وفقًا لما أفادت به وكالة الحوزة للأنباء، في عالم يتغير فيه أسلوب الحياة و القيم الإنسانية بسرعة بسبب الفضاء الافتراضي، أصبحت الدعوة و الاتصالات تأخذ شكلًا جديدًا. و في مقابلة مع وكالة الحوزة للأنباء، تناول حجت الإسلام برته التأثيرات العميقة للفضاء الافتراضي على سلوك و أفكار الإنسان المعاصر، محذرًا من أنه: إذا لم نفهم هذا الفضاء بشكل صحيح، فقد نضيع هويتنا و قيمنا في بحر المعلومات اللامتناهي.
الفضاء الافتراضي؛ تغيير السلوك والقيم
في حديثه مع وكالة الحوزة للأنباء، تناول حجة الإسلام برته الفروق بين الدعوة في الفضاء الافتراضي و الدعوة التقليدية، مؤكدًا أن الفهم الصحيح للفضاء الافتراضي هو الخطوة الأولى للاستفادة الفعّالة من هذا المجال.
و بحسب قوله، فإن الإنسان المعاصر، نتيجة لتأثير الفضاء الافتراضي، انتقل من السلوك اللفظي و العملي إلى السلوك البصري، و هو ما أوجد قيمًا جديدة.
و أشار الأستاذ في الحوزة و الجامعة إلى أن في الفضاء الافتراضي، أصبح الظهور و الشهرة قيمة بحد ذاتها. بدلاً من القيم مثل الجهاد و التعفف، أصبح الشهرة و الظهور في الصدارة. حتى أن بعض الأشخاص على استعداد للقيام بأعمال غير أخلاقية أو مهينة من أجل أن يُرى. هذا التغيير في القيم يظهر التأثير العميق للفضاء الافتراضي على الثقافة و هوية الإنسان المعاصر.
مستقبل الفضاء الافتراضي؛ من ربط العقول إلى تصوير الأحلام
كما أشار إلى التطورات المستقبلية للفضاء الافتراضي قائلًا: الفضاء الافتراضي في تقدم سريع، و قريبًا سنشهد تقنيات مثل ربط عقول البشر ببعضها البعض، و حتى تصوير الأحلام. هذه التطورات تشير إلى أن الفضاء الافتراضي لن يكون مجرد أداة تواصل، بل مجالًا جديدًا لحياة الإنسان.
الدعوة في الفضاء الافتراضي؛ التحديات والفرص
تابع حجت الإسلام والمسلمين برته حديثه عن الفروق بين الدعوة في الفضاء الافتراضي و الدعوة التقليدية، مؤكدًا أنه يجب تصميم الدعوة في هذا الفضاء مع مراعاة خصائص و قيم الفضاء الافتراضي.
و بحسب قوله، يمكن للفضاء الافتراضي أن يُصمم بطريقة تُبعد الناس عن التفكير العميق، و تبقيهم مشغولين بالمعلومات السطحية و الخيالات، مما يُضعف الحدود بين الواقع و الخيال.
الهويات الجديدة و التحديات القانونية
أشار حجة الإسلام و المسلمين برته إلى ظهور هويات جديدة في الفضاء الافتراضي، قائلًا: في الفضاء الافتراضي، أصبحت مسائل مثل التوثيق و التحقق من المصداقية و الملكية تأخذ أشكالًا جديدة. و هذه القضايا تتطلب قوانين و نظمًا جديدة تتماشى مع واقعية الفضاء الافتراضي.
الفضاء الافتراضي؛ مجال الحياة المستقبلية
أكد أستاذ الحوزة و الجامعة أن الفضاء الافتراضي ليس مجرد أداة تواصل، بل مجال جديد لحياة الإنسان. إذا لم نستطع التفاعل مع هذا الفضاء بشكل صحيح، قد نضيع هويتنا و قيمنا في بحر المعلومات اللامتناهي.
تعليقك