في تقرير مراسل وكالة أنباء الحوزة من مشهد، قال حجت الإسلام و المسلمين أحمد مروي، متولي العتبة المقدسة الرضوية، في الحفل الختامي لمسيرة ۲۲ بهمن في رواق الإمام الخميني (رحمه الله) في الحرم الطاهر الرضوي، في ذكرى الذكرى السادسة و الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، إن هذه الأيام التي تحمل علامات النصر الإلهي وظهور الحق ضد الباطل، هي مناسبة تهنئة للشعب الإيراني العظيم.
و أضاف قائلاً: على مدى ۴۶ عامًا، أظهر الشعب الإيراني صبرًا و عزة و فخرًا، و أثبت مقاومة لا مثيل لها أمام الصعوبات و العداوات المتعددة.
و تابع مروي بالإشارة إلى خصائص الثورة الإسلامية قائلاً: إن جوهر الثورة الإسلامية، على عكس العديد من الثورات في العالم التي نشأت بناءً على قضايا مادية و اقتصادية، تأسس على القيم الروحية و الأخلاقية و الإلهية". و أشار أيضًا إلى أن نظام الشاه كان يسعى إلى إلغاء القيم الإسلامية و الإنسانية في المجتمع، باستخدام أدوات قسرية مثل فرض الحجاب الإجباري، إلغاء المناسبات الدينية، و تطبيق القوانين الجائرة، و كذلك باستخدام أدوات ناعمة مثل نشر الفساد و الفجور، و توسيع الفوضى الأخلاقية، و إنتاج الأفلام المناهضة للإسلام بهدف محو الهوية الدينية و الوطنية للشعب الإيراني. لكن الشعب قاوم هذا الهجوم بكل شجاعة.
و أضاف: لقد كان أعداؤنا دائمًا يسعون لفصل الشعب الإيراني عن هويته، لأن المجتمع بلا هوية هو مجتمع ضعيف و ذليل. لكن الشعب الإيراني قد أحبط مؤامرة الأعداء من خلال العودة إلى الأصالة الإنسانية والقيم الأخلاقية".
الاستقلال السياسي والعزة الوطنية من ثمرات الثورة الإسلامية
و تطرق حجت الإسلام و المسلمين مروي إلى الاستقلال السياسي بعد الثورة قائلاً: قبل الثورة، لم يكن لدينا استقلال. كانت السفارات البريطانية و الأمريكية تقوم بتعيين رئيس وزراء، و أعضاء البرلمان، و المسؤولين الحكوميين للشعب الإيراني. مثال على ذروة هذه الذلة كان انفصال البحرين عن إيران في عام ۱۹۷۱، الذي تم دون أي مقاومة من نظام الشاه".
و أضاف: واحدة من أبرز مظاهر إذلال النظام السابق كانت قانون الكابيتولاسيون، الذي كان ينص على أنه إذا دهس شاه إيران كلبًا أمريكيًا، كان يحاكم، لكن إذا قتل جندي أمريكي شاه إيران، فلن يُحاسب حتى! هذا المستوى من التبعية و المهانة كان غير محتمل بالنسبة للشعب، و قد كشف الإمام الخميني (رحمه الله) هذه الكارثة بشكل صحيح.
و تابع قائلاً: اليوم، بفضل الثورة الإسلامية، تُتخذ السياسات الوطنية بناءً على المصالح الوطنية و الاستقلال التام. لم يعد بإمكان أي دولة أن تفرض علينا قراراتها، و تُعتمد السياسات العسكرية و الدبلوماسية لجمهورية إيران الإسلامية وفقًا للعزة الوطنية و الاستقلال الكامل.
ثورة شعبية و صمود أمام الاستكبار
وأكد متولي العتبة المقدسة الرضوية على أن الثورة الإسلامية، بخلاف العديد من الثورات في العالم، لم تحدث عبر انقلاب أو عبر أعمال عسكرية لمجموعة أو حزب معين، بل نشأت بفضل مشاركة جميع فئات الشعب في مختلف أنحاء البلاد. كانت هذه ثورة شعبية شارك فيها كل طبقات المجتمع.
و أشار إلى صمود إيران أمام المستكبرين العالميين قائلاً: الإسلام لا يسمح للمسلمين بأن يكونوا غير مبالين بمصير بعضهم البعض. روح الثورة الإسلامية هي الدفاع عن المظلومين و مقاومة المستكبرين. لذلك، في قضايا مثل لبنان و فلسطين و المقاومة الإسلامية، دعمنا دائمًا المظلومين و وقفنا في وجه الاعتداءات من أعدائنا.
عداء الاستكبار و خداع المفاوضات
و تطرق حجت الإسلام و المسلمين مروي إلى العداء الذي يكنه النظام الاستكباري للجمهورية الإسلامية الإيرانية قائلاً: أعداء الإسلام، خاصة الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني، هم أساسًا غزاة و سارقون. وإذا لم يروا أي عائق في طريقهم، فإنهم لا يرحمون أي أمة أو دولة. مؤخرًا، طرح رئيس الولايات المتحدة مزاعم ملكية أراض في السعودية! و هذا يدل على طبيعتهم الاستعمارية و ميولهم التسلطية.
وأضاف: أعداء الثورة الإسلامية دائمًا ما يتبعون سياسة الخداع و إضاعة الوقت في المفاوضات. هم يريدون أن يبقوا الاقتصاد و الصناعة الإيرانية معتمدين و متوقفين؛ و قد كانت لدينا هذه التجربة في السنوات الماضية، حيث لم تسفر المفاوضات إلا عن إضاعة الوقت و إهدار الفرص. التفاوض مع عدو لا يلتزم بأي من المبادئ الأخلاقية أو الالتزامات الدولية لن يؤدي إلى نتائج.
العدالة المستقبلية للثورة الإسلامية
أشار مسئول العتبة المقدسة الرضوية إلى مسألة العدالة المستقبلية للثورة الإسلامية و قال: إحدى أهم أهداف الثورة الإسلامية هي نشر العدالة الاجتماعية و الثقافية. هذه الثورة ستكون مقدمة لظهور حضرة بقیة الله الأعظم (عجل الله فرجه). نحن ننتظر ظهوره حتى يسود العدالة في المجتمع و تُمحى الظلم و الفساد.
و في ختام حديثه قال: الشعب الإيراني، من خلال التمسك بالقيم الإسلامية، و الاستقلال الوطني، و المقاومة أمام الاستكبار، سيواصل طريق التقدم و العزة. يجب على المسؤولين في البلاد أن يعتمدوا على توجيهات قائد الثورة الإسلامية كمرشد لهم لتحقيق المجد و التقدم لبلدنا العزيز.
تعليقك