۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
«صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح

وكالة الحوزة - صرح «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح: كل متابع للتكامل و الرقي الذي تشهده هذه المسيرة المليونية يلحظ بكل يسر ٱفاقها المنتظرة، فالمشاركون فيها و الساهرون عليها يحملون في قلوبهم الإيمان العميق الحاسم بالظهور القريب لإمام عالمي رباني، يملأ الأرض عدلا و قسطا و ينهي كل ظلم و جور. فهي تتحول تدريجيا لتصبح الملتقى العالمي السنوي لبناء العالم الجديد، عالم الرحمة و المحبة و العدالة.

وكالة أنباء الحوزة - قال «صلاح الدين المصري» رئيس الرابطة التونسية للتسامح خلال مقابلة مع مراسلنا: اعتبر القرآن الكريم الوحدة بين ابناء الأمة الإسلامية والإنسانية، تجليا سياسيا واجتماعياً لعقيدة التوحيد، والتشتت والتناحر الداخلي مظهرا شيطانيا في الاجتماع الإنساني. " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" ورسالة الإسلام المحمدي الاصيل اختصرها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وٱله وسلم في مكارم الأخلاق " أن تعطي من منعك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك، " والمتقون حسب المواصفات القرآنية " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.." وكلها شروط ضرورية لحفظ وحدة المجتمع والأمة، وتأتي مسيرة الأربعين المليونية لتصبح من أعظم التجليات الروحية والإيمانية والسياسية والاجتماعية لعقيدة التوحيد ولمكارم الأخلاق ولواجب الوحدة.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: نشاهد تعتيمًا إعلاميا من قبل الإعلام الغربي والصهاينة لمسيرة الأربعين العظيمة. فما هي رسائل هذه المسيرة إلى أعداء الأمة الإسلامية؟ وهل يمكن أن يوحد العالم الإسلامي حول الإمام الحسين (عليه السلام) ضد الظالمين؟

بسم الله الرحمان الرحيم " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" " إن الذين ٱمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا "
يجدد عشاق الإمام الحسين الشهيد عليه السلام في كل عام موعدهم مع مسيرة الأربعين، حيث توافد هذه السنة 1445 هجري، 2023 ميلادي، جموع ضخمة من المحبين والعاشقين لهذا الإمام المجاهد والمظلوم والشهيد، وتؤكد الأرقام المعلنة من الدولة العراقية أن زوار كربلاء تجاوز عددهم عتبة العشرين مليون زائر وزائرة، ويمكن القول أن هذه المسيرة الحسينية العالمية قد تحولت تدريجيا إلى أعظم مسيرة وحطمت جميع الأرقام القياسية المعلنة من حيث ضخامة العدد المتواتر كل عام، و من حيث حجم التكافل الذي تجسده ومن حيث عدد المتطوعين المشاركين في خدمة زوار الحسين ومن حيث انها أطول مسيرة.
و من حيث عدد الدول التي يأتي منها السائرون نحو الحسين، كما أن المسيرة الحسينية تحمل أبعادا استثنائية دينية وعاطفية وسياسية تختص بها عن غيرها، وتحمل في روحها ذلك الانتماء العظيم إلى الإمام الحسين الشهيد عليه السلام باعتباره رمز البقاء والثبات والانتصار الكبير للإسلام المحمدي الاصيل، إننا نفهم التعتيم الإعلامي الغربي والامبريالي والصهيوني، لما تحتويه مسيرة الأربعين من رؤية عالمية جديدة وأصيلة قوامها مقاومة الظالمين والمفسدين والمعتدين على الإنسان وعلى الفطرة الإنسانية الإيمانية. إن جميع الظالمين ينظرون إلى هذه المسيرة الحسينية المليونية بصفتها تهديدا حقيقيا لوجودهم. فهي مظهر متجدد لوحدة المستضعفين من عشاق العدل والقسط ولقدرتهم على مواجهة جميع عوامل الإحباط واليأس.

و كل متابع للتكامل والرقي الذي تشهده هذه المسيرة المليونية يلحظ بكل يسر ٱفاقها المنتظرة، فالمشاركون فيها والساهرون عليها يحملون في قلوبهم الإيمان العميق الحاسم بالظهور القريب لإمام عالمي رباني، يملأ الأرض عدلا وقسطا وينهي كل ظلم وجور. فهي تتحول تدريجيا لتصبح الملتقى العالمي السنوي لبناء العالم الجديد، عالم الرحمة والمحبة والعدالة.

الحوزة: ما هي رسائل ودلالات المسيرة الأربعينية في مجال تحقيق الوحدة بين الشعوب الإسلامية ؟

اعتبر القرآن الكريم الوحدة بين ابناء الأمة الإسلامية والإنسانية، تجليا سياسيا واجتماعياً لعقيدة التوحيد، والتشتت والتناحر الداخلي مظهرا شيطانيا في الاجتماع الإنساني. " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" ورسالة الإسلام المحمدي الاصيل اختصرها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وٱله وسلم في مكارم الأخلاق " أن تعطي من منعك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك، " والمتقون حسب المواصفات القرآنية " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.." وكلها شروط ضرورية لحفظ وحدة المجتمع والأمة، وتأتي مسيرة الأربعين المليونية لتصبح من أعظم التجليات الروحية والإيمانية والسياسية والاجتماعية لعقيدة التوحيد ولمكارم الأخلاق ولواجب الوحدة.
فهي منجز في مستوى المعجزة الإنسانية الإيمانية وقد استطاع حب الحسين الشهيد عليه السلام أن يطلق ينابيع الخير العظيمة في قلوب الملايين من المؤمنين ويحررهم من أخطر عوامل التشتت والتناحر، ويثبت فيهم عوامل الوحدة والحب، فتشهد مسيرة الأربعين مظاهر الإيثار والعطاء والتضحية لأجل سلامة الآخرين وأمن الآخرين. وتذوب الأنانية والبخل والكسل، و تتوارى بعيدا جميع مظاهر العنصرية والعصبية، ولا يوجد اليوم مثال ينافس مسيرة الأربعين في التكافل والإطعام المجاني، و التطوع الذاتي لخدمة الآخرين، على طول عشرات الأميال يرسم عشاق الحسين لوحة المحبة والوحدة المعنوية الإيمانية.
إننا أمام مظهر للوحدة لم تشهد الإنسانية له مثيلا، وبقدر ما تثبت مسيرة الأربعين بهذه الخصائص الروحية الجهادية فإنها ستصبح أعظم صدمة إيجابية في التاريخ الإنساني المعاصر، وسنرى بفضلها ليس وحدة المسلمين والمستضعفين بل وحدة الإنسانية جميعاً وسنرى التحاق جميع الاحرار في العالم بركب الحسين الشهيد عليه السلام.

الحوزة: هل یمکن تشکیل الجیش الإسلامي لتحریر القدس وفلسطین من دنس الیهود بمحوریة الإمام الحسین علیه السلام وحبه؟

تجمع بين قضية الإمام الحسين الشهيد عليه السلام وقضية القدس وفلسطين عوامل كثيرة، في مقدمتها المظلومية والإيمانية، فهو الإمام المسلم المظلوم، و فلسطين هي أكبر قصة مظلومية للمسلمين والمستضعفين في عصرنا، وسارت فلسطين على خطى الإمام الحسين حيث تصنع ملحمة انتصار الدم على السيف والإيمان على الظلم رغم الاختلال الكبير في موازين القوى، إن كل فلسطيني يجد في الإمام الحسين الشهيد قدوته ورمزه المثالي، في الثبات والتضحية والصبر، ولعل أعظم قدوة يمكنه أن يجمع المسلمين في هذه المعركة العالمية ضد الصهيونية وحلفائها من قوى الاستكبار العالمي، إنما هو الإمام الحسين، وهنا يتوجب على عشاق الحسين الشهيد أن يبذلوا جميع جهودهم حتى يتجاوزا جميع الفتن الداخلية وسط الأمة الواحدة والتي أشعلها الظالمون،
و مسؤولية عشاق الحسين الشهيد أن يكون العفو وحسن التجاوز والتخفف من تفاصيل الماضي وحفظ المعنى الأصيل منه، و الربط العميق بين قضية الإمام الحسين وتحديات عصرنا، ولعل كلمة السيد القائد الخامنائي " ناتنياهو هو يزيد العصر " هي أحد أهم مظاهر الوحدة الإسلامية الجهادية ضد الصهيونية والاستكبار، حتى لا يتوهم أحد أن عاشوراء ضد فريق من الأمة الإسلامية، حيث تحاول بريطانيا وأمريكا ضمن حربها الناعمة ومحاولاتها في تزييف الوعي وتحريف البوصلة، أن تنحرف بالأمة الإسلامية كلها فتجعل قضية الإمام الحسين الشهيد عليه السلام متوقفة عند الماضي البعيد ولا صلة لها بالصراع المعاصر، إن مسؤولية العلماء والمثقفين المجاهدين وجميع عشاق الحسين الشهيد أن يبذلوا جميع جهودهم حتى يبقى سيد الشهداء إماما للأمة الاسلامية والمستضعفين، و سببا ربانيا لوحدتهم وقوتهم وانتصارهم.

الحوزة: کیف تقیم استلهام زوار الحسین من سيرة الإمام في مجال الکفاح ضد الظلم والحکومات الظالمة في العالم المعاصر؟

إن حغرافيا زوار الإمام الحسين الشهيد عليه السلام، هي حغرافيا المقاومة والانتصار، جغرافيا الشهداء والتضحيات والمواجهة المستمرة ضد الظالمين من الصهاينة والأمريكان إلى الإرهابيين التكفيريين والمستبدين المعتدين على حرية الإنسان وكرامته، وقد استطاع عشاق الحسين الشهيد عليه السلام أن يرتقوا مع مرور عقود المقاومة إلى مرتبة الأمل حقيقي عند ملايين المستضعفين من المسلمين والمسيحيين، وهذا الأمل يتوسع كل عام، مع تطور القدرات المعنوية والمادية لجبهة أنصار الحسين والإسلام المحمدي الأصيل.
إن نموذج العبد الصالح القائد المجاهد السيد علي الخامنائي، يأخذ اليوم المساحة الأكبر في ساحة المقاومة والانتصار الكبير ضد مخططات الاستكبار العالمي، و في بناء منظومة مقاومة وصمود وإمداد وذلك بشهادة العدو قبل الصديق.

الحوزة: ماهو رأيك وموقفك تجاه السلام والاستقرار الأمني في دولة العراق؟

في الختام يجب أن نتوجه بأصدق عبارات الشكر والامتنان إلى الشعب العراقي الذي يجسد أرقى الملاحم الإيمانية والأخلاقية والوجدانية والإنسانية. ورغم كل ما تعرض له الشعب من المٱسي والاحزان والويلات طيلة عقود وقرون من الظلم والجور وكل ذلك بسبب ولائه وارتباطه بالإمام الحسين الشهيد، فإن ينابيع المودة والمحبة والعطاء لم تجف ولم تتراجع ولم تتخلف، وهذه في حد ذاتها معجزة معنوية إيمانية.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha