وكالة أنباء الحوزة - اقيمت أمس الخميس ندوة تخصصية حول "دور حزب الله اللبناني والشهيد السيد حسن نصر الله في تشكيل وتحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة" في قاعة آية الله الحائري (قدس سره) للاجتماعات بمركز إدارة الحوزات العلمية.
وألقى رئيس مجلس الأمناء في “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان الشيخ غازي يوسف حنينة في هذه الندوة كلمة وقال مستفيدا من حديث للنبي الأكرم (ص): من ينشر اليأس والإحباط في المجتمع، وخاصة في الأمة الإسلامية، يساهم في الواقع في تدمير المجتمع وتابع: نحن بحاجة ماسة إلى التأكيد على نقاط قوتنا ومزايانا.
وسلط الضوء على الأبعاد المتعددة لشخصية السيد حسن نصر الله، مؤكدًا على أبعاده الإنسانية والعلمية، قائلاً: كان السيد حسن نصر الله إنساناً قيماً وذا شخصية إنسانية سامية. كان أيضاً عالماً. على الرغم من وجود العديد من الجوانب الشخصية للسيد حسن نصر الله التي يمكن ذكرها، فقد التقيت به ثلاث مرات، وفي كل مرة، على الرغم من أن اجتماعاتنا كانت مجدولة لمدة ساعة واحدة، إلا أننا كنا نتحدث لمدة تزيد عن ساعتين أو ثلاث ساعات.
وأضاف الشيخ حنينة: كان تواضع السيد حسن نصر الله ملحوظاً. لم يكن مقيداً بالقواعد الدبلوماسية وكان يتحدث بسهولة مع الناس. عندما كان يتواصل مع محاوره، كان يغمره باللطف والمحبة. سمة أخرى للسيد حسن نصر الله هي أنه بالإضافة إلى كونه متفائلاً بشأن المستقبل، فإن كل من جالسه أصبح متفائلاً أيضاً بشأن المستقبل.
وأشار رئيس مجلس الأمناء في “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان إلى شمولية شخصية السيد حسن نصر الله قائلاً: لم تكن شخصية السيد حسن مقتصرة على الشيعة فقط، بل كانت محبوبة من قبل جميع الطوائف اللبنانية، بما في ذلك الشيعة والسنة والدروز والموارنة وغيرهم.
وأضاف: عندما كان أحد العلماء أو الشخصيات اللبنانية يواجه مشكلة، كان السيد حسن نصر الله أول من يبادر بتقديم المساعدة.
كما تحدث الشيخ حنينة عن إحدى ذكرياته مع السيد حسن نصر الله قائلاً: ذهبنا مع عدد من علماء أهل السنة في لبنان لزيارة السيد حسن نصر الله. كانت هناك قضية خلافية بين علماء أهل السنة أنفسهم. كانت السمة البارزة للسيد حسن أنه كان دائماً يرغب في أن يكون الآخرون أقوياء ومقتدرين. على عكس العديد من القوى السياسية والشخصيات الأخرى التي كانت تستغل ضعف المرؤوسين أو الطرف الآخر، كان يريد أن يكون الطرف الآخر قوياً. لذلك، في هذا الاجتماع، سعى إلى خلق الانسجام والوحدة بين علماء أهل السنة.
وأضاف: قال لنا السيد حسن نصر الله أن نجلس معاً حتى لو كان ذلك لشرب فنجان شاي. أشار بيده إلى الفنجان وقال اجلسوا معاً بهذا القدر، فإن هذه الفرقة ليست في مصلحتكم. كان يسعى جاهداً لتوحيد الشيعة وأهل السنة. إن وقوف حماس والجهاد الإسلامي جنباً إلى جنب في فلسطين لتشكيل جبهة موحدة كان من إنجازات السيد حسن.
وأكد الشيخ حنينة على أن السيد حسن كان شخصية بارزة كعالم ديني، قائلاً: خلال أربعين عاماً من النشاط الإعلامي والجهادي والسياسي، حيث كان يخطب مراراً في وسائل الإعلام، رفع السيد حسن مستوى العالم الإسلامي ورجل الدين بشكل كبير. قبل ذلك، كان تصورنا للعالم الديني شخصاً عادياً يؤدي العبادات ويجيب على الأسئلة الشرعية، لكن السيد حسن رفع مكانة العالم الديني إلى مستوى السياسي. ومن هذا المنطلق، فإن أهميته تكمن في أنه خلال الـ 40-50 عاماً التي لعب فيها السيد حسن هذا الدور، كان هناك تياران إعلاميان وفكريان في العالم الإسلامي، إلى جانب التيارات السياسية والقوى الحاكمة في الإسلام، يسعيان إلى تهميش رجال الدين وإضعاف وتقليص وإهانة مكانة رجل الدين والعالم الديني.
وقال: لقد أنتجوا حتى أفلاماً وأعمالاً في هذا الصدد. على الرغم من وجود هذين التيارين اللذين سعيا إلى منع الطالب والعالم الديني من لعب دور وتأثير في المجتمع، قدم السيد حسن مستوى راقياً من العالم الديني والإسلام والخطاب الإسلامي، وأظهر أن الإسلام دين فخور ومتعالٍ. لذلك، كان محبوباً من قبل جميع تيارات العلماء، واستطاع خلال 40 عاماً أن يعلمنا أي مكانة يمكن أن يحتلها العالم الديني.
وصرّح رئيس مجلس الأمناء في “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان الشيخ غازي حنينة قائلاً: لقد نجح السيد حسن في توحيد جبهة المقاومة والشعب الفلسطيني في مجال المقاومة. يشهد لبنان حالياً تجمعاً بين علماء الشيعة وأهل السنة، مع وجود علاقات طيبة بينهم، حيث يتعاون 340 عالماً من الشيعة وأهل السنة، وهم أيضاً من مؤيدي المقاومة. لقد تغير المجتمع اللبناني بشكل كبير، وعلى الرغم من تعرض بيروت للقصف، فإن الجميع يقولون: فداءً للسيد حسن!
وأشار الشيخ حنينة إلى يقظة الشعب اللبناني في مواجهة الصهاينة قائلاً: إن ما حدث في العام الماضي في المنطقة، وبعد عملية طوفان الأقصى والدعم الشامل من حزب الله وإيران لفلسطين، قد أفشل خطة العدو البالغة 300 مليار دولار في لبنان أو استراتيجية دول الخليج الفارسي. لقد زعموا أن جبهة المقاومة هي جبهة شيعية، وهنا أثبتت جبهة المقاومة وحزب الله أن نظرتنا إلى فلسطين ليست نظرة شيعية أو سنية، بل هي نظرة العالم الإسلامي ككل. وخاصة بعد استشهاد قادة حزب الله والعملية العسكرية التي استهدفت فيها إيران إسرائيل مباشرة، مما أظهر أن نظرة إيران إلى هذه القضية لا تقتصر على الشيعة والسنة. من هذا المنطلق، فإن السياسة التي كانت متبعة خلال الـ 30-40 عاماً الماضية قد شهدت تحولاً جذرياً في العام الأخير. ومع ذلك، لا تزال الأموال القذرة بدورها السلبي في التفرقة بين المسلمين تعمل وتؤثر.
انتهى./ المحرر: أًصـ
المصدر: وكالة أنباء الحوزة