الثلاثاء 4 مارس 2025 - 09:58
القرآن يرشدنا إلى كيفية التعامل مع القوى الكبرى في العالم

انعقد محفل الأنس بـ«القرآن الكريم» في 02/03/2025، بمناسبة أول أيام شهر رمضان المبارك، بمشاركة عدد من القراء المميزين و الناشطين في المجال القرآني، و بحضور قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في حسينية الإمام الخميني (قده). و بعد أن بارك سماحته بحلول الشهر الفضيل، أكد أن القرآن الكريم قادر على حل جميع المشكلات و الابتلاءات في الحياة، مشيرًا إلى أنه يرشدنا أيضًا إلى كيفية التعامل مع الجبهة الواسعة التي نواجهها من القوى الكافرة أو المنافقة، بالإضافة إلى تقديمه العلاجات للأمراض الأخلاقية الفردية.

أكد قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، عصر اليوم (الأحد 2/3/2025)، خلال «محفل الأنس بالقرآن» الذي أقيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، بحضور جمع من الأساتذة و القراء المتميزين و الدوليين، على أهمية تعاليم القرآن الشافية فردياً و اجتماعياً. و قال: «يجب أن يعمل المجتمع القرآني بشكل يتيح لينابيع المعاني في كتاب الله أن تتدفق في القلوب و الأفكار، و بالتالي في سلوكيات الناس و أفعالهم».

و استمع الإمام الخامنئي لأكثر من ساعتين و نصف إلى تلاوات القراء، و حلقات التلاوة الجماعية، و فرق التواشيح الإيرانية و الدولية. ثم هنأ بحلول شهر رمضان المبارك الذي و صفه عيدًا عظيمًا و حقيقيًا للمؤمنين، مشيدًا بزيادة عدد القراء في البلاد. وأضاف: «إن حاجة المجتمع إلى ينابيع القرآن اللامتناهية لعلاج مشكلاته المختلفة هي حاجة حقيقية و جادة».

و في معرض تبيينه الاحتياجات الفردية للكتاب الإلهي، قال سماحته: «إن جميع الأمراض الروحية و الأخلاقية مثل الحسد، و البخل، و سوء الظن، و الكسل، و الأنانية، و عبادة الهوى، و تقديم المصالح الفردية على المصالح الجماعية؛ علاجها موجود في القرآن».

و بخصوص العلاقات داخل المجتمع، أوضح قائد الثورة الإسلامية: «نحن بحاجة إلى العودة إلى القرآن لمعالجة المشكلات الاجتماعية، مثل العدالة الاجتماعية التي تعدّ بعد التوحيد أهم قضية في الإسلام».

كما أشار الإمام الخامنئي إلى أن القرآن هو مرشد بليغ ودقيق في مجال العلاقات مع الدول الأخرى، قائلاً: «الشعب الإيراني ليس لديه مشكلة مع الشعوب الأخرى، لكنه يواجه اليوم جبهة واسعة من القوى الكافرة أو المنافقة. و قد حدد القرآن الكريم كيفية التعامل معهم في مراحل مختلفة، مثل متى يجب أن نتحدث معهم، و متى نتعاون معهم، و متى نردعهم، و متى نرفع السيف في وجههم».

و رأى سماحته أنّ التلاوة الصحيحة للقرآن و الانصات الدقيق إليه يساهمان في علاج جميع الأمراض البشرية. و أضاف قائلًا: «عندما يُتلى القرآن و ينصت إليه بشكل صحيح، يولد في الإنسان دافعٌ للصلاح و النجاة».

و استند قائد الثورة الإسلامية إلى آية من القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن هدف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تلاوة الآيات الشريفة هو التزكية، بمعنى الشفاء من جميع الأمراض الروحية و الجسدية، و تعليم الكتاب، بمعنى تعليم الإطار العام للحياة الفردية و الاجتماعية، و تعليم الحكمة، بمعنى تقديم علوم معرفة حقائق عالم الوجود. و أضاف: «التلاوة هي عمل نبوي، و القرّاء في الحقيقة يؤدّون عمل النبي».

و لفت سماحته إلى أنّ تحويل المفاهيم القرآنية إلى مسلّمات فكرية لدى الناس يُعد من الوظائف المهمة للتلاوة الصحيحة. كما أكّد على أهمية تأثير التلاوة و ترتيل القرآن في النفوس، قائلًا: «الترتيل هو أمر معنوي، و يعني التلاوة مع الفهم و التدبر و المكث في المعاني».

كما شدّد الإمام الخامنئي على أن فهم معاني القرآن يُعدّ أمرًا مهمًا في تأثير التلاوة، و أضاف: «اليوم، بالمقارنة مع بدايات الثورة، أصبح قرّاؤنا أكثر دراية بمفاهيم كلام الوحي، و لكن يجب أن يتوسع فهم معاني الآيات ليشمل عموم الناس».

و أشار سماحته إلى الإنتاجات القرآنية الجيدة في البلاد، قائلًا: «لحسن الحظ، حققت البلاد تقدمًا سريعًا في مجال القرآن، و بالمقارنة مع ما قبل الثورة الإسلامية، حيث كان القرآن مهجورًا و كان يُقتصر على تلاوته من قبل عدد قليل من القراء، أصبح لدينا الآن قراء جيّدون و متميزون في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المدن الصغيرة و بعض القرى».

و في الختام، أعرب الإمام الخامنئي عن أمله في أن يتدفق النبع المعنوي للقرآن إلى قلوب الناس و أفكارهم و أعمالهم عبر مراعاة هذه النقاط الدقيقة.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha