۳۱ فروردین ۱۴۰۳ |۱۰ شوال ۱۴۴۵ | Apr 19, 2024
الإمام الخامنئي لدى لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وكالة الحوزة - طالب الإمام الخامنئي بـ«طرد الأمريكيّين من منطقة شرقي الفرات الخصبة والغنيّة بالنّفط».

وكالة أنباء الحوزة - التقى الرّئيس الرّوسي، فلاديمير بوتين، والوفد المرافق، بقائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي. خلال اللقاء، أكّد قائد الثورة الإسلاميّة «الارتقاء بمجالات التعاون إلى ذروتها»، وتحدّث عن أن «الناتو كيان خطير يسعى وراء الحرب عند توفّر الذريعة لذلك، ولا يعرف أيّ حدود في هذا الصّدد». وأشار الإمام الخامنئي إلى عدم شعور الجمهوريّة الإسلاميّة بالسعادة حيال الحرب «التي هي مقولة قاسية يعاني منها الناس العاديّون»، وطالب سماحته أيضاً بـ«طرد الأمريكيّين من منطقة شرقي الفرات الخصبة والغنيّة بالنّفط».

دعا قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، خلال لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والوفد المرافق له، إلى «تفعيل التفاهمات والعقود بين البلدين»، وإلى «اليقظة من سياسات الغرب الخادعة»، قائلاً إن «التعاون الطويل الأمد بين إيران وروسيا هو لمصلحة كلا البلدين بشدة».
وأكد الإمام الخامنئي أن «الأحداث العالمية تُظهر حاجة إيران وروسيا إلى تعاون متبادل متزايد باستمرار»، مضيفاً: «ثمة عدد من التفاهمات والعقود بين البلدين، ومن جملتها قطاع النفط والغاز، وتجب متابعتها وتنفيذها حتى النهاية». كما رأى أن التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا خاصة في أعقاب الحظر الغربي «ضروري وفي مصلحة كِلا البلدين».
بشأن الأحداث في أوكرانيا، قال سماحته: «الحرب مقولة قاسية وصعبة، والجمهورية الإسلامية ليست سعيدة إطلاقاً بأن الناس العاديين يعانون منها، ولكن في قضية أوكرانيا، لو لم تأخذوا زمام المبادرة بيدكم، لكان الطرف الآخر سوف يتسبب في وقوع الحرب بنفسه».
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن «الغربيين يعارضون تماماً روسيا القوية والمستقلة»، واصفاً «الناتو» بأنه «كيان خطير». وقال: «إذا كان الطريق مفتوحاً أمام "الناتو"، فهو لا يعرف حدوداً، وإذا لم يوقَفْ في أوكرانيا، فكان سيبدأ هذه الحرب نفسها في وقت لاحق بذريعة [شبه جزيرة] القرم». واستدرك سماحته: «أمريكا والغرب اليوم صارا أضعف من ذي قبل، ورغم الجهد والتكلفة الكبيرين، فإن فوز سياساتهما في منطقتنا، بما في ذلك في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، قد تضاءل كثيراً».
من جهة أخرى، رأى الإمام الخامنئي أن «المسألة السورية بالغة الأهمية»، مؤكداً موقف الجمهورية الإسلامية الرافض للهجوم العسكري على هذا البلد وضرورة التصدي له، وقال إن هناك «قضية أخرى مهمة في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط شرقي الفرات من الأمريكيين، إذْ يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة».
بعدما استقبح سماحته «تدخّلات الكيان الصّهيوني في قضايا المنطقة»، وصف المواقف الأخيرة للرّئيس الرّوسي ضدّ الصّهاينة بأنّها «تستحقّ الثناء والإشادة». وفي ملف ثانٍ، قال إن «الجمهوريّة الإسلاميّة لن تتحمّل إطلاقاً السياسات والمشاريع المؤدّية إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا».
في سياق العلاقة الثنائية، رأى قائد الثورة الإسلاميّة أنّ «مجالات التعاون الطويلة الأمد بين إيران وروسيا تخدم بشدّة وعُمق مصالح البلدين»، ثمّ توجّه إلى الرئيس بوتين قائلاً: «جنابكم ورئيس جمهوريّتنا كلاكما من أهل المبادرة والمتابعة، ولذلك لا بدّ أن ترتقي مجالات التعاون بين البلدين خلال هذه المرحلة إلى ذروتها». كما أيّد سماحته كلام الرئيس الروسي بشأن إطلاق سكّة الحديد بين رشت وآستارا، مبيناً أنّ هذا العمل «سيُكمل خط الشحن والنقل بين الشّمال والجنوب، وسيخدم مصلحة البلدين».
في الوقت نفسه، قال الإمام الخامنئي إنّ «الفطنة حيال خداع الغرب أمرٌ ضروريّ»، وأردف: «الأمريكيّون متغطرسون ومخادعون أيضاً، وواحد من عناصر انهيار الاتحاد السوفييتي السابق كان الانخداع بالسياسات الأمريكيّة... لقد صانت روسيا خلال حكمكم استقلالها». وأيّد سماحته «سياسة الاستبدال واستخدام العملة الوطنيّة في العلاقات بين البلدين واستخدام العملات الأخرى بدلاً من الدولار»، وأضاف: «لا بدّ من إخراج الدولار (الأمريكي) تدريجيّاً من مسار التعاملات العالميّة، وهذا الأمر ممكن تدريجيّاً»

في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس جمهوريّة إيران الإسلامية، السيد إبراهيم رئيسي، تحدث بوتين عن الأحداث في أوكرانيا قائلاً: «لا أحد يؤيد الحرب، وخسارة أرواح الناس العاديين مأساة كبيرة، لكن سلوك الغرب لم يجعل أمامنا سوى خيار الرد». وعدّد الرئيس الروسي عوامل الخلافات بين روسيا وأوكرانيا وجذورها، ولا سيما «الأعمال الاستفزازية للغرب وأمريكا في السنوات الأخيرة»، بما في ذلك الانقلاب في أوكرانيا، وسياسة التوسع لـ«الناتو» رغم التزاماتهم السابقة تجنّبَ أي تقدم تجاه روسيا. واستدرك: «قالت بعض الدول الأوروبية إننا ضد عضوية أوكرانيا في "الناتو" لكننا وافقنا على ذلك إثر الضغط الأمريكي، وهذا يدل على فقدان سيادتها واستقلالها».
ولفت الرئيس بوتين إلى أن اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني «مثال آخر على شرور الأمريكيين»، مشيراً في جزء من كلامه إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بالقول: «هذه العقوبات تضر بالغرب، ما أدى إلى بروز تلك المشكلات مثل ارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية». كذلك، لفت إلى إساءة استخدام الولايات المتحدة أداة الدولار لحظر الدول الأخرى ونهبها، ورأى أن هذا العمل «يضر بهم ويضعف الثقة العالمية بهذه العملة، ويدفع بالدول نحو استخدام العملات البديلة». وقال: «روسيا وإيران تعملان على إيجاد طرق جديدة لاستخدام العملات الوطنية في التعاملات بينهما».
بينما شدّد الرئيس الروسي على مواقف قائد الثورة بشأن منطقة القوقاز، رأى أن مواقف البلدين من الملف السوري بما في ذلك معارضة الهجوم العسكري على شمالي هذا البلد «متطابقة بالكامل»، مضيفاً: «يجب أن تكون منطقة شرق الفرات تحت سيطرة القوات العسكرية السورية».
في النهاية، وصف بوتين التعاون بين البلدين بأنه يتقدم في القطاعات والمشاريع كافة، وقال: «إيران وروسيا تحاربان بصورة مشتركة الإرهاب في سوريا، وأيضاً في المجال العسكري نسعى لتطوير التعاون، وكذلك تعزيز التعاون والمناورات الثلاثية مع الصين».

ارسال التعليق

You are replying to: .