۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
آیت الله علیرضا اعرافی

وكالة الحوزة - أصدر رئیس الحوزات العلمية في إيران بيانا يدعو أبناء الأمة الإسلامية للمشاركة في يوم القدس العالمي.

وكالة أنباء الحوزة - أصدر رئیس الحوزات العلمية في إيران آية الله علي رضا الأعرافي بيانا يدعو أبناء الأمة الإسلامية للمشاركة الواسعة في يوم القدس العالمي.

وفيما يلي نص بيان سماحته بهذه المناسبة:

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق الذي ليس بظلام للعبيد نحمده على حسن البلاء ونستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة ونتوكل عليه وكفى بالله وكيلا . وأفضل الصلوة علی النبي محمد الذي أرسله بالهدى ودين الحق واصطفاه لتبليغ رسالته وجعله رحمة منه على خلقه والسلام علی آله الطیبین وأصحابه المنتجبین الدعاة الى طاعة رب العالمین والعمل بسنة سید المرسلین الداعین إلی مقارعة المستكبرین وقتال الغاصبین.

أیها الأعزاء الإخوة والأخوات الكرام أبناء الأمة الإسلامية العظیمة

السلام علیكم ورحمة الله وبركاته؛

بداية أحیي جمیع الإخوة والأخوات ، العلماء الكرام ، المقاومین والمجاهدین وجمیع فصائل المقاومة باسمی وباسم الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية وباسم المؤتمر العالمي للقدس الشریف وأسأل الله الغفور الرحیم قبول صیامكم وعباداتكم في هذا الشهر الفضیل كما أسأله تعالی أن یرزقنا رؤية الأقصی محررا مرفوعة فوق قبته راية النصر للإسلام والمسلمین .

و أود أن أستهل حدیثي بآية من كلام الله العزیز التي توحي بالإطمئنان علی قلوب المؤمنین لتبشرهم بالنصر : وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سوره الأنفال الآیة 10) ؛ فیا إخوتي وأخواتي الكرام لا يهولنّكم ما ترون من قوة العدو الظاهرية لأن الأهم من ذلك إنهم على الضلال وإنكم على الحق فاصبروا وصابروا واجتمعوا واثبتوا وتناصروا واذكروا الله واصمدوا وجاهدوا محتسبين حتى یأتي النصر النهائي بإذن الله عزوجل .

أیها الأعزاء في العالم الإسلامي

كنا نتحدث في المؤتمرات السابقة عن تاریخ الصراع مع الصهاینة ثم نستذكر أمالنا حول تحریر قبلة المسلمین الاولی كما كنا نری مشاهد أحتلال القدس وأرض فلسطین الحبیبة تدنیس المسجد الأقصی وسفك دماء الأبناء المقاومین علی ید شرار الخلق في زماننا هذا ، حیث كان الأحتلال الصهیوني یتوعد كل من یقاوم ضده برد ساحق من نار وحدید لیخیف الجمیع كما أنه تزامنا مع جرائمه كان یروج لأسطورة الجیش الذي لایقهر وكذلك أن جیشه هو الجیش الذي یتحرك بسرعة ویدمر كل ما یشاء فكان یتعامل مع الجمیع من خلال قوة النار والقتل والتهدید بل وكان یهدد دولا بأكملها بالإحتلال والأكثر من ذلك كان یقوم بالعملیات الأرهابية واغتیال المقاومین في جمیع بلدان العالم وبلا ریب أن هذا كان إمتحان إلهي من أجل تمحیص الخبیث من الطیب كي یشاهد العالم المنخدع بأساطیر إضطهاد الیهود وخرافات الهولوكاست والوعد الإلهي بالأرض الموعودة أن تلك الدعایات لم تكن إلا قناعا یختفي خلفه الذئب الصهیوني المفترس المتعطش للدماء كي تتسنی له الفرصة لیظهر وجهه الحقیقي المتشكل من صهیونية ظالمة من مجموعة من الجناة والمعتدین الذین لایؤمنون بتعالیم دینیة ولا قیم أخلاقية ولا إنسانية .

و الیوم بعد كل هذه العقود المرة أصبحت الصورة الحقیقية تتضح أمام الرأي العام العالمي حیث بات جمیع أحرار العالم یرفعون أصواتهم بالدفاع عن فلسطین واهله فبدأ الصهاینة یشعرون بأنهم منبوذین في الساحة الدولية وفي الواقع لم یكن من الممكن تحقق هذا الإنجاز العظیم إلا ببركة مقاومة الشعب الفلسطیني من البحر إلی النهر ولاسیما ببركة دماء الشهداء الطاهرة . وإننا في كل عام وفي ذكری یوم القدس العالمي الذي أعلن عنه الإمام الخمینی (ره) نحیّی إخوتنا وأهلنا من النساء ، الرجال والأطفال والمرابطین في أرض فلسطین ونترحم علی أرواح جمیع الشهداء الذین ضحوا بدمائهم فی سبیل الدفاع عن الأقصی المبارك .

إخوتی وأخواتی وأبنائي من المؤسف أننا كنا نری بأن هذا الإجرام كان یحدث مقابل أنظار العالم بدعم من الغرب والأكثر مؤسف أننا شاهدنا خلال بضع سنوات ماضية تواطيء بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو الصهیوني وممارسة التطبیع وفتح السفارات وتبادل السفراء والأعظم من ذلك أننا رأینا بعض هذه الدول والأنظمة تمارس التطبیع بحجة زائفة وهي الإستفادة من قدرات الصهاینة من أجل الحفاظ علی وحدة ترابها وهذا هو المضحك المبكي!! فیا أخي المسلم عندما لم تستطع الأنظمة العسكرية والدفاعية الصهیونية أن تدافع عن نفسها مقابل المقاومین في فلسطین كیف یمكن لها أن تحفظكم مقابل أعدائكم؟!! مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .

و كنا نذكر بعض هؤلاء المسلمین والعرب علی أن هذه الخیانة ستفضي إلی الندم والیوم بعد أن إنجلت الغبرة واتضحت الصورة وأصبح وعد الله في نصرة المظلومین أقرب من أي وقت مضی نخاطب الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ {و كانوا} يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَی مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ أن یا أخوتنا إننا الیوم وبكل وضوح نشاهد تغییر المعادلات حول فلسطین حیث أصبحت قوی محور المقاومة أقوی من كل وقت مضی وأصبح الصهاینة أضعف من السابق وبالكاد قد تتجلي كلمة ولی زمن الهزائم وأتی زمن الإنتصارات قریبا حیث أن بوادر إنتصارات المقاومة التي ستعید كرامة الأمة باتت واضحة ، فنقول لكم یا إخوتنا إغلقوا ملفات التطبیع العلني والخفي وإغلقوا سفارات العدو الصهیوني وعودوا إلی أحضان الأمة الإسلامية واطلبوا المساعدة من إخوانكم العرب والمسلمین وضعوا خلافاتكم جانبا واسعوا إلی حل مشاكلكم من خلال التفاوض مع إخوانكم العرب والمسلمین أو من خلال المنظمات الإسلامية وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ.

ألیوم وبعد كل هذه الإنتصارات والتغییرات الإستراتیجیة بدأنا نشاهد بكل وضوح الإنقسام الداخلي الكبیر الذي یتوسع داخل الكیان الصهیوني وهذا ایضا من بركات محور المقاومة ودماء الشهداء الأبرار فإن مشاهد المظاهرات في تل أبیب والإنقسامات وعدم توافق الصهاینة علی إنشاء حكومتهم یستحضر في أذهاننا قول الله عزوجل بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ فوصل بهم مجال الإنقسام حتی قام بعضهم باستحداث قوة عسكرية مستقلة عن الجیش والشرطة داخل الكیان الصهیوني فیا إخوتي الكرام إن لم یكن هذا مؤشر علی السقوط القریب لهذا الكیان اللقیط والموقت فما هو؟!

و الاعتی من ذلك أن الكیان المحتل حاول تصدیر أزماته الداخلية وإحتوائها متبعا المنهج الذي إستعمله في ثمانینیات القرن الماضي فقام بعملیات قصف جبانة علی أهداف داخل سوریا أدت إلی إستشهاد بعض المقاومین ثم قام بتدنیس الحرم الإبراهیمي المطهر والإعتداء علی المصلین في الأقصی محاولا لملمة شمله داخل كیانه ولكن رد المقاومة جعله یفشل مرة أخری وهو الیوم یقف متحیرا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ .

إخوتي الكرام أود أن أؤكد مرة أخری بأننا منذ إنتصار الثورة الإسلامية ، قیادة وحكومة وشعبا ننادي بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني إتباعا للمبادیء ولمعتقداتنا ولفقهنا الإسلامي ونؤكد أنه بعد فشل كل المحاولات الدولية والعربية والإسلامية وغیرها لم یبق حل سلیم وعادل لهذه القضية یضمن حقوق جمیع أبناء الشعب الفلسطیني إلا خط الجهاد والمقاومة الذي تسنده مبادیء العقل والفطرة.

لذلك نذكر اهم النقاط التي نعتبرها مصیرية في مساعدة الشعب الفلسطیني المظلوم من أجل الحصول علی حقوقه :

  1. نؤكد ونكرر مطالبتنا جمیع الدول العربية والأمة الإسلامية وأحرار العالم علی قطع جمیع العلاقات الإقتصادية والتجارية والثقافية مع الكیان الإسرائیلي كما نطالبهم بحظر منتجاته؛
  2. نطالب جمیع إخوتنا في العالم العربي والإسلامي بقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق السفارات الإسرائیلیة؛
  3. نكرر مطالبتنا من جمیع إخوتنا المسلمین والعرب وغیرهم علی إستخدام طاقاتهم الدولية وعلاقاتهم الخارجية لمكافحة الكیان الإسرائیلي؛
  4. ندعوا جمیع إخوتنا المسلمین والعرب بالتخلي عن خزی التطبیع والعودة إلی حضن الأمة الإسلامية المقاومة؛
  5. ندعوا جمیع إخوتنا في العالم الإسلامي والعربي لتوفیر الدعم المالي والإقتصادي للمقاومة والشعب الفلسطیني من أجل تحریر الأقصی المبارك؛
  6. نطالب الجمیع بترك جمیع أنواع المفاوضات الخفية والمعلنة مع الكیان الإسرائیلي؛
  7. نطالب إخوتنا في العالم الإسلامي والعربی كما نطلب من أصدقائنا في العالم الحر باستخدام جمیع الطاقات الدبلوماسية للضغط علی الأمم المتحدة من أجل رفض دعم الكیان الصهیوني المحتل؛
  8. ندعوا جمیع الإخوة والأخوات بوضع جمیع أنواع الخلافات الطائفية والمذهبية والسیاسية وغیرها جانبا والتركیز علی الكفاح ضد إسرائیل هذه الغدة السرطانية في المنطقة؛
  9. نطالب مرة أخری بالإعلان الرسمي عن یوم القدس كـ یوم عالمي اسلامي في العالم؛
  10. ندعوا الإخوة إلی ممارسة أعلی درجات الوعي للحیلولة دون الوقوع في مغبة الفتن التي یحیكها الصهاینة للتفرقة بین المسلمین؛

إخوتی الأعزاء وأخواتي الكریمات إن الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية من خلال إتباع التعالیم الإسلامية في القرآن الكریم والسنة النبوية الشریفة وإتباعا لمرجعیاتها الدینية لاسیما سماحة السید القائد الإمام الخامنئي دام ظله تؤمن بأن وحدة العالم الإسلامي من شأنها أن تلعب دورا مصیریا وهاما في دعم الشعب الفلسطیني وتحریر القبلة الاولی لذلك نطلب من جمیع أبناء الأمة الإسلامية العمل بما یلی :

أولا : نكرر مطالبتنا من جمیع إخواننا وأخواتنا بتعزیز الوحدة الإسلامية؛

ثانیا : نكرر مطالبتنا من جمیع إخواننا العرب والمسلمین حول نبذ الخلافات ونبذ التفرقة؛

ثالثا : نؤكد مرة أخری علی رفض أنواع العصبية والعنف والتطرف؛

رابعا : نحذر من مؤامرات الأعداء الرامية إلی بث الفرقة بین المسلمین؛

خامسا : نكرر مطالبتنا من جمیع البلدان الإسلامية لتوخي الحذر من مؤامرة الفتنة الخلاقة التي یسعی وراءها الصهاینة؛

سادسا : نحث علی العمل من أجل إحیاء الهوية الإسلامية المشتركة والعودة للقیم الإسلامية؛

سابعا : نؤكد بأن القدس هي عاصمة فلسطین وأن المسجد الأقصی هو قبلتنا الاولی ونؤمن بأنها قریبا ستعود لأحضان الأمة الإسلامية؛

و في الختام مرة أخری نطالب جمیع إخواننا في العالم الإسلامي والعربي بالتعبیر عن رفضها للمارسات الصهاینة من خلال المشاركة في مسیرات یوم القدس العالمي كما نطالب جمیع الدول بتوفیر الأرضية اللازمة لذلك.

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ

علي رضا الأعرافي

رئیس الحوزات العلمية- قم المقدسة

و رئیس المؤتمر العالمي لیوم القدس

رمضان المبارك 1444

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha