الثلاثاء 1 يوليو 2025 - 11:05
الأبطال المراهقون في كربلاء وروّاد الشهادة من بني هاشم

وكالة الحوزة - لم يكن أبناء السيدة زينب (سلام الله عليها) «أطفالاً» كما يُتصوّر، بل كانوا شباباً ناضجين وأبطالاً شجعاناً، تميزوا بالبأس وقوة الإرادة وصلابة العزيمة، ووقفوا إلى جانب خالهم الجليل، الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى نالوا شرف الشهادة ببطولة وإباء.

وكالة أنباء الحوزة - إنّ السيدة الجليلة زينب (عليها السلام)، التي بلغت من العمر ستة وخمسين عامًا في زمن واقعة عاشوراء (سنة 61 هـ)، قد أرسلت اثنين (وبحسب بعض الروايات ثلاثة) من أبنائها الأبطال من زوجها عبد الله بن جعفر، إلى كربلاء برفقة الإمام الحسين (عليه السلام) ليشاركوا في نصرته. هؤلاء الأبناء، لم يكونوا أطفالًا بل شبابًا مقاتلين، وبعد استشهاد علي الأكبر (عليه السلام)، وبإذن من الإمام الحسين (عليه السلام) وتشجيع من والدتهم السيدة زينب (عليها السلام)، توجهوا إلى ساحة المعركة للدفاع عن الحق.

لم يكن أبناء السيّدة زينب (عليها السلام) أطفالاً بل كانوا مقاتلين وشجعاناً، فقد وُلدت السيّدة زينب (عليها السلام) في الخامس من جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة، وتوفّيت في الخامس عشر من شهر رجب سنة خمسٍ وستّين للهجرة، أي أنّها كانت في السادسة والخمسين من عمرها حين حدثت واقعة كربلاء في السنة الحادية والستين للهجرة. وقد شارك اثنان – أو على بعض الروايات ثلاثة – من أبناء السيدة زينب (عليها السلام) من زوجها عبد الله بن جعفر في واقعة كربلاء، وكانوا إلى جانب خالهم الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فنالوا شرف الشهادة بين يديه. وبعد استشهاد علي الأكبر (عليه السلام)، أعدّتهم السيدة زينب (عليها السلام) للقتال والتضحية في سبيل الحق. ويمكن اعتبارهم من الشهداء الأوائل من بني هاشم، وسنُشير إليهم فيما يلي بإيجاز استنادًا إلى المصادر الموثوقة:

1. عَوْن بن‌ عبد اللّه بن‌جعفر

الثالث من شهداء بني هاشم هو عون بن عبد الله بن جعفر. [1]

خرج عون بن عبد الله إلى الميدان وهو يرتجز هكذا:

إن تنكروني فأنا ابنُ‌ جعفر شهيد صدق في الجنان أزهر

يطير فيها بجناح أخضر كفي بهذا شرفاً في المحشر

قَتَلَ من الأعداء ثلاثة ركبان وثمانية عشر راجلًا واستشهد بيد عبدالله بن قُطنَة (قُطْبَة) الطائي. [2]

2. محمّد بن‌ عبداللّه بن‌ جعفر

ثمّ خرج محمّد بن عبد الله بن جعفر إلى الميدان وهو يرتجز:

نَشكوا إلَي اللَّهِ مِنَ الْعُدْوانِ فِعالَ قَوْمٍ فِي الرَّدي عمْيانِ

قَدْ تَرَكوُا مَعالِمَ القُرْآنِ و أَظْهَروا الْكفْرَ مَعَ الطُّغْيانِ

قاتل بشجاعة حتى نال شرف الشهادة. [3] يقول ابن شهر آشوب: إنّه قتل عشرة من الأعداء قبل استشهاده [4] وفي نهاية المطاف استشهد على يد عامر بن نهشل التيمي. [5]

3. عبيد اللّه بن‌ عبداللّه بن‌ جعفر

ذكر أبو الفرج الأصفهاني [6] وابن شهر آشوب [7] أنّ عبيد الله بن عبد الله بن جعفر كان من شهداء كربلاء، حيث استشهد على يد بِشر بن حُويطر القانصي.

الهوامش:

  1. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص447؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص 406؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص 107
  2. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص115؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص447؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص 406؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص 107، الخوارزمي، مقتل الحسين ، ج۲، ص۲۷
  3. الخوارزمي، مقتل الحسين ، ج۲، ص 26
  4. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص115
  5. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص447؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج3، ص 406؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص 107
  6. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 61
  7. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص115

المأخذ: استفسارات الأكاديميين (بالفارسية: پرسمان دانشگاهیان)

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية اضغط هنا

المحرّر: أمين فتحي

المصدر: وكالة أنباء الحوزة

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha