وكالة أنباء الحوزة - في ظلّ المحاولات المستمرّة لتحريف الحقائق التاريخية والجغرافية، وإثارة النزاعات بين شعوب المنطقة، تؤكّد الحوزات العلمية في إيران مسؤوليتها في الدفاع عن الحقّ.

إنّ الخليج الفارسيّ، بوصفه اسماً أصيلاً متجذّراً في التاريخ والثقافة، يمثّل جزءاً لا يتجزّأ من هوية إيران، وأيّ محاولة لتغيير هذا الاسم إنّما هي استمرارٌ لسياسات استعمارية تهدف إلى تمزيق وحدة الأمّة ونهب ثرواتها.

وفي هذا الصدد أصدر مركز إدارة الحوزات العلمية بياناً يدين إثارة هذه النزاعات، وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

مهمة الحوزة العلمية ورجال الدين الوقوف إلى جانب الحقيقة ومجابهة تحريف الوقائع التاريخية وما فوق التاريخية. إن تاريخ بلدنا العزيز إيران الإسلامي حافل بالتضحيات والجهاد الذي قدمه أبطال هذه الأرض في مواجهة الأعداء، ليُحبطوا طمع الحاقدين. ومع ذلك، فإن هذا الشعب الباسل يفتح ذراعيه لاستقبال المعارف الإسلامية الأصيلة، ويقف دائمًا إلى جانب الحق والحقيقة. وقد تجلّى ذلك بوضوح خلال الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات [حرب نظام صدام على ايران للفترة 1980-1988]، حيث ضحّى أبناء هذا البلد بالنَّفْسِ والنَّفِيس حِفاظا على إيران الإسلامية وحماية ثرواتها وهويتها الدينية والوطنية.

الخليج الفارسي هو أحد أبرز رموز الهوية الوطنية الإيرانية والإقليمية، واسمه متجذر في تاريخ هذه الأرض العريقة، وقد ذُكر في الكتب التاريخية. إن الشعب الإيراني العظيم والشريف يحترم ثقافات الشعوب الأخرى وجغرافيتها وممتلكاتها، ولا ينظر إليها بعين الطمع، ولكن إذا تجرأ أحد على المساس بثروات إيران المادية أو المعنوية أو التاريخية، فسيقطع يده كما حصل في الماضي.

من الواضح للجميع أن مثل هذه التصرفات تأتي في إطار النظرة العدوانية للدول الاستعمارية، التي تهدف إلى إثارة الفرقة بين الشعوب، وخاصة الشعوب الإسلامية. إخواننا في دول المنطقة يجب أن يعلموا أن المستعمرين ليسوا حريصين على مصلحة المنطقة، بل يريدون من خلال إثارة النزاعات والخلافات بين الأمة الإسلامية تمهيد الطريق لنهب ثروات المنطقة الغنية، وخلق بيئة آمنة لحماية الكيان الصهيوني البغيض من الضعف. جميع أبناء الأمة الإسلامية والعالم يشهدون على تضحيات وصمود الشعب الإيراني الشجاع في الدفاع عن فلسطين والمظلومين في العالم.

الحوزات العلمية تُدين أي اعتداء أو هراء يتعلق بتغيير اسم الخليج الفارسي الأبدي، وتؤكد على ضرورة الدفاع عن الثروات الثقافية للمنطقة والمخزون الديني والوطني لإيران الإسلامية.

مركز إدارة الحوزات العلمية

يُذكر أن تقارير ترددت في الأيام الأخيرة عن نية دونالد ترامب تغيير اسم "الخليج الفارسي" خلال زيارته المرتقبة لبعض الدول المطلّة عليه، مما أثار ردود فعل واسعة في إيران والمنطقة.

لقراءة النص باللغة الفارسية اضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة