وكالة أنباء الحوزة - وقال مديرُ المركز التابع لدار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة محمد الوكيل: إنّ "هذه المخطوطة التي حُقِّقت تكمن أهمّيتها بأنّها تسلّط الضوء على علم النحو، ودوره في الكشف عن المعنى وتحديده بدقّة عن طريق التوسّل بآليّات هذا العلم، ومن هنا كان اختيار السيّد العامليّ لإعراب القصيدة الخزرجيّة من الأهمّية بمكان؛ لما تحظى به من أهمّيّةٍ لدى أهل الاختصاص في علم العروض؛ حتّى بلغ عددُ شروحها أكثرَ من ثلاثينَ شرحًا".
وأضاف أنّ "العمل على إصدار هذا المخطوط محقَّقًا كان في قسمَيْن:

القسم الأوّل: ترجمة وافية للمؤلِّف السيّد العامليّ بوقفةٍ موجزة على حياته الأسريّة والاجتماعيّة ونشأته العلميّة، والحديث عن أهمّ مؤلّفاته المخطوطة والمطبوعة، بالقدر الذي يقدّم تصوّرًا عن المكانة العلميّة لهذا العَلَم.

- الحديث عن القصيدة الخزرجيّة ونسبتها إلى ضياء الدين الخزرجيّ مع تعريفٍ موجزٍ به، وذكر أهمّ ثلاثة شروحٍ لهذه القصيدة مع التعريف بها أيضًا.
- دراسة شاملة تمّ التركيز فيها على بيان منهجيّة المؤلِّف في إعرابه للأبيات، والآليّات التي وظّفها السيّد المُعرِب في تحديد المعنى، وأثر تعدّد المعنى الوظيفيّ لكلمات البيت الواحد على المعنى النهائيّ له.

القسم الثاني: استقلّ بالمتن المحقَّق الذي حرصنا فيه على ضبط كلماته بتشكيلها تشكيلًا ينسجم مع ما أراده كاتبُها في تحديد المعنى المراد لها، مع تخريج كلّ النصوص التي ذُكرت من مظانّها".
وأكّد الوكيل أنّ "المُصنِّف (رحمه اللهُ) عُرِف -بما ترك خلفه من آثارٍ علميّة في أبوابٍ متنوّعة- أنّه كان موسوعيًّا؛ حيث ألّف في الفقه، والعقيدة، والأدب، والشعر، ويندرج مؤلَّفُه هذا ضمن علم النحو؛ حيث تعرّض فيه لإعراب القصيدة الخزرجيّة لمؤلّفها ضياء الدين الخزرجيّ (ت684هـ) التي عُرفت بالقصيدة الرامزة".
واختتم "منَحَنا مصوّرةَ هذا السِّفر المبارك الباحثُ المتخصّصُ في التراث المكّيّ الشيخ حسين الواثقيّ (دام توفيقه)، الذي حصل عليها من جامعة أمّ القرى بمكّة المشرّفة، وقام بتحقيقه ملاكٌ متخصّصٌ في اللّغة العربيّة من قسم التدقيق اللّغوي في مركزنا".