۹ آذر ۱۴۰۳ |۲۷ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 29, 2024
كربلاء المقدسة

وكالة الحوزة_ لا يختلف اثنان على ان الامام الحسين عليه السلام يمثل مشروعا انسانيا اصلاحيا نهضويا يهدف الى تحرير الانسان من قيود الذل والخنوع بجميع اشكالها ليعيش حياة حرة كريمة.

وكالة أنباء الحوزة_ لا يختلف اثنان على ان الامام الحسين عليه السلام يمثل مشروعا انسانيا اصلاحيا نهضويا يهدف الى تحرير الانسان من قيود الذل والخنوع بجميع اشكالها ليعيش حياة حرة كريمة.

ولعل الثورة التي قادها الامام الحسين عليه السلام في كربلاء تمثل ثورة إنسانية كبرى لا تختصر أبعادها على حيز او موقع معين من الارض بل ان إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض.

فتلك الثورة والنهضة المعطاء كانت ولازالت تزخر بالعطاء ولاعلاقة لها بالتقادم الزمني اذ نجدها تتجدد في كل يوم وتنهض من جديد حينما يكون هنالك ظلم او استبداد.

الثورة الشعبية في العراق ضد الاحتلال البريطاني

وهنا اود الوقوف عند شواهد تاريخية تزامنت في التوقيت واتحدت في الرؤى وانطلقت من موقع الثورة لتجسد ذات الهدف على الرغم من الفارق الزمني بينها لتكون مصداقا لما ما ورد اعلاه.

فلو تصفحنا كتب التاريخ نجد ان مرقد الامام الحسين عليه السلام شهد في شعبان عام 1339هـ الموافق لشهر نيسان من عام 1920 انطلاق فتوى دينية للجهاد الدفاعي اشعلت شرارة الثورة الشعبية في العراق ضد الاحتلال البريطاني، سميت بـ"ثورة العشرين" التي سرعان ما انتشرت في عموم العراق وحظيت باستجابة والتفاف جماهيري واسع حولها.

الانتفاضة الشعبانية المباركة

وبعد مرور (70) عاما على تلك الثورة شهد ذات المرقد وبنفس التوقيت انطلاق الجموع المنتفضة على اعتى طاغية حكم العراق بانتفاضة شعبية حملت اسم (الانتفاضة الشعبانية المباركة) التي كشفت امام الرأي العام الدولي والعالمي التضليل الاعلامي للنظام الصدامي البائد، واعطت رسالة واضحة عن حجم السخط والرفض الشعبي لذلك الحكم الدكتاتوري وحزبه الفاشي، لتعلن عن بداية النهاية لذلك النظام وزبانيته.

انطلاق فتوى دينية للجهاد الكفائي

وبعد مرور ربع قرن من اندلاع الانتفاضة اعلاه شهد مرقد الامام الحسين عليه السلام وفي النصف من شهر شعبان الموافق (13/ 6/ 2014) انطلاق فتوى دينية للجهاد الكفائي من قبل المرجع السيد السيستاني لمواجهة قوى الشر والاستكبار العالمي التي اتحدت على باطلها بهدف محو التشيع من خارطة العالم، الا ان الملبين لتلك الفتوى لقنوا ذلك التنظيم الارهابي الذي يحمل اسم (داعش) درسا في العقيدة الصحيحة وبددوا مخططاته.

ولعل هنالك سر كبير يكمن في ذلك التزامن التأريخي والموقعي لابد من تسليط الضوء عليه لفك رموزه وتحليل رسالته والبحث مابين السطور، الا انه في مقابل ذلك فان الاحداث اعلاه تكشف عن وجود رسالة واضحة وقاسية تحمل بين طياتها عبارات التحذير وحروف التهديد لكل من يحاول المساس بمرقد الامام الحسين عليه السلام او العقيدة الصحيحة المتمثلة بالتشيع الحقيقي، وان ثورة الامام الحسين ونهضته المباركة لم توأد في عاشوراء بل انها حية ومتجددة ومستمرة على مر التاريخ.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha