وكالة أنباء الحوزة - رأى قائد الثورة الإسلامية صباح اليوم (السبت) 17/5/2025، في لقائه مع جمعٍ من المعلّمين، أنّ من الضروري رسم صورة لائقة للمعلّم، وأن يُنشأ في الرأي العام تصوّرٌ جذّاب، نابض بالحيوية، ومحبَّب عنه، مؤكداً أنّ ذلك يتطلّب عملاً فنياً وإعلامياً من المؤسّسات المسؤولة.
وأشار سماحته إلى تصريحات الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، وقال: «بعض هذه التصريحات التي أُدلي بها أثناء زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، لا تستحق الرد مطلقًا، إذ بلغ مستوى الكلام حدّ الخزي لقائله والعار للشعب الأمريكي».
ووصف الإمام الخامنئي كلام ترامب بشأن رغبته في استخدام القوة من أجل السلام بالكذب، وأضاف: «لقد استخدم الرئيس الأمريكي، والمسؤولون الأمريكيون، والحكومات الأمريكية، القوة لارتكاب مجازر إبادة في غزة، ولإشعال الحروب حيثما استطاعوا، وكذلك لدعم مرتزقتهم».
ورأى سماحته أنّه يمكن استخدام القوة لإرساء السلام والأمن، وقال: «نعم، يمكن استخدام القوة من أجل تحقيق الأمن والسلام؛ ولهذا السبب سنواصل تعزيز قوتنا وقوة بلادنا، يوماً بعد يوم».
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تصريح سابق للرئيس الأمريكي زعم فيه أنّ بلدان المنطقة لا تستطيع الاستمرار في حياتها لعشرة أيام بدون أمريكا، وتابع قائلاً: «وما زال حتى الآن يقدّم النموذج نفسه لهؤلاء، في علاقاته، وسلوكه، ومقترحاته، ويسعى إلى فرضه عليهم. ومن المؤكّد أن هذا النموذج مصيره الفشل. وبإرادة شعوب المنطقة، لا بدّ لأمريكا أن تغادر هذه المنطقة، وستغادر حتماً».
كما عدّ سماحته الكيان الصهيوني بؤرةَ الفساد وسببَ الحروب والخلافات في المنطقة، وأكّد قائلاً: «لا بدّ من استئصال الكيان الصهيوني، الذي يُعدّ الغدّة السرطانية الخطِرة والمُهلكة في غربي آسيا، وسيُستأصل حتماً».
وفي جانب آخر من كلمته، وصف الإمام الخامنئي مبادئ الجمهورية الإسلامية ومنظومتها القِيَميّة، التي تقوم عليها حركتها في هذه المنطقة المليئة بالتحديات، بأنها مبادئ واضحة ومحددة، وأضاف: «لا يمكن مقارنة إيران اليوم بإيران الأمس؛ فقد حقّقت إيران العزيزة، بفضل الله وتوفيقه، وعلى رغم أنوف الأعداء، وخلافاً لإرادتهم، تقدّماً كبيراً. وسيرى شبابنا في المستقبل، من خلال تعاونهم ومشاركتهم، أنّ هذا البلد سيتقدّم أضعاف ما هو عليه اليوم».
وفي جزء آخر من كلمته، شدّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة أن يكون هيكل التربية والتعليم موجَّهًا نحو تربية التلاميذ علميًّا وثقافيًّا وإيمانيًّا، مشيرًا إلى وجوب مواصلة إعداد خريطة طريق للتربية والتعليم، وقال: «يجب أن يتولّى إعداد الهيكل الجديد للتربية والتعليم أشخاصٌ ماهرون، مجرَّبون، متمسّكون بالدين واستقلال البلاد، لكي يُربَّى الشباب والناشئة، وفق هذا الهيكل الجديد، على العِلم، والإيمان، وحبّ إيران، وحبّ العمل والمثابرة، والأمل بالمستقبل».
وأشار الإمام الخامنئي إلى أهمية الكتب الدراسية، مذكّرًا بتوصياته السابقة، واصفًا إدراج موضوعات مثل أسماء العلماء المسلمين أو صفحات من وثائق وكر التجسس في الكتب الدراسية بأنه ضروري، لكنه غير كافٍ، وأضاف: «ينبغي أن يكون الكتاب الدراسي، من حيث المضمون، ممتعًا وجذّابًا، بحيث تُقدَّم فيه الموضوعات العلمية الثقيلة بلغة مبسّطة وعذبة تصل إلى ذهن الطالب بسهولة».
وفي سياق حديثه عن أهمية العدالة التعليمية، أكّد سماحته أنّ هذه المسألة «لطالما كانت موضع تأكيد»، مشيرًا إلى أنّ العدالة التعليمية لا تعني إهمال أصحاب المواهب المتفوّقة، وأنّ الاهتمام بمؤسسات مثل "المنظمة الوطنية لتنمية المواهب اللامعة" ودعم الشباب الموهوبين لتحقيق قفزات نوعية أكبر لا يُخالف العدالة، بل هو عَيْن العدالة التعليمية.
كما تطرّق الإمام الخامنئي إلى مسألة إهمال المعاونية التربوية وإلغائها سابقًا، وأعرب عن سروره للاهتمام الجيّد بهذا المجال اليوم، مشدّدًا على ضرورة متابعة شؤونه بأفضل صورة ممكنة.
المصدر: موقع KHAMENEI.IR الإعلامي
تعليقك