وكالة أنباء الحوزة - هذا تحقيق صحفي خطير نشرته صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية، كشف جريمة مُرَكَّبَة داخل الجيش الإسرائيلي، بما يؤكد صحة جانب من أشد الانتقادات الموجهة لإسرائيل طوال أكثر من عام، عن جرائم جيشها في تخريب المنشآت المدنية الفلسطينية بقطاع غزة، في ظل تفشي التطرف في صفوف العسكريين الإسرائيليين، والذي يصل إلى حد استغلال بعض القادة لوضعيتهم وسلطاتهم في الجيش لارتكاب هذه الجرائم الفادحة، لتحقيق أغراضهم!
وتزعم الصحيفة أنهم يفعلون هذا دون أوامر صادرة لهم من قيادات أعلى، ما دام أن جرائمهم تساعدهم على إجراء تغييرات جذرية لأوضاع الفلسطينيين على الأرض، بما يتوافق مع مطامعهم كمتطرفين راغبين في الاستيلاء على غزة.
نَسَبَت الصحيفة الإسرائيلية إلى الجنرال يهودا فاخ، قائد فرقة المدرعات الإسرائيلية 252 في قطاع غزة، أنه نَفَّذ عمليات إبادة في القطاع، عندما سَمَح لأشقائه من خارج الفرقة بتشكيل عصابة هدفها هدم منازل الفلسطينيين في ممر نتساريم في أغسطس الماضي، ومنحهم امتيازات خاصة، فكانوا يُعامَلون معاملة كبار الشخصيات دون أن يخضعوا للإجراءات المعتادة التي تُفرَض على الآخرين.
وكان أحد أشقائه يُدْعَى جولان يقوم بدور مقاول الهدم بغزة، بمجموعة معه من جنود ومدنيين متطرفين، يعلنون أن هدفهم تدمير قطاع غزة وتسويته بالأرض!
وقال الشهود للصحيفة إن الجنود الإسرائيليين بغزة نُصِحوا بعدم التعرض لهذه المجموعة والالتزام بعدم إثارة الضجيج حول الأمر.
وأضاف الشهود أن هؤلاء الأفراد كانوا مشحونين بالكراهية ويعتبرون أنفسهم في مهمة عظيمة مُشَرِّفَة، وأن هدفهم تدمير نحو 60 مبنى يومياً، وأن غرضهم هو منع أية إمكانية لعودة الفلسطينيين للعيش مجدداً في هذه المنطقة.
أما الجنرال فاخ، فهو يرى أن فرقته ستحقق انتصاراً كبيراً عند إنهاء عملها عندما يكون شمال قطاع غزة خالياً من الفلسطينيين.
وهناك تفاصيل أخرى بالتحقيق عن تهور الجنرال فاخ وعن سعيه لتحقيق مجد شخصي. ولكن ينبغي الانتباه إلى أنه من الوارد أن يكون النشر العام لهذه المعلومات بتخطيط رسمي لإشاعة أن كبار القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل أبرياء من الجرائم التي تتهمهم بها محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، وأنها مجرد أخطاء خارج سيطرتهم!
الكاتب: أحمد عبد التواب
المصدر: الأهرام
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي وكالة أنباء الحوزة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها.
تعليقك