بحسب تقرير وكالة الحوزة، فقد نشر موقع الإمام الخميني (ره) تسلسلًا زمنيًا لأحداث يوم ۱۲ بهمن ۱۳۵۷، جاء كالتالي:
وداع الإمام في فرنسا: عند مغادرته فرنسا، ذهب الإمام الخميني ليلًا إلى شارع نوفل لوشاتو، وودّع سكان المنطقة. كما وجّه رسالة إلى الشعب الفرنسي، شكرهم فيها على حسن ضيافتهم، واعتذر عن أي إزعاج ربما سببه وجوده هناك.
تهديد بتفجير الطائرة: تلقت وكالة أسوشيتد برس اتصالًا من جماعة تُدعى منظمة الكوماندوز للنضال من أجل الدستور، هددت فيه بتفجير الطائرة إذا حاول الإمام الخميني مغادرة باريس باتجاه طهران.
رفض إير فرانس نقل الإمام: رفضت شركة إير فرانس في البداية نقل الإمام و مرافقيه إلى إيران بسبب التهديدات الأمنية. لكن يُقال إن بعض الإيرانيين قاموا باستئجار الطائرة بالكامل من الشركة و تأمينها.
إقلاع الطائرة: في الساعة ۵:۳۰ صباحًا، أقلعت طائرة البوينغ ۷۴۷ من مطار "شارل ديغول، بينما كان نحو خمسة آلاف من رجال الشرطة و الدرك و القوات الخاصة يراقبون المطار و الطرق المؤدية إليه.
وصول الطائرة: رغم التأخير لمدة نصف ساعة، هبطت الطائرة في الساعة ۹:۲۷ صباحًا في مطار طهران.
عودة الإمام إلى الوطن: بعد سنوات من النفي والاغتراب، عاد الإمام الخميني إلى إيران، وكان الاستقبال الشعبي الأعظم في تاريخ البلاد. امتدت صفوف المستقبلين من المطار إلى بهشت زهراء، تعبيرًا عن الحب العميق للإمام. كانت الشوارع مغطاة بالزهور، واستعد الناس لهذه اللحظة التاريخية بتنظيف الطرق ورشها بالماء.
لحظات مؤثرة في المطار: عند دخول الإمام إلى صالة المطار، هتف الناس الله أكبر، بينما أنشدت فرقة من الطلاب نشيد خميني أي إمام، وسط دموع الحاضرين.
كلمة الإمام في المطار: شكر الإمام جميع الحاضرين، واعتبر خروج الشاه ودخوله إلى البلاد الخطوة الأولى نحو النصر.
قطع البث التلفزيوني: رغم وعود حكومة بختيار، تم قطع البث المباشر فور وصول الإمام، مما أثار غضب الشعب. و فيما بعد، نفى بختيار مسؤوليته عن القرار.
اضطرابات في طهران: تحت ضغط الشارع، اضطرت السلطات إلى السماح بالمظاهرات و المسيرات لمدة ثلاثة أيام. كما أُعلن عن استقالة الدكتور علي آبادي، العضو الثاني في مجلس الوصاية الملكي.
نهاية الاعتصام في الجامعة: بعد دخول الإمام إلى الوطن، أصدر رجال الدين المعتصمون في جامعة طهران بيانهم الأخير، و أعلنوا إنهاء اعتصامهم.
اقتراح إلغاء زيارة بهشت زهراء: نظرًا للزحام غير المتوقع، اقترح آية الله طالقاني و آية الله بهشتي إلغاء زيارة بهشت زهراء، لكن الإمام رفض قائلاً: أين السيارة؟ لقد وعدت بالذهاب إلى بهشت زهراء و سأذهب.
إجراءات أمنية مشددة: تم تجهيز سيارة بليزر مصفحة بنوافذ مضادة للرصاص، لكن الإمام أصرّ على الجلوس في المقعد الأمامي. كما تم تعيين فريق من الحراس المسلحين لحمايته، بقيادة محمد بروجردي، الذي أصبح لاحقًا يُعرف بـمسيح كردستان. و مع ذلك، لم يتمكن بروجردي و فريقه من مرافقة السيارة بسبب الزحام، باستثناء "محمد رضا طالقاني"، الذي كان يجلس على متن البليزر.
توقف السيارة في الطريق: أثناء السير نحو بهشت زهراء، تعطلت السيارة فجأة، و أصرّ الإمام على النزول و متابعة الطريق سيرًا على الأقدام، لكن تم استدعاء مروحية لنقله.
وصول الإمام إلى بهشت زهراء: في الساعة ۲:۰۰ بعد الظهر، وصل الإمام إلى قطعة ۱۷ من المقبرة، حيث دُفن شهداء ۱۷ شهريور. بعد تلاوة القرآن و نشيد انهضوا يا شهداء درب الله، ألقى الإمام خطابًا تاريخيًا قال فيه: باسم هذا الشعب، أُعلن عن تشكيل حكومة جديدة، لأن الشعب يؤمن بي ويثق بي!.
صعوبة مغادرة المقبرة: في الساعة ۳:۳۰ مساءً، حاولت المروحية الهبوط ثلاث مرات لنقل الإمام لكنها لم تتمكن بسبب الزحام. وسط التدافع، سقطت عباءته و حذاؤه، مما اضطره للعودة إلى المنصة.
خطة نقل الإمام: في ظل الوضع الفوضوي، تم اتخاذ قرار بنقله بسيارة إسعاف تابعة لشركة النفط. غادرت الإسعاف باتجاه طريق قم، بينما كانت المروحية تتابعها من الجو لمحاولة نقله في مكان آمن.
مكان إقامة مؤقت: اقترح البعض نقل الإمام إلى مستشفى هزار تختخوابي (الإمام الخميني حاليًا)، حيث هبطت المروحية هناك، لكن بسبب عدم توفر إسعاف، تم نقله بسيارة أحد الأطباء إلى نهاية شارع بلوار كشاورز، حيث كانت سيارة بيكان التابعة لناطق نوري تنتظر هناك، فاستقلها الإمام.
وجهة غير متوقعة: كان الجميع يعتقدون أن الإمام سيتوجه إلى مدرسة رفاه، لكنه قرر الذهاب إلى منزل ابنة شقيقه، في منطقة قريبة من شارع شميران (شريعتي).
الوصول إلى المنزل: بعد البحث عن العنوان عدة مرات، وصل الإمام إلى المنزل في حوالي الساعة ۵:۰۰ مساءً، و بقي هناك حتى الساعة ۱۰:۰۰ ليلًا، حتى تهدأ حركة الشوارع.
قلق في مدرسة رفاه: في مدرسة رفاه، كان الجميع قلقين، حيث لم يكن هناك أي خبر عن الإمام. و في وقت متأخر من الليل، سُمع طرق على الباب الخلفي للمدرسة. و عندما فُتح الباب، دخل الإمام، وسط فرحة الحاضرين. صعد الإمام الدرج، لكنه توقف فجأة، و جلس على إحدى الدرجات، و بدأ بالحديث مع من حوله، في لحظة مؤثرة لن تُنسى.
المصادر:
"روزشمار زندگی امام خمینی (ره)" – علي رنجبر كرماني، ۱۳۸۹
"روزشمار تاریخ ایران" – باقر عاقلي، ۱۳۷۲
"صحيفة الإمام" – مؤسسه نشر آثار الإمام، ۱۳۸۵
"من هجرة الإمام إلى باريس حتى النصر" – علي أكبر علي أكبري بائقي، ۱۳۸۴
"عقدة التحولات المصيرية" – داود قاسم بور، ۱۳۸۸
"خطوة بخطوة مع الثورة" – أكبر خليلي، ۱۳۷۵
أرشيف صحيفة كيهان من ۱۲ بهمن ۱۳۵۷ حتى بهمن ۱۳۵۷
تعليقك