن يسمح بذلك.

وقالت إن مقرّ "الشهيد سلامي" تمّ تشكيله بالتعاون مع غرفة اتحاد التجار، مشيرةً إلى أننا شهدنا خلال الأزمة الحدّ الأدنى من ظواهر الاحتكار والغش التجاري. وأضافت: "رغم أننا في بداية العام شهدنا حالات احتكار وارتفاع في الأسعار، إلا أنه خلال الحرب الأخيرة، وبفضل التكاتف الشعبي، لم نواجه هذه المشكلات، وتمكنا من حل أزمة الزيت بالتعاون بين الشعب والحكومة".

وشددت على أن الحكومة سعت إلى إدارة الأمور، لكن التكاتف الشعبي كان العامل الأساسي في إتمام التضامن الوطني. وذكرت أن الهلال الأحمر أطلق حملة "بيتك عامر" لإعادة بناء منازل المتضررين، وأن بلدية طهران والمؤسسات الأخرى ساهمت في إسكان المتضررين باستخدام بيوت الضيافة التابعة لها، كما شاركت وزارة التراث الثقافي وغيرها من الجهات في هذه الجهود.

وأشارت مهاجراني إلى أن الحكومة أجرت مقابلات مع وسائل إعلام أجنبية لنقل صوت مظلومية الشعب الإيراني إلى العالم، ووجهت الشكر لقوات الحرس الثوري، الجيش، الشرطة، البسيج، الدفاع الجوي، فرق الطوارئ، الهلال الأحمر، الكوادر الطبية، وكل من كان في الميدان إلى جانب الشعب الإيراني. كما شكرت وسائل الإعلام الوطنية، وأشادت بدور سائقي الشاحنات الذين أنهوا إضرابهم وشاركوا في الجهود الوطنية، إضافة إلى التجار والمخابز وكل من ساهم في استمرار الحياة الطبيعية.

وأضافت: "حتى في زمن العدوان، لم تتوقف عجلة الإنتاج، وانضم الفنانون والمنشدون الدينيون إلى مسيرة التكاتف".

وتطرقت إلى ذكرى القصف الكيميائي على سردشت خلال الحرب المفروضة [حرب نظام صدام]، مشيرة إلى أن القنابل الكيميائية أُسقطت على المدنيين حينها، والعالم وقف صامتاً مكتفياً بالإدانة. وقالت: "على العالم أن يفهم لماذا سلكنا طريق امتلاك الصواريخ؛ فقد كنا بلا دفاع في ذلك الوقت".

وختمت بالقول: "تعرضنا خلال السنوات الماضية لهجمات إرهابية، وكان لزاماً علينا أن ندافع عن أنفسنا، ولم نتخلَّ عن هذا الحق".

وبشأن البرامج الاقتصادية للحكومة بعد تعيين وزير اقتصاد جديد، أوضحت مهاجراني أن الحكومة تأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى دوام السلام، مضيفة: "لم نكن يوماً دعاة حرب. من أهدافنا الأساسية تحسين الإنتاج، والنمو الاقتصادي، والسيطرة على التضخم، وتحسين معيشة المواطنين. سنواصل متابعة استقرار أسعار السلع الأساسية، وسنُنفذ سياسات تنظيم الأسواق حسب الحاجة، كما سنُعدّ حزمة دعم للقطاعات الإنتاجية وأصحاب الأعمال".

المصدر: العالم

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha