وكالة أنباء الحوزة - نقلا عن مرآة البحرين؛ اعتبر خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز بغرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور، أنّ "القضية الفلسطينية وقوى المقاومة هي المؤرِّق الأكبر للدول النافذة كونها العقبة الكؤود التي تحول دون إحكامِها لهيمنتها وتمريرِها لمشاريعها وبسطِها المريحِ لنفوذِها".
وأوضح الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة اليوم 31 مايو/أيار 2024، أنّ "المقاومة جعلت الدول النافذة في مسعىً محموم من أجل التصفية للقضية الفلسطينية والإجهاز على قوى المقاومة، فذلك وحده ما يُمكِّنها من الإمساك بناصية الأمَّة والهينةِ الكاملة على مقدَّراتها، وهو ما يُمكِّنها من الطمسِ لهويتِها والمسخ لقيمِها وتصييرِها حاضرة من حواضرها".
وجزم بأنّ "ما تريده هذه الدول لن يتمَّ لها وإنْ استفرغت له كلَّ إمكانياتها، فإنّ أمة الرسول (ص) وإنْ اعتراها الوهن وتعاقبت عليها المِحنُ فإنّها لا تموت".
وقال الشيخ صنقور إنّ "ممَّا يُدمي القلب ويبعث على الأسى والحزن أنْ يتهيّأ لعصابة متوحِّشة ارتكاب كلّ هذه المجازرِ والمذابح بحقّ الشعب الفلسطينيّ المظلوم، من دون أنْ تجد من يكبح جماحها ويأخذَ على يدها"، متسائلاً: "هل بلغ الوهن والهوان بالعالم ومؤسساته حدّاً يعجز معه عن قسْر هذه العصابة الفاشية على إيقاف حربها المسعورة على الأطفال والنساء والآمنين؟ أو هو التواطئ والممالئة؟".
واستدرك بالقول: "لا هذا ولا ذاك، والحقيقة هي أنّ إسرائيل تشنُّ حرباً بالوكالة عن الدول النافذة، فذلك هو ما يُفسِّر صمتها المريب ودفاعها المستميت ودعمها اللامحدود وتبريرها المستهجَن للجرائم اليوميَّة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني المظلوم".
ولفت الانتباه إلى أنّ "الدول النافذة تبتغي مِن وراء هذه الحرب تعزيز وجودها وتثبيت نفوذها والإحكام لهيمنتها، ولا سبيل إلى ذلك من دون الحماية لربيبتها إسرائيل، الراعية لمصالحها، وإغرائها بالقضاء على المقاومة ولو من طريق إبادة لشعبِ الفلسطيني عن آخرِه".
وأكد أنّ "المجزرة المروِّعة التي وقعت أخيراً في مُخيم النازحين من رفح، والتي هي حلقة ضِمن سلسلةِ حلقاتٍ مترامية من المجازر والمذابح، لا يُفسِّر وقوعها وبشاعتها سوى أنَّ ثمة مسعىً مُريباً من الدول النافذة يستهدف التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية، وذلك بالضغط على المقاومة والفتِّ من عزائمها من طريق الاستهداف لحاضنتها".