بحسب وكالة أنباء الحوزة، في عصر يسيطر فيه الظلم و عدم المساواة على العالم، فإن الأمل في ظهور المنجي الموعود هو السبيل الوحيد لنجاة البشرية. و لكن من هو المنتظر الحقيقي و ما هي خصائص المجتمع المنتظر؟
المجتمع المنتظر؛ مجتمع العدالة و الأمل
المجتمع المنتظر هو المجتمع الذي يعيش في انتظار اليوم الموعود بإيمان راسخ بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) و حبه للعدالة. هذا المجتمع لا يقتصر على الأمل في ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه)، بل يسعى بجد و اجتهاد لتوفير الظروف اللازمة لتحقيق هذه الطموحات العظيمة.
و في هذا الحوار، يتناول آية الله محمود رجبى، عضو المجلس الأعلى للحوزات العلمية، خصائص و واجبات الإنسان المنتظر، كما يناقش سبل تمهيد الطريق لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
خصائص الإنسان المنتظر
الحب و الشوق للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
الإنسان المنتظر يحب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) بحب عميق، و هذا الحب يدفعه إلى السعي لتهيئة الظروف اللازمة لظهوره. يعتقد أن الظهور هو الطريق الوحيد للقاء الإمام و يعتبر هذا الانتظار أجمل لحظات حياته.
التفاؤل و الأمل في المستقبل يرى الإنسان المنتظر المستقبل جميلاً و مفعماً بالأمل. يتخيل مستقبلاً حيث يتحقق حكم عدل الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) و تملأ الأرض بالعدالة. هذه الآمال تعطيه طاقة و حيوية لا حدود لها.
السعي للعدالة و مناهضة الظلم المجتمع المنتظر هو مجتمع يسعى للعدالة. الإنسان المنتظر يسعى جاهداً لتحقيق يومٍ يتحقق فيه العدل في جميع أنحاء العالم، و يقاوم الظلم و الاضطهاد بكل قوته.
الاجتهاد من أجل تمهيد الظهور يعمل الإنسان المنتظر بكل طاقته لتمهيد الطريق للظهور. يعلم أن ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه) يتطلب استعدادًا فرديًا و اجتماعيًا، لذا لا يتوانى عن بذل أي جهد في سبيل تحقيق هذا الهدف المقدس.
الارتباط الروحي بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) الإنسان المنتظر يسعى دائمًا للحفاظ على ارتباط روحي مع إمامه. من خلال الدعاء، و العبادة، و الأعمال الصالحة، يحاول أن يقرّب قلبه إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه). و من برامجهم الروحية دعاء الندبة، دعاء العهد، و الزيارات الخاصة.
واجبات الإنسان المنتظر
تحقيق الذات و الاستعداد الشخصي يجب على الإنسان المنتظر أن يسعى لتحسين نفسه و تهذيبها. عليه أن يعد نفسه ليكون جديرًا بمساعدة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
السعي لتحقيق العدالة يجب على الإنسان المنتظر أن يعمل من أجل إقامة العدل. عليه أن يدافع عن المظلومين و يقف ضد الظلم و الاضطهاد. تعزيز الأمل في المجتمع يجب على الإنسان المنتظر أن يزرع الأمل في قلوب الناس. عليه أن يوضح للناس خصائص حكومة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ليزرع فيهم الأمل بمستقبل مشرق.
نشر و ترويج ثقافة المهدوية يجب على الإنسان المنتظر أن يسعى لترويج ثقافة المهدوية و انتظار الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه). عليه أن يواجه الشبهات و التحريفات و يعرض الفكر المهدوي بشكل صحيح للآخرين.
الارتباط الروحي مع الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) يجب على الإنسان المنتظر أن يحافظ على ارتباطه الروحي مع إمامه من خلال الدعاء، العبادة، و الأعمال الصالحة.
و في ختام حديثه، أشار آية الله رجبى إلى أن المجتمع المنتظر هو مجتمع مؤمن، ساعي للعدالة، و يعمل على تحقيق القيم الإلهية من خلال التمهيد لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
عضو مجلس خبراء القيادة أكد أن الإنسان المنتظر، بتقواه و أمله و ارتباطه الروحي بالإمام، يسعى لتحقيق الظهور و يبني مجتمعًا عادلًا و إلهيًا.
انتظار الظهور ليس مجرد أمل، بل هو مسؤولية كبيرة يجب على كل منا أن يسعى لتحقيقها، و هو ما أشار إليه آية الله رجبى في حديثه.
اللهم عجل لوليك الفرج، و اجعلنا من أنصاره و أعوانه.
تعليقك