وکالة انباء الحوزه؛ القائد الأعلى للثورة الإسلامية، مشيرًا إلى المقالات و النقاشات حول التفاوض في الصحف و وسائل التواصل الاجتماعي و أقوال بعض الأشخاص، قال: محور هذه النقاشات هو موضوع التفاوض مع أمريكا، و يُشار إلى التفاوض كأمر جيد كما لو أن أحدًا يعارض فكرة أن التفاوض أمر جيد. و أشاد بالجهود المكثفة لوزارة الخارجية في مجال التفاوض و التواصل و إبرام العقود مع جميع دول العالم، و أكد أن الاستثناء الوحيد في هذا المجال هو أمريكا. بالطبع، لا نذكر اسم الكيان الصهيوني كاستثناء، لأنه ليس دولة بل عصابة إجرامية و غاصبة للأراضي.
و أوضح سماحة آية الله خامنئي سبب استثناء أمريكا من التفاوض قائلاً: بعض الناس يوهمون الآخرين أنه إذا جلسنا على طاولة المفاوضات فإن هذه المشكلة ستُحل، لكن الحقيقة التي يجب أن نفهمها هي أن التفاوض مع أمريكا لن يغير شيئًا في مشاكل البلاد.
و أوضح القائد الأعلى للثورة تجربة التفاوض السلبية في العقد الأخير و التي استمرت حوالي عامين مع أمريكا و بعض الدول الأخرى و التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي، و قال إنها دليل على أن التفاوض مع أمريكا غير مجدي.
و أضاف: الحكومة في ذلك الوقت تفاوضت معهم، اجتمعوا و تبادلوا الزيارات، ضحكوا، صافحوا و تبادلوا الصداقات و كل شيء، و تم توقيع اتفاقية كان فيها الطرف الإيراني سخياً جدًا، منح الكثير من التنازلات للطرف الآخر، لكن الأمريكيين لم يلتزموا بالاتفاق.
و أشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي بشأن تمزيق الاتفاق النووي، قائلاً: قبل ذلك، الحكومة الأمريكية السابقة التي قبلت الاتفاق لم تلتزم به، و لم تُرفع العقوبات كما كان متوقعًا، و ظل موضوع الأمم المتحدة يشكل تهديدًا مستمرًا لإيران.
و أكد آية الله خامنئي أهمية الاستفادة من تجربة "عامين من التفاوض وتقديم التنازلات دون أن يتم التوصل إلى نتيجة"،
و أضاف: حتى مع وجود عيوب في الاتفاق، نقضت أمريكا الاتفاق و انسحبت منه. و لذلك، فإن التفاوض مع مثل هذا النظام غير عاقل و غير حكيم و غير شريف و لا يجب التفاوض معه.
و أشار إلى المشاكل الداخلية و المعيشية و قال: ما يحل هذه المشاكل هو العامل الداخلي، أي "جدية المسؤولين المتعهدين و تعاون الأمة الموحدة"، و تجسد هذه الوحدة الوطنية في مسيرة ۲۲ بهمن، التي نأمل أن نراها هذا العام أيضًا. و اعتبر القائد الأعلى للثورة "الشعب الواعي والمسؤولون المخلصون" هم العامل الأساسي في حل المشاكل،
و أضاف: المسؤولون، و الحمدلله، يعملون بجد و نأمل أن يتمكن هذا الحكومة المحترمة من تقليل مشاكل الناس المعيشية و تخفيف الصعوبات.
و أشار إلى محاولات الأمريكيين لتغيير خريطة العالم قائلاً: هذا العمل ليس له أي حقيقة، فهو موجود فقط على الورق؛ بالطبع، هم يتحدثون و يهددون بشأننا أيضًا.
و أكد القائد الأعلى للثورة الإسلامية: إذا هددونا، سنهددهم بدورنا، و إذا نفذوا تهديدهم، سننفذ تهديدنا أيضًا، و إذا تعرضوا لأمن أمتنا، فإننا دون شك سنتعرض لأمنهم.
وصف سماحة آية الله خامنئي هذا التصرف المتبادل بأنه مستمد من القرآن و تعاليم الإسلام، و قال: نأمل أن يوفقنا الله سبحانه و تعالى في أداء واجباتنا.
و في الجزء الأول من كلمته، اعتبر ۱۹ بهمن ۱۳۵۷ ذكرى مباركة و مجيدة، و قال: إن العمل البطولي لتلك الشباب حدد مسار الجيش الجديد و جعل مختلف العناصر و الكوادر في الجيش ينضمون إلى صفوف الأمة استلهامًا من تلك البيعة. قائد الثورة، مهنئًا شهداء عظام مثل صياد شيرازي، ستاري، بابايي، کلاهدوز و فلاحي، أضاف: إن العامل الأساسي لظهور هؤلاء الأبطال كان نفس التحرك الشجاع الذي قام به جمع من الطيارين و موظفي القوة الجوية قبل ۳ أيام من انتصار الثورة و في خضم الخطر. و قد اعتبر سماحته أن خصائص حركة ۱۹ بهمن ۱۳۵۷ هي حاجة اليوم للأمة و البلاد،
و قال: "الشجاعة" و"التوقيت المناسب" هما خاصيتان بارزتان في عمل الطيارين.
و اعتبر آية الله خامنئي أن "التوقيت المناسب" و "اتخاذ القرار في اللحظة اللازمة" أمران في غاية الأهمية،
و أضاف: "التوابين" في عاشوراء لم يأتوا لنصرة الإمام الحسين (عليه السلام)، و لكنهم قاموا بالثورة بعد ذلك و قتلوا جميعهم، لكن الأمر كان بلا فائدة لأنه لم يكن في الوقت المناسب. كما اعتبر أن العقلانية و اتخاذ القرار بناءً على الحسابات هي خاصية أخرى لحركة ۱۹ بهمن ۱۳۵۷، و قال: يظن البعض أن الحركة الثورية ضد العقلانية، لكن الحركة الثورية تحتاج إلى الحساب و العقلانية أكثر من أي حركة أخرى.
و اعتبر قائد الثورة أن استغلال غفلة العدو هو سمة أخرى بارزة في عمل الطيارين،
و أضاف: لم تتمكن أجهزة المخابرات و قادة الجيش من اكتشاف هذه الحركة، حتى في القوة الجوية، و لم يتمكنوا من التنبؤ بها، و في الواقع تعرضوا لضربة من حيث لم يتوقعوا.
و أشار سماحته إلى سلوك نظام الشاه في جعل الجيش جزءًا من الجهاز العسكري الأمريكي، و قال: كان تنظيم الجيش و تسليحه و تدريبه أمريكيًا، و حتى التعيينات المهمة و كيفية استخدام الأسلحة كانت تتم بناءً على إذن من الأمريكيين، و كانت درجة الاعتماد على أمريكا حتى أن الإيرانيين لم يكن لديهم إذن لفتح أو إصلاح القطع.
و اعتبر خطاب الإمام الخميني في نوفمبر ۱۹۶۴ ضد اتفاقية "الكابيتولاسيون" اعتراضًا على الهيمنة الذليلة لأمريكا على الجيش و البلاد،
و أضاف: وفقًا للكابيتولاسيون، التي وافق عليها جميع المسؤولين في نظام الشاه، لم يكن يُسمح لأي أمريكي، بغض النظر عن الجريمة، أن يُحاكم قضائيًا في إيران.
و اعتبر سماحته الدفاع المقدس ساحة لإظهار مؤهلات الجيش المتحول، و أضاف: إن آلاف الشهداء من الجيش يتألقون كنجوم في تاريخ إيران. و وصف آية الله خامنئي الدفاع عن إيران بأنه الهدف الرئيسي للعمل، و تقوية الجيش كأهم واجب، و قال: يجب أن يتم تعزيز الجيش في مجال القوى البشرية، و التسليح، و التدريب، و الاستعدادات القتالية و الدفاعية، و معالجة نقاط الضعف و الأضرار المحتملة، و استمرار الابتكار و الإنتاجات الجديدة، و يجب أن يثبت أنه قادر على القيام بأعمال أكبر بكثير.
في بداية هذا اللقاء، قدم اللواء الطيار حميد واحدي، قائد القوة الجوية للجيش الإيراني، تقريرًا عن أنشطة هذه القوة على مدار العام الماضي، بما في ذلك تعزيز القدرة على الطائرات بدون طيار، و إنشاء مراكز عمليات الدفاع السيبراني، قيادة غرفة الحرب الذكية، إجراء المناورات و المسابقات العسكرية، بالإضافة إلى الاهتمام بتدريب كوادر "قوية، و متحمسة، و ثورية.
تعليقك