۲۲ آذر ۱۴۰۳ |۱۰ جمادی‌الثانی ۱۴۴۶ | Dec 12, 2024
​الشيخ علي الخطيب​

وكالة الحوزة - قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب: إن العدو اليوم تحت الخوف من رد المقاومة على إرهابه الجبان باغتيال قادة للمقاومة، وتسعى الولايات المتحدة الى التحايل لمنع قوى المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الثأر لدمائهم".

وكالة أنباء الحوزة - أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن حرب الإشاعات هي حرب إعلامية تُوجَّه إلى الرأي العام الذي ليس لديه القدرة على التحليل، ومعرفة ما وراء الإشاعة، ويتأثر الناس بها ويتعاملون على أساس أنها معلومة صحيحة، ويُرتّبون الآثار على أساسها، ولذلك كان التوجه إلى هذه الفئة من الناس أن يتنبّهوا إلى وجود قوى منافقة تعيش معهم، تتماهى مع أهداف العدو في الوقت الذي تشكل أداة هدم داخلية مثل السوس الذي يعيش مختبئًا بعيدًا عن الأعين داخل جذع الأشجار وهو يفرغ داخلها لتيبس وتموت، وهي الفئة الأخطر في المجتمع ونقطة الضعف التي يمكن أن توجد داخله وتُعطّل عليه الوصول إلى أهدافه وتَخلقُ شرخًا وانقسامًا أخطر من أي عامل آخر، لأنها تتحدث بلسانه وبالحرص في المحافظة على تحقيق أهداف المجتمع ومصالحه، أو أشخاص باعوا ضمائرهم تحت الترغيب أو الترهيب، زرعهم العدو في بيئتهم ليقوموا بالمهمة الأصعب لخلق البلبلة داخل صفوفهم وإضعاف معنوياتهم التي تُشكّل العامل الأهم في مواجهة الأخطار الخارجية، ويعملون على خدمة العدو.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أوضح سماحته أن "هذا النوع من الحروب ليس طارئاً ولا جديداً وإن تطورت وسائله وأهدافها، وبمقدار ما يستطيع المجتمع تحصين نفسه اتجاهه بمقدار ما يُفشِل المخطط المعادي".

وتابع: "لذلك كان العمل دائمًا على تطوير وسائلها، فهي الأساس في قتل الروح المعنوية التي هي عماد الجيوش والشعوب في مواجهة الأعداء، فإذا ما انهارت فليس هناك من نفع للسلاح مهما كان متقدمًا، لأن السلاح لا يقاتل وحده، فالعامل البشري هو العامل الأهم الذي يقاتل به، كما أن إعداد القوة المادية من العديد والعدة عامل مهم في ترهيب العدو وإضعاف القوة المعنوية لديه، ويدفع بالعدو إلى الانهيار والاستسلام دون الحاجة إلى المواجهة المسلحة أحيانًا أو إلى الحدّ منها ومن الخسائر في أعداد القتلى، وقد أثبتت هذه المعادلة صحّتها، لذلك كان استخدام الحرب الإعلامية من الأولويات لدى أي جهة من الجهات".

ورأى أن "الصبر تعبير عن القوة الإيمانية التي هي قوة الاعتقاد والإخلاص للقضية المحقة والاستعداد للتضحية التي تُرجّح كفة الإيمان على كفة الكفر"، مردفًا: "لقد استُخدمت الحرب الإعلامية وبشكلٍ غير مسبوق وبأدواتٍ متطورةٍ وشاملة على العالم العربي والإسلامي وبالأخص على قوى المقاومة التي استطاعت التخلّص من المحاولات المتتابعة لمحاصرتها والتخلص منها على مدى وجود هذه المقاومة بالحصار والتشويه وحرف الصراع باتجاهات مفتعلة بخلق فتن داخلية مذهبية وعرقية وخلق مناخ شعبي عربي وإسلامي قابل للتطبيع مع العدو، ومثَّلت الساحة اللبنانية الجغرافيا المهمة لتنفيذ هذه الإستراتيجية الخبيثة عبر قوى عميلة ترتبط بالقوى الغربية وربما بالصهيونية التي وضعت الخطط التي رأت أنها كفيلة بتحقيق هذا الغرض مهَّدت لها بالحصار الذي فرضته على لبنان والانهيار الاقتصادي وتفجير المرفأ لتستغله في توجيه الاتهام للمقاومة بعد أن ساهمت بشكلٍ فاجرٍ في الإسهام بتفجير المنطقة عبر الفتنة الطائفية والدفاع عن القوى الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، وما تقوم به اليوم من حرب إعلامية فاجرة على المقاومة في الوقت الذي تخوض فيه دفاعًا بطوليًا عن سيادة لبنان وشعبه وبناه التحتية التي تتعرض لعدوان "إسرائيلي" إرهابي للتأثير على شريحة لبنانية بعامل التخويف من نتائج انتصار المقاومة وبدواع وخلفيات طائفية غير حقيقية لم تكن إلا غطاءً وتبريرًا لموقفها وسلوكها التاريخي المعادي للمقاومة بخلفياتها المختلفة قومية وفلسطينية ولبنانية وطنية وإسلامية، فالمبررات التي تدّعيها اليوم ما هي إلا ذرائع يقف خلفها موقف مبدئي يتماهى مع العدو الصهيوني".

وقال: "مع الأسف، فإنّ هذا الفريق استطاع أن يخدع شريحة من اللبنانيين ويقنعهم بادعاءات واهية لا أساس لها رغم تجاربه الخاسرة السابقة والمتكررة التي أضرّت بها وسلختها عن محيطها وشعبها الضنين بها والذي لا يضمر لها إلا الخير ولا يزال وسيبقى يعتبرها جزءًا عزيزًا منه ويعمل على انعتاقها وتحريرها من هذا الطوق والحصار والسجن الذي وضعها فيه بمحبة المواطنة المخلصة، فهو لا يرى في التنوع الديني إلا إحدى وجوه الغنى الذي يثري وطننا ويعده رسالة التعايش بين الأديان للعالم الذي يظهر قبح الغرب العنصري الذي يُمثّله الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ويخوض تحت حمايته وغطائه ودعمه السياسي والعسكري على شعبها حرب الإبادة المتوحشة متمردًا على كل القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية والإنسانية، ويضيره أن تتعايش بجانبه أطياف متنوعة الأديان والمذاهب".

وأضاف: "انظروا إلى اللغة التي تتحدث بها المقاومة، لغة الدفاع عن سيادة لبنان وعن اللبنانيين، ولم يصدر منها إلا لغة الحب للبنانيين جميعًا، ولغة العيش الواحد والمواطنة الصادقة، ولم يدفعهم الخلاف في السياسة مع الآخرين إلى رفض العيش معهم أو الإساءة إلى معتقداتهم، بينما نرى العكس من أعداء المقاومة من الدعوة إلى الانزواء والانفصال ولغة العداء والعنصرية والحسابات الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة ولغة الاستعلاء والفوقية والإنكار ومراجعة لفترة الحرب الأهلية الملعونة، وترى منهم استخدام اللغة نفسها، وأن هؤلاء ليسوا إلا بيدقًا للمشروع الغربي الذي بدأ في طريق التراجع تحت ضغط المقاومة وصمودها، وخصوصًا في غزة وجنوب لبنان والمنطقة التي تحاصره اليوم، ولم يستطع على الرغم من الحماية والدعم الغربي أن يقضي على المقاومة أو يسترجع أسراه، وهو اليوم تحت الخوف من رد المقاومة على إرهابه الجبان باغتيال قادة للمقاومة، تسعى الولايات المتحدة الى التحايل لمنع قوى المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الثأر منه".

وختم بالقول: "إنّ الحرب العدوانية التي يتعرّض لها لبنان تستوجب من اللبنانيين التكاتف والتعاضد، ونتوجّه لكل من تعاطف وفتح بيته للنازحين بالتحية، ونحن ندعو إلى مراعاة الظروف وعدم الاستغلال لرفع قيمة الإيجار، ووضع الشروط كما تقتضيه الأخوّة والمواطنة".

المصدر: موقع العهد

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha