وكالة أنباء الحوزة - إن نبي الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) الملقب بمحمد الامين الذي قضى 23 سنة من حياته النبيلة نبيا في سبيل هداية الناس هو خاتم انبياء الله ومن ذرية النبي ابراهيم (عليه السلام).

هناك اختلاف بين المؤرخين حول زمان ومكان ولادته لكنه ولد في مكة في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول على القول المشهور عند اهل السنة وإن تاريخ ميلاده على القول المشهور عند الشيعة هو اليوم السابع عشر من شهر ربيع الاول عام الفيل أي العام الذي ذهب فيه اصحاب الفيل الى الحجاز يريدون هدم الكعبه واحتلال مكة سنة 570 ميلاديا.

إن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من ذرية ابراهيم وآدم أبي البشر (عليهما السلام). نَسَبُ الرسول الكريم من جهة أمّه السيدة آمنة بنت وهب يرجع إلى بني زهرة من قبيلة قريش ومن حيث الشرف والعفة كانت آمنة سيدة نساء بني زهرة لدرجة انها اعتُبرت افضل عقيلة قريش وبشهادة التاريخ فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وُلد في عصر من أحلك عصور البشرية عصر لم يعرف الناس فيه إلا الشرك وعبادة الاصنام وظلم المرؤوسين والعبيد وأطلق عليه المؤرخون عنوان العصر الجاهلي.

يقول الإمام علي (عليه السلام) عن حال العرب في عصر الجاهلية: "إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شرّ دين وفي شرّ دار، مُنيخون بين حجارة خُشن، وحيّات صُمّ، تشربون الكدر، وتأكلون الجشب، وتسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة، والآثام بكم معصوبة."

وكان والد النبي وأمه واجداده وجداته جميعا موحدين ومؤمنين وجاء في كثير من الروايات الموثوقة أن السيدة آمنة أمّ النبي انتقلت بعد زواجها إلى بيت عبد الله في شِعب بني هاشم الذي يسمى بشِعب ابي طالب ووضعت ولدها هناك في المكان الذي سُمّي فيما بعد بمولد النبي (صلى الله عليه وآله) وبعد ذلك تم بناء مسجد هناك واصبح مكانا للزيارة حيث يأتي الناس للرؤية والتبرك والدعاء ولكن عندما سيطر الوهابيون على الحجاز وهدموا قبور أئمة المسلمين وكبار الاسلام في مكة والمدينة فدمروا ذلك المكان ايضا وجعلوه مكانا لبيع وشراء الطيور وبمتابعة الامر من قبل بعض سكان مكة وموافقة من قبل أمين مكة آنذاك وبمساعدة من قبل المتبرعين والمانحين للأعمال الخيرية فبدلوه بمكتبة اسمها "مكتبة مكة المكرمة" وحتى الآن ورغم متابعة الامر من قبل بعض الحركات المتطرفة لم ينجحوا في تدميرها وطبعا هذه المكتبة مغلقة أمام الحجاج ويوجد ايضا لوح كبير في خارج هذه المكتبة مكتوبة عليه عبارات تشير الى أن الحضور واقامة الصلاة والدعاء في هذا المكان ممنوعة وحرام.

يقول الرفاعي في رسالته المفتوحة "نصيحة لإخواننا علماء نجد": حاولتم ولا زلتم تحاولون وجعلتم دأبكم هدم البقية الباقية من آثار رسول الله (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم) ألا وهى "البقعة الشريفة التي وُلد فيها" التي هدمت ثم جعلت سوقاً للبهائم ثم حوّلها بالحيلة الصالحون إلى مكتبة هي "مكتبه مكة المكرمة."

تحقّقت معجزات يوم ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو خاتم أنبياء الله ودينُه زعيم الأديان وسُجّلت هذه الأحداث نظرا لأهميتها في كتب التاريخ؛ من هذه الاحداث والمعجزات هو إغلاق أبواب السماء على ابليس، وانكسار ايوان كسرى وخمود نيران فارس وجفاف بحيرة "ساوة"؛ قال عنه ابن كثير الدمشقي أحد علماء اهل السنة: "لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتجس ايوان كسرى وسقطت منه 14 شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرة "ساوة" ورأى الموبذان في المنام إبلا [صعابا] تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادهم."

كما ذُكر النطق بالشهادتين من قِبَل رسول الله بعد الولادة وسقوط اصنام الكعبة كمعجزات في كثير من المصادر.

نعم إن ميلاد هذه الشخصية الإلهية السماوية هو بداية تغييرات هائلة في العالم.