وكالة أنباء الحوزة - ألقى إمام جمعة النجف الأشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي خطبتي صلاة الجمعة اليوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024م، في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف. وقال: "نشكر جمهورنا الطيب وفريقنا الرياضي على الأداء الجيد والحفاوة بالضيوف خلال المباراة التي جرت أمس بين الفريقين العراقي والأردني والتي انتهت بالتعادل".
دعوة للصداقة وتعزيز المحبة
وفي سياق حديثه، أكد سماحته أن العراق يمد يد الصداقة للأردن، معربًا عن أمله في أن تعزز هذه الحفاوة روح المحبة بين الشعبين بدلا من بعض الهتافات النفاقية الطائفية التي تُسمع من هنا وهناك في الأردن، والتي تثير مشاعر الشعب العراقي. كما أعرب عن عتابه للأردن بسبب الاعتداء على الأماكن المقدسة والدعوات من بعض العناصر غير الرسمية لمنع الزيارة إليها.
أهمية التعداد السكاني
وفيما يخص التعداد السكاني، أكد سماحته أن التعداد المزمع إجراؤه في نهاية الأسبوع القادم يعد أمرًا مهمًا ويجب على الجميع المشاركة فيه. وأوضح أن أهمية هذا التعداد تعود إلى تأثيره على الموازنة العامة للدولة أولاً، وعلى حصة المقاعد الانتخابية ثانيًا، وكذلك على حصة التعيينات في مختلف القطاعات ثالثًا.
قمة الرياض وموقف العراق
كما تطرق سماحته إلى قمة الرياض التي عُقدت هذا الأسبوع بدعوة من العراق لبحث قضية غزة وإسرائيل. وأشار إلى تصريح وزير الخارجية السعودي حول ضرورة الاعتراف بإسرائيل وفلسطين كحل وحيد، ولفت الانتباه إلى أن ذلك يُقال في الوقت الذي وصل فيه عدد الشهداء في غزة إلى 43 ألف شهيد. وشدد على أن الحل الحقيقي يكمن في الابتعاد عن سياسة الرعب والعنف في جميع أنحاء العالم، وإيقاف العدوان ومعاقبة المعتدي.
ذكرى استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام)
وفي الخطبة الدينية، استذكر سماحة السيد القبانجي ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، مشيرًا إلى روايات صحيحة في كتب أهل السنة حول مكانتها العظيمة. وذكر رواية للسيوطي في "الدر المنثور" تتحدث عن كون السيدة الزهراء ثمرة من ثمار الجنة، حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لما أُسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار لم أرَ في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقًا ولا أطيب ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة".
واستعرض سماحته العديد من الروايات التي تتحدث عن أحوال السيدة الزهراء (عليها السلام) من كتب أهل السنة. واختتم حديثه متسائلاً: إذا كانت كل هذه الروايات قد صدرت عنهم، فلماذا هجموا على الدار واستباحوا حرمتها وضربوا سيدة نساء العالمين (عليها السلام)؟
وبهذه الطريقة، دعا سماحته إلى التأمل في هذه الأحداث التاريخية وضرورة الحفاظ على القيم الإنسانية والإسلامية الأصيلة.
المصدر: قناة مكتب السيد صدر الدين القبانجي