۲۴ آذر ۱۴۰۳ |۱۲ جمادی‌الثانی ۱۴۴۶ | Dec 14, 2024
يحيى السنوار

وكالة الحوزة - هل ستوافق “حماس” على المشاركة بجولة المفاوضات المقبلة؟ وماهي الأوراق التي تملكها ايران ان فشلت المباحثات؟ وهل ما يجري فخ جديد لإطالة عمر الحرب؟

وكالة أنباء الحوزة - على ضوء التطورات الأخيرة الساخنة في المنطقة وتبعاتها الحساسة والمُعقدة محليًا وإقليميًا، قد تتجه حركة “حماس” إلى الموافقة على مشاركة “شكلية” في جلسة المفاوضات غير المباشرة المقبلة مع الجانب الإسرائيلي للتباحث في وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى.

ورغم أن موقف الحركة حتى هذه اللحظة واضح ورسمي برفض المشاركة، بعد جريمة اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران نهاية الشهر الماضي، والمجازر البشعة التي تُرتكب يوميًا في قطاع غزة، وكان آخرها مدرسة “التابعين”، إلا أن الضغوط لم تتوقف على الحركة خاصة من الوسيطين القطري والمصري.

ويبدو أن حركة “حماس” حصلت على بعض “الضمانات” من قبل جهات خارجية بالتعامل بكل جدية هذه المرة مع الشروط التي تضعها على الطاولة مقابل إنهاء حرب غزة، وأن الوضع سيكون عليه مخالف تمامًا للسابق في ظل وجود ضغوطات أمريكية وأوروبية وعربية كبيرة على إسرائيل للتجاوب مع شروط الحركة والاستجابة لها، وفق رؤية مراقبين ومحليين.

وتضغط كل من مصر وقطر باتجاه إعطاء مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة “فرصة أخيرة” من أجل إنعاشها مجددًا في ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومحاولاته المتكررة إفشال أي توافق على التهدئة وإطلاق سراح الأسرى، وأن لا تكون “حماس” في واجهة المدفع أمام العالم وأنها من ترفض المفاوضات وليس نتنياهو.

عملية المفاوضات لن تكون سهلة على حركة “حماس”، خاصة بعد توارد معلومات وتقارير تفيد بأن إيران قد تمهل مفاوضات التهدئة بغزة “فرصة أخيرة”، وانها قد تؤجل الرد على جريمة اغتيال هنية على أراضيها، لما بعد جلسة المباحثات المقرر الخميس المقبل في الدوحة أو القاهرة.

هذه المعلومات أكدها رسميًا الرئيس الأمريكي جو بايدن، حين صرح ليلة الثلاثاء، بأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة قد يدفع إيران لعدم مهاجمة إسرائيل، في موقف اعتبرته الكثير من وسائل الإعلام بأنه إشارة لوجود شي خفي يدور خلف الكواليس حول مفاوضات التهدئة وأصبحت فيه إيران لاعب قوي وتملك أوراق تأثير.

وألقت الجمهورية الإسلامية وحلفاؤها باللوم على إسرائيل في اغتيال هنية أثناء زيارته للعاصمة الإيرانية لحضور تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، ولم تعلّق إسرائيل على ذلك، لكن إيران تعهّدت الانتقام لاغتياله الذي جاء بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت اغتالت القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر. وتوعّد “حزب الله” بالردّ.

هذه التطورات المفاجئة لم تُثني الكثير من المراقبين على تحذير حركة “حماس” من الوقوع بالفخ الإسرائيلي والأمريكي الذي يُنصب لها من جانب، ومن جانب آخر لخفض التوتر مع إيران ومنع اشتعال المنطقة بعد سلسلة الأحداث الأخيرة الساخنة.

مصدر في “حماس”، أكد وفق “رويترز”، أنّ الحركة متمسكة بمطلبها، الذي يقضي بأن تركّز المحادثات المتعلقة بالتهدئة في غزة على الاتفاق السابق، الذي تمت مناقشته، بدلاً من بدء المفاوضات من جديد، ونقلت الوكالة عن المسؤول، تشديده على أنّ “ما نحتاج إليه هو التنفيذ، وليس مزيداً من المفاوضات”، كما جاء في البيان الأخير الذي أصدرته الحركة بشأن المفاوضات.

في الإطار نفسه، نقلت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، عن مسؤول إسرائيلي، قوله إنّ المحادثات ستُجرى في الدوحة، مع التركيز على ما إذا كانت حماس قد “تخفّف شروطها للهدنة”، وقال مسؤول إسرائيلي آخر إنّ الوسطاء العرب “سيُجرون محادثات مع حماس بعد ذلك إذا قاطعت الجلسة”، في حين أنّ “إسرائيل لم تتنازل عن شروطها الرئيسة”، وفقاً لمسؤولين.

يُذكَر أنّ حركة حماس أصدرت، قبل يومين، بياناً طالبت فيه الوسطاء في قطر ومصر بتقديم خطة لتنفيذ ما وافقت عليه الحركة في الـ2 من تموز/يوليو الماضي، بدلاً من الانخراط في مفاوضات جديدة.

وذكّرت الحركة، في بيانها، بأنّها وافقت على مقترح الوسطاء في الـ6 من أيار/مايو الماضي، ورحّبت بإعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، بهذا الخصوص.

وقالت “حماس” إنّها والوسطاء في مصر وقطر يدركون حقيقة نيّات الاحتلال ورئيس حكومته، إلا أنّ الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير بتاريخ الـ2 من تموز/يوليو 2024.

وأوضحت أنّ مطالبتها تأتي في ضوء ما قابله الاحتلال بالرفض واستمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني، بعد المرونة والإيجابية اللتين أبدتهما الحركة من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وعلى نحو يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة الفلسطينيين وعودة النازحين وإعادة الإعمار.

وأشارت إلى أنّ الاحتلال واجه ذلك بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، وذهب إلى التصعيد في عدوانه وارتكاب مزيد من المجازر، وصولاً إلى اغتيال رئيس الحركة إسماعيل هنية، في تأكيد لنياته في عدم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.

في السياق نفسه، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أضاف شروطاً جديدةً إلى المطالب الإسرائيلية، من شأنها أنّ تفرض عقباتٍ إضافيةً أمام التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط محاولاته تحميل حماس مسؤولية تعثّر المفاوضات.

وأمام هذا التطور..

هل ستوافق “حماس” على المشاركة بجولة المفاوضات المقبلة؟ وماهي الأوراق التي تملكها ايران ان فشلت المباحثات؟ وهل ما يجري فخ جديد لإطالة عمر الحرب؟

الكاتب: نادر الصفدي

المصدر: رأي اليوم

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha