۱۱ تیر ۱۴۰۳ |۲۴ ذیحجهٔ ۱۴۴۵ | Jul 1, 2024
بستان وتفاحة

وكالة الحوزة - العلماء هم الخيمة التي يأوي إليها المؤمنون من فتن الزمان في غيبة إمامهم عجل الله تعالى فرجه، ومن ضمن العلماء عالم تروي قصة مولده أروع ملاحم العفة والطهر والتقى؛ ألا وهو المحقق الأردبيلي المشهور بالمقدس الأردبيلي وحكاية زواج والده من والدته تنقل لنا درسا يجب أن نتخذه نصب أعيننا.

وكالة أنباء الحوزة - يُحْكَى أنَّ والدَ المقدَّس الأردبيلي مَرَّ بِبُستانٍ فأكَلَ منه تفاحةً، ثم انتبه إلى عدم حليَّة العمل، فسأَل عن صاحبِ البُستان فَدُلَّ عليه، فطلَبَ منه المسامحةَ. فقال له: البُستانُ مشترَكٌ بيني وبين أخي، وهو في منطقة أخرى، وبالنسبة لي فقد سامحتُكَ، وبالنسبة إلى أخي فعليك أن تذهبَ إليه. فذهبَ إلى تلك المنطقة والتقى بالرجل وسأله المُسامحة. فقال الرَّجلُ: على شرط. قال: وما الشّرط؟ قال الرجلُ:عندي بِنْتٌ عَمياء، خَرساء ،صَمّاء، عليك أن تتزوجها. بَقي "والد المقدَّس الأردبيلي" حائرّا متفكرًا في تلك الليلة، كيف يستطيعُ الزواجَ من امرأة بهذه الصِّفات؟!

وأخيرًا قَرَّرَ الزواج َمنها، لأنَّهُ أهونُ مِن دخول النّار. جاءَ الصّباحُ، فذهبَ إلى الرجل وأخبره بموافقته على الزواج. فعقد له عليها، ولمّا دَخَلَ عَليها وَجَدَها مِن أجمل نساء الدنيا، فَتَوَقَّفَ عن الدنوّ منها، ورَجَعَ إلى أبيها مُسرعًا يسأله عَمّا رَأى، لأنَّ الأبَ ذكرَ في ابنته عيوبًا لم يُشاهدها فيها، بل إنّها تكاد تكون مِن حورالعين! قال الأبُ: نَعَم هي نفسُها التي أخبرتُكَ عنها، هي عَمياء عن النّظرِ إلى المحرَّمات، وهي صَمّاء عَن كلِّ ما لايحلّ، وخَرساء عن كلِّ كلام مُحّرَم، وإنّي رَبّيتُها تربيةً خاصّةً ما أطعمتُها طيلة حياتها إلاّ حَلالاً، وإنّي ابتهلتُ إلى الله أنْ يَرزقَها زَوجًا صالحًا، فَلَم أجِد أفضلَ مِنْكَ، فبوركَ لكَ في زوجتِك.

(المصدر: نجفيات، عَلي محمَّد عَلي دخيّل، الصفحة 63، مع قليل من التصرّف).

ارسال التعليق

You are replying to: .