وكالة أنباء الحوزة - ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، سماحة السيد صدر الدين القبانجي، خطبتي صلاة الجمعة بتاريخ 16 أيار/مايو 2025 – 18 ذو القعدة 1446 هـ في النجف الأشرف، حيث تناول خلالها قضايا دينية وتاريخية واجتماعية هامة.
استذكار إعدام الشهداء الخمسة وعداء النظام البعثي للطائفة
واستذكر سماحته ذكرى إعدام الشهداء الخمسة المعروفين بـ"قبضة الهدى" في 21 ذو القعدة، وهو أول إعدام لعلماء الدين الذي قام به نظام الطاغية صدام حسين عام 1974، مشيرًا إلى ممارسات النظام التي شملت رفع شعار "لا شيعة بعد اليوم"، وإعدام مراجع الدين بدءًا من الشهيد السيد محمد باقر الصدر وما بعده الشهيد السيد محمد الصدر، والشهيد الغروي، والبروجردي، والشيخ الجواهري، وغيرهم، بالإضافة إلى إعدام الخطباء، ومنع زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وتهجير طلبة الحوزة العلمية، وضرب المراقد الشريفة، وإقامة المقابر الجماعية التي ضمّت علماء الدين وشباب العراق.
استقبال آية الله جوادي الآملي
وفي سياق آخر، أكد سماحته أن استقبال الحوزة العلمية في النجف للمرجع الديني آية الله الشيخ جوادي الآملي، أحد أبرز علماء قم المقدسة، يعكس وحدة المذهب وتجاوز القوميات والحدود الجغرافية، مشيرًا إلى أن العراق وإيران متوحدان في الولاء للدين والمذهب، وأن حوزة قم وحوزة النجف تشكلان وحدة هدف مع تنوع في الأدوار، وأن المرجعية الدينية العليا هي لكل الشيعة في العالم.
تعليق على "القبة الذهبية" الأمريكية
وعلق سماحته على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قطر عن تشكيل "القبة الذهبية الحديدية" لحماية الولايات المتحدة من الصواريخ، مع تخصيص ميزانية ضخمة لهذا المشروع، معتبرًا أن هذا الإعلان يعكس خوف الأمريكيين من الصواريخ، لكنه أشار إلى أن هذه القبة لا تمنع الانهيار الحضاري الداخلي، ولا تعالج الشقاء الاجتماعي، ولا تصمد أمام صواريخ علوية فرط صوتية، كما أن الاقتصاد وحده لا يصنع الإنسان السعيد.
العودة إلى الدين حلّ لبناء الإنسان
وأضاف سماحته أن الحل يكمن في العودة إلى أيديولوجية صحيحة لبناء الإنسان، وهي العودة إلى الدين وإلى الله، مشيرًا إلى أن هذا هو مشروع المصلح الإلهي عجل الله فرجه الشريف.
وصايا الإمام علي عليه السلام ودعوة للصبر
وفي خطبته الدينية، استذكر سماحته وصايا الإمام علي عليه السلام الخمس التي أوصى بها، حيث قال عليه السلام: «أوصيكم بخمس، لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلًا: لا يرجون أحدًا منكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحين أحد منكم إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وعليكم بالصبر، فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس معه، ولا خير في إيمان لا صبر معه».
وختم سماحته بالدعوة إلى الصبر في جميع مجالات الحياة، مؤكدًا أن الصبر هو ركن أساسي من أركان الإيمان وأساس النجاح والثبات.
المصدر: المكتب الإعلامي لسماحة السيد صدر الدين القبانجي
تعليقك