أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة في أصفهان أوضح سماحته عضو مجلس خبراء القيادة: أن الأمن في الكعبة يُمكن شرحه من ثلاثة أبعاد: أولها، الأمن الظاهري والجسدي، وهو ما يُلاحظ بوضوح في هذا المكان المبارك، حيث يتمكّن الزائرون من أداء مناسكهم في أجواء من السلام والطمأنينة.
ثانيها، الأمن المدني والعمراني، فالكعبة ومحيطها الجغرافي محصّنان بطبيعة خاصة من الكوارث الطبيعية كالهزات الأرضية، وهذه السلامة تُعد من النعم الكبرى التي منحها الله لهذا الموضع المقدس.
أما البُعد الثالث والأهم، فهو الأمن المعنوي، والذي يحتل مكانة مميزة، حيث يُروى أن من يؤدي الحج بإيمان وإخلاص، ويتوفاه الله في هذه الأرض الطاهرة، فإن عباداته تُقبل، ويُعصم من عذاب جهنم، وهو ما يدل على الرحمة الإلهية الواسعة.
وبيّن سماحته أن تفسير هذه الآية لا يقتصر على زمن نزولها، بل يحمل رسالةً خالدة لجميع الأزمنة، فالكعبة مركزٌ لتعزيز الإيمان، وتوطيد اللحمة الاجتماعية، وبثّ السكينة الروحية في نفوس المسلمين.
وتدعو هذه الآية المؤمنين إلى التأمل في أهمية الزمان والمكان في العبادات، وتُظهر الكعبة كنموذج للمواقع المختارة من قبل الله تعالى. وأضاف آية الله مهدوي أن الكعبة، بصفتها مظهرًا للرحمة الإلهية، تُناشد البشر أن يعودوا إلى الله بقلوب مطمئنة وإيمان راسخ، وأن يغتنموا هذا المكان المبارك لتعميق صلتهم بالخالق، حيث تُقرّبهم زيارته من معاني الأنس الحقيقي مع الله، وتُرشدهم نحو الطريق المستقيم.
أهمية التأمل في معاني القرآن كما أشار سماحته إلى ضرورة التأمل العميق في مفاهيم القرآن الكريم، موضحًا أن التفسير الدقيق للآيات يساعدنا على إدراك أثر التعاليم الإلهية في حياتنا، وأن فهم رسائل كرسالة الأمن في الكعبة يعلمنا كيف نصل إلى السعادة والسكينة في الدنيا والآخرة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الكعبة يجب أن تظل حاضرة في قلوبنا وعقولنا، وعلى المسلمين أن يسعوا لفهم الأبعاد العميقة لهذا الموضع المقدس، لما في ذلك من أثر كبير في تعزيز علاقتهم الروحية بالله تعالى.
تعليقك