۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
الأوّل من ذي الحجّة زواج النور من النور

وكالة الحوزة - تمرُّ علينا في اليوم الأوّل من شهر ذي الحجّة الحرام، ذكرى عطرةٌ حدثت في السنة الثانية من الهجرة النبويّة الشريفة، ألا وهي الزواجُ المُبارك للإمام علي من فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وسُمّي بزواج النورَيْن.

وكالة أنباء الحوزة - وهذا الزواج المبارك اكتسَبَ ميزةً خاصّة وهي الجمع بين النبوّة والإمامة، حيث أنّ السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) هي التي جمعت بين نور النبوّة ونور الإمامة، أي أنّها المرأة الوحيدة التي لها المكانةُ الأُولى في قلب النبيّ(صلّى الله عليه وآله) ولا يدانيها أحدٌ في ذلك، لا لأنّها ابنتُهُ فحسب بل لأنّها سيّدة نساء العالمين والعلّة الغائيّة للوجود، وهي التي أزهرت السماوات والأرض بنورها الذي هو من نور عظمة الله تعالى، فلا كُفؤَ لها من الرجال من آدم فما دون إلّا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فزوّجها الله تعالى في السماوات وقال لرسوله(صلّى الله عليه وآله): إنّي زوّجتُ النورَ من النور.. وأمَرَه بتزويجها (عليها السلام) فصارت بذلك تحمل نور النبوّة ونور الإمامة.
وأيضاً لكون أنّ السيّدة فاطمة الزهراء(صلوات الله عليها) معصومة، فلا تتزوّج إلّا المعصوم الذي يكون كفؤاً لها، وهذا ما اختصّ به أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) دون غيره، فالمعصومة لا يتزوّجُها إلّا معصومٌ لأنّ الرجال قوّامون على النساء، ولكن يجوز للمعصوم أن يتزوّج غير المعصومة.
وجاء في الحديث المرويّ في كشفِ الغمّة، أنّه قد تقدّم إلى خطبة الزهراء(عليها السلام) الكثيرُ من الصحابةِ، لكنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله) ردّهم، وعندما تقدّم أميرُ المؤمنين الإمامُ علي(سلام الله عليه) تهلّل وجهُه وفرح فرحاً شديداً، وقال: لا كفؤ لفاطمة غير علي.
وبمهرٍ قليلٍ جدّاً، ووليمةِ عرسٍ متواضعة، وبأمرٍ من الله سبحانه، تمّ زواجُ النور من النور، وضمَّ بيتُ الزوجيّة البسيط فاطمة الزهراء إلى عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، ليكون مركز الإشعاع الذي ينيرُ من العطاء الإلهيّ ليملأ الأكوان بنور الإسلام والقرآن، بعد أن اكتمل الدينُ على يدِ رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وتمّت النعمة على المسلمين ورَضِي المولى سبحانه وتعالى الإسلامَ ديناً للعالمين.
فعن خباب بن الأرت: أنّ الله تعالى أوحى إلى جبرائيل: زوّج النور من النور، وكان الوليّ الله، والخاطب جبرائيل، والمنادي ميكائيل، والداعي إسرافيل، والناثر عزرائيل، والشهود ملائكة السماوات والأرضين، ثمّ أوحى إلى شجرة طوبى أن انْثُري ما عليك، فنثرت الدرّ الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر واللؤلؤ.
ولمّا كانت ليلةُ الزفاف أتى النبيّ ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها والنبيّ(صلّى الله عليه وآله) يسوقها، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبيّ(صلّى الله عليه وآله) جَلَبةً (صوت) فإذا هو جبرائيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً، فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله): ما أهبَطَكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزفّ فاطمة إلى علي بن أبي طالب، فكبّر جبرائيل، وكبّر ميكائيل، وكبّرت الملائكة، وكبّر محمد(صلّى الله عليه وآله)، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
وكانت ثمرة هذا الزواج الإلهيّ المبارك خمسة أولادٍ، هم الإمامان المعصومان الحسن المجتبى وسيّد الشهداء أبو عبدالله الحسين(عليهما السلام)، وبنتان هما عقيلة بني هاشم زينب الكبرى وأمّ كلثوم(عليهما السلام)، وقد ولدوا في حياة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بمُدّةِ تسع سنوات، وآخر أولادهما المُحسِن(عليه السلام) الذي استُشهِدَ جنيناً.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha