وكالة أنباء الحوزة - في أعقاب التشييع المليوني الذي شهده لبنان والعالم الإسلامي تكريما للقائدين الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليهما)، أصدر سماحة آية الله الأعرافي بيانًا أشاد فيه بالوحدة الوطنية والإسلامية التي تجلت في هذه المراسم، وأكد أن حضور الملايين من مختلف الطوائف والاتجاهات السياسية هو تأكيد على أن المقاومة تبقى درع الوطن وسيفه الصارم، كما عبّر البيان عن شكر الحوزات العلمية لكل من شارك في مواساتها، وأكد على عزم الأمة مواصلة النضال حتى تحقيق النصر النهائي.
وفيما يلي نص البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
أيها الإخوة والأخوات أبناء شعب لبنان العظيم وأبناء الإمام السيد موسى الصدر والشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والسيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين؛
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته؛
باستشهاد الأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله (قدس سره) فَقَدَ عالمنُا اليوم قائدا لايمكن ملء فراغ فقده حيث قال الإمام الصادق عليه السلام: إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء. إن حزننا بفقد سيد شهداء المقاومة ورفيقه الوفي السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليه) أعمق من أن توصفه الكلمات؛ لقد نال هذان السيدان المخلصان وسام الشهادة وهما اليوم فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وأما أعداؤهم وقتلتهم المجرمون فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ لأن وعد الله بالثأر حق حيث قال إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ.
لقد حاول العدو الصهيوني أن يهزم الشهيد نصرالله بقتله إلا أن الدموع الغزيرة والقلوب المليئة بالحزن عليه في ميليونية التشييع كشفت الستار عن صورة انتصار دمه الطاهر على السيف إذ رسمتها الخطوات السديدة والعزم الراسخ في المضي على نهج هذا الفقيه المجاهد؛ وهو المؤشر على فشل الأعداء في تحقيق أهدافهم.
لقد عزّز الحضور المليوني في تشييع هذا الشهيد الكبير، والذي حضره أبناء جميع الطوائف اللبنانية من المسلمين والمسيحيين وأتباع جميع التيارات السياسية التماسك داخل المجتمع اللبناني ليؤكد على أن المقاومة هي درع الوطن وهي سيف لبنان الصارم الذي يمكن أن يثق به من أجل مواجهة اعتداءات العدو الصهيوني المحتل، كما أن حضور الإخوة من أهل السنة أكد على نجاح جهود السيد الشهيد في توطيد أواصر الوحدة والتقارب بين أتباع المذاهب الإسلامية.
إن المشاركة والشراكة القوية لحركة أمل إلى جانب حزب الله في هذا التشييع شكلت صدمة لمثيري الفتن وقد بات يقينا عندهم بأنهم لن يستطيعوا إحداث الفتنة لا سياسيا ولا من أي نوع آخر بين أتباع أهل البيت عليهم السلام وستبقى الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان متماسكة وعزيزة في بيت الطائفة؛ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
إن التشييع المليوني ومراسم التأبين والتشيع الرمزي لهذا الشهيد المقدس في البلدان الأخرى تزامنا مع تشييعه في لبنان، تؤكد على وصول رسالته إلى الشعوب والأحرار في العالم حيث تشهد على تضاعف قوة حزب الله الشعبية بين شعوب المنطقة وأحرار العالم وعلى عزمه الحضور في الميدان وهذه الحقيقة هي التي تعيد مرة أخرى معادلة الرعب إلى داخل عمق الكيان المحتل.
إن الحوزات العلمية تؤكد مرة أخرى على أنها تؤمن بوجوب المقاومة ضد الاحتلال من مبدأ الإيمان بالله عزوجل وتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولطالما وقفت إلى جانب التيارات وحركات المقاومة والإخوة المجاهدين ومن هذا المنطلق رأت من واجبها المشاركة في هذا التشييع بمجلسها الأعلى وبكبار أستاذتها الممثلة عن المرجعيات الدينية العليا للتعبير عن دعمها لهذا الواجب ويزيدها شرفا أن تقدّم التحية والشكر لجميع التيارات والشخصيات وأبناء الطوائف وأتباع الأديان والمذاهب وأحرار العالم على مواساتهم وعلى مشاركتهم في هذا التشييع الوطني، متمنية النصر الكامل وإزالة الغدة الصهيونية السرطانية من المنطقة وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
عليرضا أعرافي
رئيس الحوزات العلمية
مدينة قم المقدسة
المحرر: حو
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك