۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
سید مجتبی حسینی

وكالة أنباء الحوزة - وجه ممثل الإمام الخامنئي في العراق بالنسبة للمسيرة الأربعينية سنة ١٤٤٥ كلمة شكر للشعب والحكومة العراقية وجميع المعنيين في صنع هذه الملحمة الكبرى.

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي كلمة سماحته:

وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ /حج 32

مرة أخرى شهدنا إقامة المسيرة الملحمية في هذا العام أكبر وأوسع نطاقاً من سائر الأعوام كأنها اُريدت منها رد فعل لما قام به عالم الاستكبار من محاربة الإسلام والقيم الإنسانية وإهانة أشرف رسالة في العالم وهي القرآن كلام رب العالمين.

نعم ان هذا الحضور الرائع والملحمي أدخل البهجة والسرور على قلب الامام صاحب الزمان.اذ يعبِّر عن مواساة هذه الحشود المليونيّة عن حبّهم وولائهم لأميرالمؤمنين والصديقة الطاهرة وثمرة قلبهما الحسين واولادهما الائمة المعصومين.

جاءت هذه الملحمة رداً على ما أظهر المستكبرون به غيظهم عن رفعة الإسلام والقيم التوحيدية وانتشارها في جميع أصقاع البسيطة رغماً لما بذلوا من الأموال الهائلة والجهود المضنية لإخماد نور الإسلام والشرائع السماوية.

نعم إن المشاركين في صنع ما نصفه "بالملحمة الكبرى" اثبتوا صدّهم في الدفاع عن ولاية اهل البيت ومحبتهم والعمل بتوجيهاتهم والاستمرار على نهج سيد الشهداء الامام الحسين%الذي رفع صرخة "هيهات منا الذلة" وعلّمنا ان لا نهيب عن القوى الشيطانية ولو كانت في ظاهرها هائباً.

انّ المسيرة في هذا العام كانت أكثر عظمة مقارنة بالأعوام الماضية اذ شكلت فيها مصداقاً رائعاً لوحدة صف الموحدين والأحرار في العالم مرتكزة على محور العدالة ومقارعة الظلم والتطرف ومواجهة الإنحراف عن القيم والتعاليم الإلهية الاصيلة"، وقد شارك في إقامة المواكب وخدمة الزوار من غير الطائفة من المذاهب والأديان وان دلت هذه الظاهرة على شيء فانّما تدل على عالمية رسالة الحسين % حيث انسجم معها من كل الاطياف من يعيش في ضميره هموم الإنسانية.

وأنا اعتبر ان هذه الملحمة مناورة عظيمة لاصطفاف حزب الله في مقابل حزب الشيطان قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً النساء76

نعم ان الاستكبار بأقماره وعملائه شنّ الحروب المسلحة على ايران كمحور المقاومة ثماني سنوات وعلى المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن وأفغانستان وغيرها من البلاد كي يخضعهم على الانسحاب عن مواقفهم العزيزة، فخسر في كلها وخزئ ولم يجن ما أراد، فيأس عن الحرب المسلحة، والوقوف والمقاومة امامها هي الجهاد الأصغر، فبدّل الاستكبار واياديه ميدان الحرب الى الحرب الناعمة، والمقاومة امامه هي الجهاد الأكبر وهو جهاد التبيين، والمسيرة الأربعينية من افضل معارك الجهاد الأكبر الذي يرغم انوف الظالمين ويرهبهم.

وانا بدورى المتواضع أودُّ ان اُبرز شكري وتقديري لجميع الطوائف والجموع التي بذلت وسعها لإخراج هذه المشاية بأروع ما يمكن، والحمد لله أصبحت مثيرا لأعجاب جميع المنصفين وغيظا وقلقا لجميع الكفار والمستكبرين.

اشكر أوّلاً صاحب الضيافة، العراق الحبيب بلد اهل البيت( حكومة وشعباً بجميع مؤسساتها واطيافها إذْ لم يقصّروا في الممكن من الخدمة، فشكر الله مساعيهم الجميلة.

اشكر ثانیاً الوفود المليونيّة التی زحفت الى كربلاء وهم مادة الأصلية في المسيرة الذین وفدوا من مختلف البلدان الإسلامية وغيرها، لا سيّما الشعبین الإيراني والعراقي الأوفياء اللذان يترنمان بقولهما: "إيران والعراق لا يمكن الفراق".

وكذا أصحاب المواكب والأهالي الذين لم يبخلوا بشيء من وسعهم في هذا السبيل وبذلوا قصارى جهدهم بأنفسهم واموالهم وفرغوا طاقاتهم ليل ونهار في سبيل خدمة زوار الحسين% بكل خضوع واكرام فغطّوا حاجات ضيوفهم وهم عشرات الملايين وهذا التوفيق معجزة من الله،كرامةً لصاحب المناسبة.

وكذلك قوات الأمن من الشرطة والحشد الشعبي والجيش وفصائل المقاومة حيث ترصدوا العدو الغاشم ولم يتركوا لهم منفذا للتسرب في صفوف المشاية ومساكنهم، فأمّنوا الأمان والراحة للمؤمنين وشرطة المرور والحدود حيث سهلوا الدخول الى العراق ونقل الزوار الى مواطن الزيارة، وكذلك المؤسسات الخدمية من البلديات والتي وفرت حاجات الموقف من الماء والكهرباء والوقود والنظافة وغيرها مما اليه الحاجة في تحسين المراسيم.

وفوق كل ذلك اشكر مراجعنا العظام ولا سيما السيدين العليين الآيتين السيستاني والخامنئيA، حيث قدّموا توجيهاتهم الحكيمة وحرّضوا المؤمنين وشجعوهم على الحضور الحاشد.

وأشکر الفضلاء الحوزويین المبلّغین الذين طعّموا المسيرة بالعلم والوعي وألهموهم المعنوية والعرفان.

كما علينا عرفان حق العتبات المقدسة في النجف و كربلاء بل الكاظمية والعسكرية صلوات الله وسلامه على ثاويها من ائمة الهدى حيث أحسنوا الاستقبال وأكملوا الإكرام لوفود الزائرين وتحملوا عناءاً شديداً لرفع العناء عن ضيوفهم؛ فأحسن الله لهم الأجر والثواب.

کما اشكر أصحاب الصحافة والإعلام حيث أعطوا المراسيم تغطية إعلامية فوسّعوا الفائدة في ساحات عالمية وسجلوها للتأريخ.

وأخيراً اشكر كل من بادر وساهم وشارك وسهّل وقدّم بأي طريق كان وتحت أي عنوان، ممن لم يذكر اسمه أو عنوانه فيما تقدّم، لكن عمله محفوظ عند الله عز وجل فجزاهم الله خير الجزاء وشفّع فيهم الإمام الحسين%.

نعم ان هذه المسيرة تمت بسلام وخير فلله الحمد ولكن اودّ ان اذكر جمعا من المؤمنين الذين قد ذهبت ارواحهم في حوادث السيارات المؤلمة او انجرحوا فنسأل الله لمن زهقت روحه الغفران والحشر مع الحسين% وللجرحى الشفاء العاجل كما نتقدم بالشکر و التقدیر إلي من أسعفهم من المؤسسات وأهالي تلك البلاد التي وقعت الاحداث فيها وواسوا ذوي القتلى والجرحى في مصيبتهم وساعدوهم في التجهيز والخدمة اللازمة وادوا اليهم حق الإخاء والضيافة، فشكر الله مساعيهم بفضله.

وكل الشكر والعرفان لله تبارك وتعالى حيث منّ علينا بأوليائه وأكرمنا بالإسلام والشريعة الغراء وهدانا سبل القرب اليه فله الحمد والمنّ بما يستحق ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ممثل آية الله العظمى الإمام السيد على الحسيني الخامنئي في العراق

السيد مجتبى الحسيني -النجف الاشرف

21 صفر المظفر 1445

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha