وكالة أنباء الحوزة - تتعانق الأرواح.. تتكاتف القلوب.. تتشابك أشجار طوبى وتشق طريقها إلى السماء تحمل نفحات عبير الصائمين،تحمل أرواحهم على أغصائها ويفوح شذاها في العالم الآخر...
تتساءل الملائكة عن تلك الحركة المباركة.. والمناجاة العذبة والأغصان الخيرة.. إنّها أعمال المسبحين..
شذرات العابدين.. في شهر شعبان الأغر شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
إذ يتشعب فيه الخير.. كلّ الخير.. وتنزل سيول الرحمة على الأرضين.. لتقبل العباد من ذلك السيل حسب نياتهم وأعمالهم.. جهادهم لأنفسهم.. وحبهم لمولاهم العظيم..
في ذلك الوقت يحس الإنسان أنّه من عباد الله.. يحب الناس يسعى من أجل إصلاحهم.. من أجل إسعادهم.. لا يفكر بنفسه فقط بل الرحمة تفوح من حناياه.. يبدأ السؤال عن رحمه.. أهله.. عن إخوانه وذويه..
وكلّ مَن قطعه يصله بابتسامة الرضا.. وعمل الصالحين.. يشعر حقاً أنّه من أُمّة الإسلام من الذي يسيرون في خُطى الرسالة المحمّدية..
ويضحون من أجل أن تذوب أرواحهم في بوتقة الإسلام.. فشهر شعبان هو شهر مميز لما له من العظمة والمكانة، فأيامه المباركة تُقبل مُبشِّرة بقدوم شهر رمضان الفضيل، وبين يدي هذا القدوم تهل نفحات من الرحمة والمغفرة الإلهية والفضل العظيم.
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان فإنّه يُستحب فيه الاجتهاد في النوافل والطاعات مثل الصيام وقراءة القرآن والصدقة والذكر والاستغفار، ليحصل التأهب الروحي والبدني لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، يُكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس، وهو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي غُفر له ما تَقدّم من ذنبه وما تأخّر.
شهر شعبان هو شهر التدريب والتأهيل التربوي والرباني، يُقبل عليه المسلم ليكون مؤهلاً للطاعة في رمضان، فيقرأ في شهر شعبان كلّ ما يخص شهر رمضان ووسائل اغتنامه، ويجهز برنامجه في رمضان ويجدول مهامه الخيرية.
فيجعل من شهر شعبان دورة تأهيلية لرمضان، ويحرص فيها على الإكثار من قراءة القرآن والصوم وسائر العبادات.
ويجعل هذا الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بمثابة دفعة قوية، ودورة تأهيلية لمزيد من الصيام والقيام والطاعات، حتى لا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرّن على الصيام واعتاده، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.
إنّ الأجر الذي يُعطى للعاملين في هذا الشهر يكون أزيد مما يعطي لهم في غيره من الشهور على نفس الأعمال، فالصوم حسن في كلّ زمان إلّا أنّه في شعبان أحسن، والصلاة حسنة في كلّ زمان إلّا أنّها في شعبان أحسن، وهكذا كلّ الأعمال الصالحة الأخرى وتفاوت الدرجات يوم القيامة إنما يكون بحسب حسن العمل قال تعالى:
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك/ 2).
فلتلتحم الصفوف العابدة.. وتتكاتف الصلوات الصاعدة وتتعانق التسبيحات المتهللة.. تقتحم الذنوب وتسحقها سحقاً وتربط الشياطين في الأغلال وتفتح أبواب شهر رمضان المبارك.. وتقف العيون عبرى.. والصدور حرى تذرف الدموع على أعتاب شهر التوبة والغفران شهر الرحمة.. شهر عباد الله الذين اصطفى.
من اعمال هذا الشهر الشريف
واعلم أنّ ما ورد في هذا الشّهر الشّريف من الأعمال نوعان :
أعمال عامّة تؤتى في جميع الشّهر، وأعمال خاصّة تخصّ أيّاماً أو ليالي خاصّة منه، والأعمال العامّة هي ما يلي :
الأوّل : أن يقول في كلّ يوم سبعين مرّة: أسْتَغْفِر اللهَ وَأسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .
الثّاني : أن يستغفر كلّ يوم سبعين مرّة قائلاً: أسْتَغْفِر اللهَ الّذي لا اِلـهَ إلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأتُوبُ إلَيْهِ.
ووردت كلمة (الحي القيّوم) في بعض الرّوايات قبل كلمة (الرَّحْمنُ الرَّحيمُ) وبأيّ الروايتين عمل فقد أحسن الاستغفار، كما يستفاد من الرّوايات أفضل الأدعية والأذكار في هذا الشّهر، ومن استغفر في كلّ يوم من هذا الشّهر سبعين مرّة كان كمن استغفر الله سبعين ألف مرّة في سائر الشّهور .
الثّالث : أن يتصدّق في هذا الشّهر ولو بنصف تمرة ليحرّم الله تعالى جسده على النّار.
وعن الصّادق (عليه السلام) أنّه سئل عن صوم رجب ، فقال : أين أنتم عن صوم شعبان ؟ فقال له الراوي : يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ما ثواب من صام يوماً من شعبان ؟
فقال : الجنّة والله .
فقال الراوي : ما أفضل ما يفعل فيه .
قال: الصّدقة والاستغفار، ومن تصدّق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربي أحدكم فصيله حتّى يوافى يوم القيامة وقد صار مثل أُحد .
الرّابع : أن يقول في شعبان ألف مرّة: لا إلـهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إِلاّ إيّاهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
ولهذا العمل الشّريف أجر عظيم ويكتب لمن أتى به عبادة ألف سنة .
الخامس : أن يصلّي في كلّ خميس من شعبان ركعتين يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله أحد مائة مرّة فإذا سلّم صلّى على النّبي وآله مائة مرّة؛ ليقضي الله له كلّ حاجة من أمور دينه ودنياه، ويستحبّ صيامه أيضاً ففي الحديث تتزيّن السّماوات في كلّ خميس من شعبان فتقول الملائكة : إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعاءه .
وفي النبوي : من صام يوم الاثنين والخميس من شعبان قضى الله له عشرين حاجة من حوائج الدّنيا وعشرين حاجة من حوائج الآخرة .
السّادس : الإكثار في هذا الشّهر من الصّلاة على محمّد وآله .
السابع : أن يقرأ هذه المناجاة التي رواها ابن خالويه وقال إنها مناجاة أمير المؤمنين والأئمة من ولده (عليهم السلام) كانوا يدعون بها في شهر شعبان :
اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاسْمَعْ دُعائي إذا دَعَوْتُكَ، وَاْسمَعْ نِدائي إذا نادَيْتُكَ، وَأقْبِلْ عَليَّ إذا ناجَيْتُكَ.
فَقَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيكَ مُسْتَكيناً لَكَ مُتَضرِّعاً إلَيْكَ، راجِياً لِما لَدَيْكَ ثَوابي، وَتَعْلَمُ ما في نَفْسي، وَتَخْبُرُ حاجَتي، وَتَعْرِفُ ضَميري، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ أمْرُ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَما أريدُ أنْ أبْدِيَ بِهِ مِنْ مَنْطِقي، وأتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتي، وَأرْجُوهُ لِعاقِبَتي، وَقَدْ جَرَتْ مَقاديرُكَ عَليَّ يا سَيِّدي فيما يَكُونُ مِنّي إلى آخِرِ عُمْري مِنْ سَريرَتي وَعَلانِيَتي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتي وَنَقْصي وَنَفْعي وَضرّي.
إلـهي إنْ حَرَمْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَرْزُقُني، وَإنْ خَذَلْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَنْصُرُني.
إلـهي أعُوذُ بِكَ مِنَ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، إلـهي إنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتاْهِل لِرَحْمَتِكَ فَأنْتَ أهْلٌ أنْ تَجُودَ عَليَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إلـهي كَأَنّي بِنَفْسي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ أظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما أنْتَ أهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَني بِعَفْوِكَ.
إلـهي إنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَإنْ كانَ قَدْ دَنا أجَلي وَلَمْ يُدْنِني مِنْكَ عَمَلي فَقَدْ جَعَلْتُ الإقْرارَ بِالذَّنْبِ إلَيْكَ وَسيلَتي.
إلـهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي في النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ إنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، إلـهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أيّامَ حَياتي فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي في مَماتي، إلـهي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لي بَعْدَ مَماتي، وَأنْتَ لَمْ تُوَلِّني إلاّ الْجَميلَ في حَياتي.
إلـهي تَوَلَّ مِنْ أمْري ما أنْتَ أهْلُهُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِب قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ.
إلـهي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً في الدُّنْيا وَأنَا أحْوَجُ إلى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ في الأخْرى، إذْ لَمْ تُظْهِرْها لأحَد مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ، فَلاتَفْضَحْني يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الأشْهادِ.
إلـهي جُودُكَ بَسَطَ أمَلي، وَعفْوُكَ أفْضَلُ مِنْ عَمَلي.
إلـهي فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضي فيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، إلـهىِ اعْتِذاري إلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْري يا أكْرَمَ مَنِ اعتذر إلَيْهِ الْمُسيئُونَ.
إلـهي لا َتَرُدَّ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَأمَلي، إلـهي لَوْ أرَدْتَ هَواني لَمْ تَهْدِني، وَلَوْ أرَدْتَ فَضيحَتي لَمْ تُعافِني.
إلـهي ما أظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ أفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ، إلـهي فَلَكَ الْحَمْدُ أبَداً أبَداً دائِماً سَرْمَداً يَزيدُ وَلا يَبيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضى.
إلـهي إنْ أخَذْتَني بِجُرْمي أخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَإنْ أخَذْتَني بِذُنُوبي أخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وَإنْ أدْخَلْتَني النّارَ أعْلَمْتُ أهْلَها أنّي أحِبُّكَ.
إلـهي إنْ كانَ صَغُرَ في جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَدْ كَبُرَ في جَنْبِ رَجائِكَ أمَلي، إلـهي كيف أنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ أنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
إلـهي وَقَدْ أفْنَيْتُ عُمْري في شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ، وَأبْلَيْتُ شَبابي في سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، إلـهي فلَمْ أسْتَيْقِظْ أيّامَ اغْتِراري بِكَ وَرُكُوني إلى سَبيلِ سَخَطِكَ.
إلـهي وَأنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إلَيْكَ، إلـهي أنَا عَبْدٌ أتَنَصَّلُ إلَيْكَ، مِمَّا كُنْتُ أواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائي مِنْ نَظَرِكَ، وَأطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ إذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ.
إلـهي لَمْ يَكُنْ لي حَوْلٌ فَانْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلاّ في وَقْت أيْقَظْتَني لَِمحَبَّتِكَ، وَكَما أرَدْتَ أنْ أكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِإدْخالي في كَرَمِكَ، وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ أوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ.
إلـهي انْظُرْ إلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَأجابَكَ، وَاْستَعْمَلتُهُ بِمَعونَتِكَ فَأطاعَكَ، يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ المُغْتَرِّ بِهِ، وَيا جَواداً لايَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، إلـهي هَبْ لي قَلْباً يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَلِساناً يُرْفَعُ إلَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ.
إلـهي إنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُول وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُول، وَمَنْ أقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُول، إلـهي إنَّ مَن انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنيرٌ وِإنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا إلـهي فَلا تُخَيِّبْ ظَنّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْني عَنْ رَأفَتِكَ.
إلهي أقِمْني في أهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ، إلـهي وَألْهِمْني وَلَهاً بِذِكْرِكَ إلى ذِكْرِكَ وَهمَّتي في رَوْحِ نَجاحِ أسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ.
إلـهي بِكَ عَلَيْكَ إلاّ ألْحَقْتَني بِمَحَلِّ أهْلِ طاعَتِكَ وَالْمَثْوىَ الصّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَإنّي لا أقْدِرُ لِنَفْسي دَفْعاً، وَلا أمْلِكُ لَها نَفْعاً.
إلـهي أنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الْمُذْنِبُ، وَمَمْلُوكُكَ الْمُنيبُ، فَلا تَجْعَلْني مِمَّنْ صَرَفتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ.
إلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ إلَيْكَ، وَأنِرْ أبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها إلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ أبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ أرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ.
إلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَأجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً، إلـهي لَمْ أسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنّي قُنُوطَ الإياسِ، وَلا انْقَطَعَ رَجائي مِنْ جَميلِ كَرَمِكَ.
إلـهي إنْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ أسْقَطَتْني لَدَيْكَ، فَاصْفَحْ عَنّي بِحُسْنِ تَوَكُّلي عَلَيْكَ.
إلـهي إنْ حَطَّتْني الذُّنوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَني الْيَقينُ إلى كَرَمِ عَطْفِكَ.
إلـهي إنْ أنَامَتْنِى الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتْعِدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَني الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ، إلـهي إنْ دَعاني إلى النّارِ عَظيْمُ عِقابِكَ، فَقَدْ دَعاني إلَى الْجَنَّةِ جَزيلُ ثَوابِكَ
إلـهي فَلَكَ أسْأَلُ وَإلَيْكَ أبْتَهِلُ وَأرْغَبُ، وَأساَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ يُديمُ ذِكَرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلايَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِأمْرِكَ.
إلـهي وَألْحِقْني بِنُورِ عِزِّكَ الأبْهَجِ، فَأكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد رَسُولِهِ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً .
وهذه مناجاة جليلة القدر مَنسُوبة إلى أئمتنا (عليهم السلام) مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعى بها عند حضور القلب متى ما كان .
نبارك لكم حلول شهر شعبان المبارك وميلاد الإمام الحسين عليه السلام بــــ الثالث منه وميلاد مولانا العباس عليه السلام بـــ الرابع منه وميلاد الإمام زين العابدين عليه السلام بـــ الخامس منه مـــتباركين جميعا بــهذه المناسبة العظيمة أعاده الله عليكم بالمسرة والتوفيق.
ونسأل الله الفــــــــــــرج القريب بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين.