۲۱ آذر ۱۴۰۳ |۹ جمادی‌الثانی ۱۴۴۶ | Dec 11, 2024
الشيخ سلامة عبد القوي

وكالة الحوزة - الشيخ سلامة عبد القوي هو داعية إسلامي مصري اتخذ مواقف جرئية وشجاعة في دعم محور المقاومة والوقوف بجانب رجالاتها بدون الإكتراث بالأجواء المعادية والضغوطات الإعلامية وغير الإعلامية التي يتعرض لها المتصدّي في هذا الميدان..

وكالة أنباء الحوزة - أراد الشيخ سلامة عبدالقوي العالم السنّي المتخرج من الأزهر الشريف أن يكون المتحدّث بلسان المجتمع السنّي الداعم للمقاومة والعابر عن الإطار الضيق الطائفي فهو مازال ثابت على عقيدته المذهبية ولم يغيّر ولم يبدّل مذهبه كما يظنّ أو يروّج بعض من يهاجمه لكنّه أنصف المقاومة وإخوانه في الدين من المذاهب الإسلامية الأخرى..

ولادة جديدة بعد مخاض عسير

هي بوادر الخير بدأت تلوح في الأفق لإنبعاثة جديدة لوعي الأمة و ولادة مباركة من رحم الأمة تاتي بعد مخاض عسير. تفتح هذه الصفحة الجديدة بعد اقتحام عقبات كؤودة والمضي قدما في خضم صراعات فكرية وسياسية وثقافية ودينية لتتنعم الأمة الإسلامية بخيرات مولود جديد مبارك، فتعود مرّة أخرى لهويتها الأممية وتتجاوز الطائفية المقيتة التي طلما فرضت عليها من خلال استغلال الخلافات المذهبية في السياسة.

وفي هذه المرحلة الجديدة التي نشاهد شخصيات ورموز دينية وإعلامية هم على مستوى المسؤولية الجسيمة التي على عاتق العلماء وثابتون على العهد الذي اتخذه الله من العلماء أن لايقارّوا على انحرافات الحكّام الجائرين الذين يعيثون في الأرض فساداً ويتلاعبون بمصير الأمة الإسلامية ويخونونها بالتطبيع مع اعدائها وممارسة العمالة لهم.

من هو الشيخ سلامة عبدالقوي؟

الشيخ سلامة عبد القوي هو داعية إسلامي مصري، وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين. ولد في مدينة المنصورة عام 1955، ودرس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر.

وقد بدأ نشاطه الدعوي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. كان أحد أبرز مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في فترة حكمها لمصر، وشغل منصب مستشار وزير الأوقاف في حكومة السيد هشام قنديل.

وبعد إسقاط دولة الرئيس مرسي في عام 2013، تم اعتقاله عدة مرات، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 15 عاماً.

مشروعه في شبكات التواصل الإجتماعي

دخل الشيخ في شبكات التواصل الإجتماعي، بمشروعه الحواري التواصلي مخاطباً النخب الإجتماعية لاسيما الشباب الواعين تحديداً بعد عمليات طوفان الأقصى وهي المنعطف التاريخي الذي أسسته المقاومة الإسلامية والمرحلة الجديدة التي تعيشها بكلّ تحدياتها وصعوباتها، وبهيبة ووقار رجال الدين ومستخدماً قدراته الإعلامية والعلمية فقد قام بوضع النقاط على الحروف وتقديم التحليلات الدقيقة المؤثرة حول القضايا الدينية والسياسية الشائكة التي تمرّ الأمة الإسلامية بها فتحوّل إلى نجم مؤثر في الإعلام البديل بفضل منطقه وقوته في الإقناع والأدلة السياسية والدينية التي يسرّدها في تخاطب جمهوره.

مواقفه السياسية والدينية

اتخذ مواقف جرئية وشجاعة في دعم محور المقاومة والوقوف بجانب رجالاتها بدون الإكتراث بالأجواء المعادية والضغوطات الإعلامية وغير الإعلامية التي يتعرض لها المتصدّي في هذا الميدان فقد ردّ على شبهات وأقوال مخجلة في مجال السياسة تشوبها لوثة الطائفية تروجها وسائل إعلام رسمية عربية أو بعض المؤسسات الدينية والمشايخ الذين ينفذون أجندة إعلامية دينية واعتادوا على مهاجمة المجاهدين المقاومين في فلسطين ولبنان و ايران و العراق و ... كما أنّه وجّه شكره وامتنانه البالغ لمنفذي عمليات الوعد الصادق2 ضد الصهاينة المعتدين فقد كان متعمّداّ أن يظهر موقفه في دعم رجال المقاومة متجاوزاً الحسياسيات المذهبية في ذلك ولم يخف في ذلك لومة لائم بل ردّ على كلّ هذه الضغطوطات والإنتقادات بكلّ ثبات وعزيمة وقوة في الاستدلال.

مواقفه في وحدة الأمة الإسلامية

أراد الشيخ سلامة عبدالقوي العالم السنّي المتخرج من الأزهر الشريف أن يكون المتحدّث بلسان المجتمع السنّي الداعم للمقاومة والعابر عن الإطار الضيق الطائفي فهو مازال ثابت على عقيدته المذهبية ولم يغيّر ولم يبدّل مذهبه كما يظنّ أو يروّج بعض من يهاجمه لكنّه أنصف المقاومة وإخوانه في الدين من المذاهب الإسلامية الأخرى وهل الإلتزام بالوحدة الإسلامية والمقاومة يستدعي التحول المذهبي؟!

لقد تصدّى الشيخ للتيارات الطائفية التي تكفّر الشيعة الإمامية وقد ردّ عليهم ردوداً عقائدية وفقهية متينة في رفض تكفير من قال بالشهادتين من المسلمين وقد عرض للناس فتوى الإمام الخامنئي حفظه الله في تحريم النيل من رموز اهل السنة مبيناً للناس الفتوى تبييناً علمياً كما ردّ على الشبهات المثارة التي تقول ببطلان صلاة الجنازة التي أقامها السيد الإمام القائد الخامنئي على جثمان الشهيدين رئيسي و هنية رحمهما الله.

وانتقد في مقاطعه المرئية في شبكة يوتيوب وبقية شبكات التواصل الإجتماعي انتقادات لاذعة لمشايخ الوهابية الذين ما فتئوا يهاجمون حماس و حزب الله وجمهورية إيران الإسلامية و فنّد ادعائاتهم في تحريم الدعاء والترحم للشهداء القادة مثل الشهيد السيد حسن نصرالله و إسماعيل هنية كما لم يسلم منه الحكام الخونة الذين مارسوا خيانة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب أو الذين قصّروا في اداء واجبهم تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاومة الإسلامية.

فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ووفقّه وسدّد خطاه وكثّر من أمثاله.

الكاتب: الشيخ غريب رضا (مدير رابطة الحوار الديني للوحدة)

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha