وكالة أنباء الحوزة - في تحول يحمل رمزية عميقة، شهدت سراييفو افتتاح مسجد كوشفسكو بردو في حي حديث النشأة بالاسم نفسه، كان فيما مضى أحد جبهات القتال الدامية خلال حرب البوسنة (1992–1995).
المسجد، الذي يتميز بسعته وجمال تصميمه، يرتفع اليوم شاهدًا على قدرة المدن على النهوض من رماد الحروب وبناء معالم جديدة تنشر الطمأنينة والسكينة.
المنطقة التي يقع فيها المسجد كانت عرضة لنيران القناصة والقصف المدفعي من قبل القوات الصربية المتمركزة على الجبال المحيطة، وكانت من أكثر الأحياء استهدافًا خلال الحصار الذي فُرض على العاصمة لأكثر من ثلاث سنوات.
واليوم، باتت تعرف بـ"حي السفارات"، حيث توجد سفارات دول عديدة بينها السعودية وقطر والصين، مما يضيف إلى المكان طابعًا دوليًا وحيويًا.
ويمثل هذا المسجد اليوم أكثر من مجرد مكان للعبادة؛ فهو معلم ثقافي ومركز حياة مجتمعية يضم أيضًا روضة للأطفال، مما يجعله نقطة تلاقي تربوية وروحية في آنٍ واحد. إنه رمز لسلام دائم اختار أن يحل في أرض كانت بالأمس مسرحًا للدمار، وشاهد حي على تعافي سراييفو وعودة الحياة إلى طبيعتها في ربوعها، حيث تلتقي الأرواح بالإيمان بعد أن فارقتها لعقود صوت الحرب.
ملاحظة: هذا المقال من إعداد صفوت خليلوفيتش، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
المصدر: موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
تعليقك