وكالة أنباء الحوزة - ذكّر السيّد حسن نصرالله، ، في كلمة له خلال "احتفال تكريمي بمناسبة اغتيال القائد الإيراني اللّواء محمد رضا زاهدي ورفاقه، في مجمع سيّد الشّهداء في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، أنّه في ذلك الوقت، كانت إيران في حالة حرب، والحرب الّتي فُرضت عليها آنذاك كانت حربًا كونيّةً، ولو أنّ مَن باشر بها هو الرّئيس العراقي صدّام حسين. مع ذلك، ونتيجة إحساس الإمام الخميني بمسؤوليّة تجاه لبنان وسوريا وشعبَيهما، قرّر إرسال قوّات لمساندة اللّبنانيّين والسّوريّين ومساعدتهم في مواجهة الاجتياح".
وتابع قائلا "قوّات إيرانيّة جاءت إلى الزبداني في سوريا، ولكن جرّاء تقييم الوضع تقرَّر بقاء مجموعة من ضبّاط وكوادر الحرس، لتفعيل المقاومة الشّعبيّة"، مركّزًا على أنّ "الوجود الحقيقي للحرس الثّوري في سوريا ولبنان، كان وجود مستشارين عسكريّين".
وأوضح السيّد نصرالله، أنّ "مهمّة الكادر والضبّاط كانت نقل التّجربة للبنانيّين والفلسطينيّين والسّوريّين، وتقديم المشورة، التّدريب والدّعم اللّوجستي، ولم يكن مطلوبا منهم أن يقاتلوا في الميدان. وبطبيعة الحال، سقط منهم شهداء في معسكرات التّدريب".
وأشار إلى انّ "مع تطوّر الأحداث في سوريا عام 2011، حضر أيضا مستشارون إيرانيّون وقوّات لفصائل المقاومة في المنطقة، الّتي اعتبرت أنّ ما يجري على سوريا يمسّ المقاومة في المنطقة"، مؤكّدًا أنّ "وجود مستشارين عسكريّين إيرانيّين في القنصليّة الإيرانّية في دمشق أمر طبيعي وضمن الأعراف، واستهدافهم هو أعلى اعتداء إسرائيلي على المستشارين الإيرانيّين في سوريا منذ سنوات".
كما اعتبر أنّه "عندما يعلن العدو حربا علنيّةً ويزعم استهداف قوّات إيرانيّة، إنّما هو يستهدف المستشارين الإيرانيّين الّذين قاموا بخدمات جليلة على مستوى المقاومة في المنطقة"، مفسّرًا أنّ "من هو موجودون في سوريا، هم مستشارون عسكريّون وليسوا قوّات إيرانيّة، لكنّ الإسرائيلي يريد تكبير الأمور".
ورأى نصرالله أنّ "هذا الاستهداف ينطلق من فهم الإسرائيلي لدور مستشاري الحرس في المنطقة، وهو بدأ منذ سنوات، على أثر وضوح نتيجة المعركة في سوريا وفشل الحرب الكونيّة عليها، وكانت إسرائيل جزءا من هذه الحرب. وهناك وثائق تؤكّد صلة جماعات مسلّحة بالجانب الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنّ "العدو أعلن أنّ هدف الاستهدافات هو إخراج المستشارين الإيرانيّين من سوريا، ولم يتمكّن من ذلك رغم الدّماء الّتي سالت والقادة الّذين استشهدوا، وبقوا لمساندة المقاومة في فلسطين ولبنان ودعم سوريا".
وشدّد على أنّ "استهداف المستشارين الإيرانيّين هو جزء من المعركة الأساسيّة الأكثر وضوحًا وشرعيّةً، وهي الصّراع مع العدو"، جازمًا أنّ "لا أساس من الصّحة للصّورة الّتي يحاول البعض تقديمها وهي أنّ سوريا محتلّة من قبل إيران، وبأنّ الأخيرة هي صاحبة القرار في سوريا. الحقيقة أنّ القيادة السّوريّة هي صاحبة قرارها، والمساعدة الّتي قدّمتها إيران في مواجهة الحرب، هي لمنع سيطرة التّكفيريّين والأميركيّين والإسرائيليّين على سوريا".
وأوضح أنّ "هناك عنصرين جديدين في الاعتداء الإسرائيلي على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق: الأوّل هو أنّ الاستهداف هو على أرض إيرانيةّ، وهنا المسألة ليست فقط استشهاد قادة إيرانيّين، بل هناك أرض إيرانيّة اعتُدي عليها. والجديد الثّاني هو مستوى الاستهداف، لأنّ اللّواء زاهدي كان رئيس المستشارين الإيرانيّين في لبنان وسوريا".
وأضاف نصرالله: "الأميركيّون والإسرائيليّون وكلّ العالم تقريبًا سلّموا بأنّ هناك ردًّا إيرانيًّا على الاستهداف، وهذا حقّ طبيعي لإيران، والكلّ ينتظر ما سيحصل وتداعيات ذلك"مبيّنًا أنّ "اللّواء زاهدي أمضى 14 عامًا بيننا ومعنا وعندنا في كلّ الظّروف، في الشّدّة والرّخاء وكان حاضرًا بقوّة".
وكشف أنّه "عندما حضر زاهدي في آخر ولاية، أخبرني أنّه هذه المرّة أتى ليستشهد، وأنّني ممنوع أن أمنعه من الذّهاب إلى الجبهة والجنوب، مع العلم أنّني منعته في "طوفان الأقصى"، على الرّغم من أنّه من اليوم الأوّل كان يريد الالتحاق بالجبهة".
وركّز على أنّ "بعد مرور 6 أشهر على الحرب على غزة، نصف سنة والأهداف الّتي حُدّدت لم تتحقّق، ووضع إسرائيل ساء من كلّ زاوية ممكنة"، مؤكّدًا أنّه "لا شكّ أنّ إسرائيل تخوض إحدى أطول حروبها في منطقتنا، وهم يقولون إنّه "بعد 6 أشهر على الحرب، لم نُعد أكثر من نصف المخطوفين، ولم نَدخل رفح، ولا تزال صفارات الإنذار في غلاف غزة، ويُعلَن عن مقتل ضباط وجنود جدد".
وأفاد الأمين العام لـ"حزب الله"، بأنّ "كلام الإسرائيليّين أنفسهم يتناول هزيمة إسرائيل، وفي آخر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" حول رأي المستوطنين بنتائج الحرب، تبيّن أنّ 62% منهم غير راضين، 29% راضون و9% لا يعلمون".
ووجد أنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو منفصل عن الواقع، وقال أمس الأحد إنّ إسرائيل على خطوة واحدة من النّصر المطلق، في حين أنّ كلّ العالم يقول له أنت خسرت، والمجتمع الإسرائيلي يقول إنّه لم يحقّق شيئًا بعد من الأهداف المحدّدة".
وذكر أنّ "وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت المنفصل الآخر عن الواقع، رفيق نتانياهو في "التّسطيل"، كان في غلاف غزة أمس، وقد قال إنّ "حماس" قُضي عليها تمامًا ولم يعد هناك تنظيم عسكري اسمه "حماس" ونحن انتصرنا. ولكن بعد ساعات، تعرّض الصّهاينة لهزيمة في خان يونس، وأُخرجت قواتهم منها مذلولة".
إلى ذلك، جزم نصرالله أنّ "ما حصل أمس أمر لا يُسكت عليه داخليًا في ذكرى الحرب الأهلية المشؤومة، ونقول لمن يلاحقنا بقرار الحرب والسلم "من قام بالحرب حينها؟ هل أخذتم قرارًا من الدولة أو أنتم اتخذتموه؟ هؤلاء يأتون لمناقشة المقاومة اللبنانية، بعد تصديهم لعدو يُجمع اللبنانيون على عداوته".
وأوضح أنّ "أمس خُطف منسّق حزب "القوات اللبنانية" في جبيل، فخرج حزب القوات والكتائب والتلفزيونات الخبيثة وقرروا أن "حزب الله" خطفه، وسمعنا كلامًا يُذكّر بالحرب الأهلية"، لافتًا إلى أنّ "مناصريهم خرجوا إلى الشوارع، وسمعنا كلامًا عن إخراج السلاح على أساس أنهم أحزاب سياسية وديمقراطيون "مهفهفين"، بينما تحرّكهم الأحقاد الدفينة و"عمى قلب".
وشدّد على أنّ "الله وقى لبنان شرّ محنة وفتنة بسبب الأحقاد والحماقات وأحيانًا الارتباط بمشاريع خارجية والتآمر. وما حصل بالأمس فضيحة كبيرة، كشفت حقيقة "القوات" و"الكتائب"، وأظهرت أنهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية".
رمز الخبر: 369925
٨ أبريل ٢٠٢٤ - ٢٠:٥٢
- الطباعة
وكالة الحوزة - لفت الأمين العام لـحزب الله السيّد حسن نصرالله، إلى أنّ حضور حرس الثورة الاسلامية اني في سوريا ولبنان، يعود تاريخه إلى عام 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان".