وكالة أنباء الحوزة - قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين "داود شهاب" خلال مقابلة مع مراسلنا: في كل عام تسعى الجمهورية الإسلامية وبتوجيهات من سماحة قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي حفظه الله، تسعى إلى تطوير آليات وبرامج إحياء مناسبة يوم القدس العالمي، حتى لا تأخذ المناسبة شكلاً تقليدياً، وتتحول إلى مجرد مراسيم موسمية؛ ولذلك تهتم الجمهورية الإسلامية بتحويل طاقة المسلمين إلى مبادرات وأجندات عمل وخطط لحماية المدينة المقدسة. فعلى سبيل المثال تنشط مختلف مؤسسات الدولة في الجمهورية الإسلامية على اختلال اختصاصاتها في تحشيد الطاقات لخدمة مشروع تحرير القدس، فهناك برامج تتعلق بدعم صمود الشعب الفلسطيني وأخرى تهتم بعوائل الشهداء والأسرى والجرحى، وهناك برامج مكثفة تتعلق بالمقاومة وتطويرها وتعزيز قدراتها وهذا الجانب برع فيه الفريق الشهيد قاسم سليماني رحمه الله، وعلى دربه يسير المجاهدون في قوة القدس الخاصة في الحرس الثوري.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: لماذا ينبغي على الدول الإسلامية ان تضع خلافاتها جانباً في يوم القدس العالمي وان تتحد في وجه العدو؟
القدس ليست قضية وطنية فحسب، بل هي قضية إسلامية وهي من أكثر البقاع قداسة في عقيدة المسلمين. القدس جزء من هوية الأمة الإسلامية، وجزء من القرآن الكريم، ولقد انطلق الإمام الخميني رحمه الله في دعوته ليوم القدس من فهمه وعلمه الواسع لمكانة القدس في عقيدة المسلمين، ولذلك جعل الإمام الخميني يوم القدس في شهر رمضان المبارك، وفي الخواتيم المباركة من شهر رمضان وفي يوم الجمعة الأخير منها، وهذا يدلل على صدقه وعمق علمه واستنباطاته.
الإمام الخميني رحمه الله أراد أن يعيد إحياء عوامل الوحدة بين المسلمين الذين يتوحدون في الشعائر التعبدية خلال شهر رمضان المبارك، ويوم القدس هو قاسم مشترك بين الوحدة التعبدية والوحدة السياسية للمسلمين، ومظهر الوحدة الإسلامية من أشد المظاهر التي تغيظ أعداء الأمة وتشكل هاجس رعب لعروش الطواغيت والظالمين في هذا العالم.
الحوزة: ما هو رأيكم عن كيفية زيادة تأثير يوم القدس العالمي والاجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد في ظل توترات الأخيرة في مسجدالأقصى؟
في كل عام تسعى الجمهورية الإسلامية وبتوجيهات من سماحة قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي حفظه الله، تسعى إلى تطوير آليات وبرامج إحياء مناسبة يوم القدس العالمي، حتى لا تأخذ المناسبة شكلاً تقليدياً، وتتحول إلى مجرد مراسيم موسمية؛ ولذلك تهتم الجمهورية الإسلامية بتحويل طاقة المسلمين إلى مبادرات وأجندات عمل وخطط لحماية المدينة المقدسة.
فعلى سبيل المثال تنشط مختلف مؤسسات الدولة في الجمهورية الإسلامية على اختلال اختصاصاتها في تحشيد الطاقات لخدمة مشروع تحرير القدس، فهناك برامج تتعلق بدعم صمود الشعب الفلسطيني وأخرى تهتم بعوائل الشهداء والأسرى والجرحى، وهناك برامج مكثفة تتعلق بالمقاومة وتطويرها وتعزيز قدراتها وهذا الجانب برع فيه الفريق الشهيد قاسم سليماني رحمه الله، وعلى دربه يسير المجاهدون في قوة القدس الخاصة في الحرس الثوري. بالإضافة إلى ذلك تنشط وسائل الإعلام الإسلامية في التعبئة العامة وغرس مكانة وفضل القدس في عقول الأجيال الصاعدة، إلى جانب ذلك تأتي برامج الحشد الجماهيري والمسيرات الشعبية في كل بلدان العالم الإسلامي؛ لتظهر التفاف المسلمين حول قضيتهم الأولى، وتعيد تذكيرهم بما عليهم من واجبات وتكاليف من أجل حمايتها والدفاع عنها والعمل على تحريرها.
الحوزة: ما هو الهدف الرئيسي من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وهل يقتصر فحسب على تطبيع العلاقات مع دول المنطقة ؟
التطبيع يمثل تحالف الشيطان والشر في هذا العالم الذي يضج بالفساد والمفسدين، وما يهدف إليه التطبيع هو حماية رؤوس الشر والفساد في العالم من خلال تحالفهم. أعضاء هذا التحالف الشيطاني يحاول بعضهم إنقاذ البعض الآخر، فعلى سبيل المثال دول الخليج وتركيا التي تتحالف مع الكيان الصهيوني تستنجد بالكيان لحمايتها اقتصادياً وسياسياً، والكيان يمارس الخداع مع هذه الدول؛ ليوهمها بقدرته على حمايتها، لكنه في ذات الوقت بحاجة إليها لتمرير مخططاته الإرهابية التي تستهدف الفلسطينيين أولاً، وتستهدف بسط سيطرته ونفوذه في المنطقة وتهديد وحدتها والتجسس على كل دولها والسيطرة على المنافذ والطرق الاستراتيجية فيها بهدف خنقها.
هذا هو الهدف الحقيقي للتطبيع، فالأمر ليس مجرد علاقات دبلوماسية، التطبيع حلقة من حلقات التآمر على أمتنا ومنع نهضتها وإبقائها رهينة للغرب ورهينة لمراكز السيطرة والإفساد التي تسعى للسيطرة على العالم. ما دام التطبيع قائماً فإن ذلك يمثل واحداً من أشد العوائق أمام وحدة الأمة الإسلامية وسيكون بمثابة أكبر العقبات أمام تحقيق النهضة الشاملة فيها، ولذلك واجب على شعوب الأمة مجابهة التطبيع ومحاربته والتمرد على المطبعين والثورة عليهم.
الحوزة: على ماذا يؤكد مناسبة يوم القدس العالمي يوم جماهيري على مستوى العالم العربي والإسلامي؟
يوم القدس العالمي هو يوم يتمايز فيه الحق عن الباطل، وهو يوم يغيظ أعداء الأمة وأذناب أعدائها؛ ولذلك كلما زادت حشود المسلمين المشاركة في هذا اليوم، فإن ذلك يمثل صفعة في وجوه الظالمين والمتآمرين.
يوم القدس هو يوم المستضعفين ويوم المجاهدين ويوم المؤمنين بوعد الله تعالى، وعلى كل الشعوب الحية التي تبحث عن الحرية والمستقبل أن تنخرط في جبهة المقاومة التي تتمايز في يوم القدس. لقد آن الأوان لأن تغادر شعوب الأمة دائرة التردد والحيرة التي وقع البعض فيها نتيجة حملات التضليل والتزييف والكذب التي تمارسها وسائل الإعلام الجاهلية والخبيثة التي حاولت ولا زالت تحاول قلب الحقائق وتشويش وعي الأجيال وغسل العقول وإفساد الثقافات والإساءة لقيمنا وأخلاقنا وإشاعة الفواحش. إن البقاء في دائرة التردد سيقودنا إلى النفاق، ومن ثم إلى الضلال والانحراف والعياذ بالله. يوم القدس مناسبة لتجديد الارتباط بما تمثله القدس من إرث حضاري ورسالي لهذه الأمة.