قال السيد طاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مصر خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الحوزة: المقاومه تتصرف من أسس وثوابت ومنطلقات ومفاهيم إسلامية؛ لذلك لا تتغير ولا تتبدل، فتظل راسخة أكثر من الجبال، وتتعامل مع المتغيرات والمنطلقات الأخري المتشابهة والمتعارضة من منطلق قول الإمام علي (عيه السلام): "الناس صنفان إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". ومن هذا العنوان الكبير نجده مدخلا لكى نعظم المشتركات، ونهمل المختلفات أو تضعها في أقل حجم ممكن؛ فلذلك الناصريون يحبوننا، ونحن نضع الأمور في نصابها، ولا نعطيها أكبر من حجمها؛ فلذلك المقاومة تمد يدها لكل المختلفين طلبا للقوة والوفاق، وعملا بالقرآن العظيم والسيرة النبوية المطهرة.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: ما هو تأثير خطاب المقاومة للشهيد قاسم سليماني في الشرق الأوسط؟
في البداية هناك أسس وقواعد إيمانية أخلاقية ثابتة في الإسلام المحمدي الأصيل ينطلق منها أتباع أهل البيت عليهم السلام تجلت في هذه الشخصية الفريدة القائد المخلص أحد أولياء الله وجنوده الحاج قاسم سليماني- (رضوان الله تعالى عليه)- ظهرت في إيمانه القوي، وفهمه العميق للقضية الإسلامية أوصله لفهم المراد من الشريعة الإسلامية، وهي المقاومة ضد كل مستكبر متجبر باغ؛ فكان من الطبيعي أن يكون عنده خطاب المقاومة مختلفا، وأن يكون فيه مزيج من المظلومية الإنسانية بتفسير وحل إسلامي.
فلذلك كان تاثيره ليس على رجال المقاومة فقط، وإنما على المسلمين عامة. كذلك وكل بصورته وفهمه لهذه الشخصية التي انطلقت من مبدأ إنساني كامل وشامل، وهي القاعدة التي أسسها الإمام علي عليه السلام في وصيته لعامله على مصر مالك الأشتر عندما أوصاه، وقال له: (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
الحوزة: ما هو موقع المقاومة في فكر وعمل الإمام الخميني وقائد الثورة ودور الفكر المقاوم في العلوم الأخري؟
الإمام الخميني- (رضوان الله تعالى عليه)- مفجر الثورة الإسلامية المباركة بإيران من عمق إيمانه بالله والاستنباط من الدستور الإلهي- (القرآن الكريم)- والذوبان في نهج أهل البيت عليهم السلام معرفة وتطبيقا ..وكان شعاره مقاومة الظلم والذي يعد أساسا من أسس الإيمان بالله؛ ولذلك جاهد واستمر في جهاده من أجل القضية الفلسطينية، ومقاومة كل جبار طاغية على وجه الأرض، وهذا بالأساس هو القضية الحسينية ؛ ولا ننسى قول الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) "كل ما لدينا من كربلاء" ومن تلاميذه الحاج قاسم سليماني.
وأي قضية بهذا الحجم لابد لها من مفكرين وفلاسفة ومخلصين، فكان منهم أتباع الإمام الخميني، ومن صار علي دربه، هؤلاء قوم آمنوا بالله تعالى حق إيمان وبيقين وبفكر وبفهم ووعي وإدراك. فلن يتمكن مقاوم من الاستمرار في قضيته ما لم يكن يؤمن بها حق إيمان.
لقد من الله تعالى على هذه الأمة بقيادة حكيمة واعية مدركة لكل أبعاد الأمور الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أعنى: قائد الثورة المباركة الإمام السيد الخامنئي- (دام ظله الشريف)- امتدادا واقتداء بأبائه أهل البيت الكرام، وخاصة جده الإمام الحسين عليهم الصلاة والسلام أجمعين، فعلم كيف يضمد جروح الأمة الإسلامية ويرفع من شأنها وقدراتها، ويدافع عنها مستعينا بصفوة خلق الله على الأرض في هذا الزمان، رافعين راية الإسلام المحمدي في كل الأمصار بإنسانيتها وصفائها ومقاومتها، وقوتها التي فاقت في عصره أكبر القوى على وجه الأرض داعما بها كل المستضعفين في أرض الله.
الحوزة: ما هي حيلة العدو لكسر مقاومة الأمم والحكومات؟
هذه من اخطر الحروب الصامتة في كثير من المواقف، والعلنية منها قليل، وأخطرها محاولات التطبيع، والتي استشرفت لها بعض الدول العربية ومنها أيضا بيع السلاح، والفتنة بين الدول والحكومات لإشعال نار الحرب بينهم، وعمل قواعد عسكرية في بعض الدول. وكل هذا على حساب الشعوب العربية لإضعافهم، والتلاعب بمقدراتهم وفقرهم، وجعلهم دائما في فقر واحتياج لهدف هدم الشخصية المقاومة بنشر الجهل والضعف والوهن، وتقليلا من شأن المستضعفين، والاستقواء عليهم بالأمور المادية وذلك لكي تضعف عند الشعوب فكرة المقاومة في نفوسهم.
وكل هذا لا طائل منه؛ وذلك لوجود القوة الدينية والعلمية والسياسية والثقافية والفكرية التي تتوج بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشعوب على مستوى العالم، وكل هذا ببركات وتوجيهات الإمام السيد الخامنئي- (حفظه الله تعالى ورعاه وايده).
الحوزة: ما هي طريقة استخدام الدبلوماسية السياسية للمقاومة وشرح أفكار مقاومة الشهيد قاسم سليماني في الدبلوماسية والعلاقات الدولية؟
هذا يكون بشرح الإسلام المحمدي الأصيل، والثورة الحسينية، والموقف الفاطمي من أعداء الدين وشرح خط أهل البيت، وتنوع الأدوار مع تنوع الخطط الشيطانية للأعداء، كما شاهدناه في سوريا والعراق، وكانت هذه هي دبلوماسيته في الوصول بتقليل المتضادات للوصول للهدف.
الحوزة: ما هي العلاقة بين الطبيعة الفوضوية للعالم وجبهة المقاومة وتوازن القوي في الشرق الأوسط، وما هو تحليلكم لليونة البطولية في استراتيجية المقاومة الإسلامية؟
المقاومه تتصرف من أسس وثوابت ومنطلقات ومفاهيم إسلامية؛ لذلك لا تتغير ولا تتبدل، فتظل راسخة أكثر من الجبال، وتتعامل مع المتغيرات والمنطلقات الأخري المتشابهة والمتعارضة من منطلق قول الإمام علي (عيه السلام): "الناس صنفان إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". ومن هذا العنوان الكبير نجده مدخلا لكى نعظم المشتركات، ونهمل المختلفات أو تضعها في أقل حجم ممكن؛ فلذلك الناصريون يحبوننا، ونحن نضع الأمور في نصابها، ولا نعطيها أكبر من حجمها؛ فلذلك المقاومة تمد يدها لكل المختلفين طلبا للقوة والوفاق، وعملا بالقرآن العظيم والسيرة النبوية المطهرة.