۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
نائب في البرلمان الأردن ي طارق سامي خوري

وکالة الحوزه - صرح طارق سامي خوري: إن من أهم إيجابيات الثورة هو الانتقال من فكرة الثورة إلى تأسيس الدولة والحفاظ على حدودها، بعد الإطاحة بنظام الشاه، وبالتأكيد كان دور الشباب، من كافة فئات المجتمع الإيراني وأطيافه، دور كبير وبارز في حسم نجاح الثورة التي جاءت تعبيراً عن الإرادة السياسية للإيرانيين.

أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة أنّ نائب في البرلمان الأردني طارق سامي خوري صرح: لا شك في أننا شهدنا تغيُّراً جذرياً في إيران بعد الثورة، بل إنّ إيران الثورة ليست كما قبلها. لقد كانت الثورة الإيرانية ثورة حضارية ونموذجاً يُحتذى بها، ليس في إيران أو محيطها فقط بل في العالم بأسره، فهذه الثورة لم تقم بتخريب منشآت الدولة ومؤسّساتها، كتلك التحركات والاحتجاجات التي نسمع بها هنا وهناك ثم يتضح فيما بعد أنها مدعومة من الخارج. لقد جاءت الثورة تعبيراً عن الإرادة الخالصة للشعب الإيراني الرافض للحكم الاستبدادي للشاه وتبعيته للخارج وتنفيذه أجنداته ومشاريعه. إنّ الشعب الإيراني مؤمن بثورته وملتفّ حول قيادته وهذا ما يعبّر عنه سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.

وفيما يلي نص المقابلة:

الحوزة: كيف تعاملت الجمهورية الإسلامية خلال العقود الماضية مع شعار "تصدير الثورة"؟
قبل ثلاثة وأربعين عاماً، عاد الإمام الخميني من منفاه في فرنسا إلى إيران، ووضع أسُساً لما تكون عليه الدولة الإيرانية الجديدة بعد سقوط نظام الشاه. وقد ألهمت هذه الثورة التي أسقطت نظاماً استبدادياً في ذلك الحين العديد من الشعوب الواقعة تحت حكم استبدادي أو تحت الاحتلال. لقد غيّرت هذه الثورة، ومن دون أدنى شكّ، وجه إيران وسياستها الخارجية وفق مبادئ وإيديولوجيا جديدة ترتكز على مساندة الشعوب المقهورة والمستضعفة، وقد أصبحت إيران اليوم ركناً أساسياً في محور المقاومة الذي يمتد من لبنان إلى سورية وفلسطين والعراق وطهران وصولاً إلى صنعاء. أما بالنسبة إلى تصدير الثورة، فهناك من يخطئ فهم هذا المصطلح والمقصود به ليس التدخل الإيراني في شؤون دول أخرى أو تحريض شعوب معينة ضدّ الحكّام وتثويرها وإثارة القلاقل، وهو ما يحاول أعداء إيران في الشرق والغرب الترويج له، بل إنّ ما قصده الإمام الخميني من تصدير الثورة هو نشر فكر هذه الثورة وثقافتها وتجربتها وما نتج عنها والذي يشكل في الواقع نموذجاً يُحتذى.

الحوزة: هل حققت الثورة الأهداف التي قامت من أجلها؟
إن من أهم إيجابيات الثورة هو الانتقال من فكرة الثورة إلى تأسيس الدولة والحفاظ على حدودها، بعد الإطاحة بنظام الشاه، وبالتأكيد كان دور الشباب، من كافة فئات المجتمع الإيراني وأطيافه، دور كبير وبارز في حسم نجاح الثورة التي جاءت تعبيراً عن الإرادة السياسية للإيرانيين. أما الهدف الاستراتيجي الثاني للثورة، فيتمثل في أنها حفظت الاستقلال الوطني وكرّست عدم التبعية للقوى الكبرى، ولا يزال راسخاً في الذاكرة مشهد اقتحام مجموعة من الطلاب الإيرانيين مبنى السفارة الأميركية لدى طهران عام 1979 دعماً للثورة، وما تلاه من قطع للعلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، كما تعدّ سيطرة الثوار الإيرانيين على مقر السفارة الصهيونية في طهران وتحويلها إلى سفارة فلسطين تحوُّلاً سياسياً واستراتيجياً هاماً، ومنذ ذلك الحين لا تزال إيران داعمة لكافة أشكال النضال الفلسطيني ضدّ الاحتلال الصهيوني وأدواته في المنطقة. على صعيد آخر، فإنّ مرحلة ما بعد الثورة اتسمت بالعديد من الإنجازات العلمية والتقنية والعسكرية.

الحوزة: هل تتوقعون تحسُّن الوضع على صعيد رفع العقوبات ضدّ إيران؟
لقد فرضت الإدارات المُتعاقبة للولايات المتحدة الأميركية سلسلة من العقوبات الاقتصادية على إيران منذ عام 1980، ولطالما اتّهمت واشنطن طهران بدعم ما تُسمّيه إدارة البيت الأبيض بـ"الإرهاب الدولي"، وكان من أسباب العقوبات أيضاً البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. إنّ رفض واشنطن امتلاك إيران سلاحاً نووياً لا ينطلق، بطبيعة الحال، من مبدأ حرصها على السلام والأمن الدوليين، وهذا ما ندركه جميعاً، وحربها في أفغانستان وغزوها للعراق واحتلالها أجزاء من سورية وتغطيتها للعدوان على اليمن وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول وغير ذلك من الأمور الكثيرة دليل على ذلك. إنّ ما يهمّ الإدارة الأميركية بإداراتها المُتعاقبة هو ضمان أمن "إسرائيل" وضمان تفوقها العسكري وامتلاكها وحدها سلاحاً نووياً، وفي سبيل ذلك تعمل الإدارة الاميركية، ومنذ انتصار الثورة، على شيطنة إيران وثورتها وتحاول إبرازها على أنها العدو الأوحد للمنطقة للتضليل وحرف الأنظار عن وجود الكيان الصهيوني في المنطقة وبالتالي عن المسألة الفلسطينية.
أما بالنسبة إلى المفاوضات النووية ورفع العقوبات، لحظنا أمس خطوة أميركية لافتة بإعلان واشنطن عن إعادة العمل بإعفاءات متعلّقة بالبرنامج النووي المدني الإيراني. هي خطوة مهمة وجيدة، ولكنها غير كافية، وهذا ما قاله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الخطوة الأميركية «جيدة ولكن غير كافية»، ذلك أنّ رفع العقوبات يجب أن يتم بشكل فعلي. على أية حال فإنّ إيران في المفاوضات النووية لا تستجدي شيئاً بل هي تُثبت حقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، وهي تدافع عن هذا الحقّ عبر القنوات الدبلوماسية الدولية وفي النهاية يجب أن تسلم الولايات المتحدة، التي خرجت من الاتفاق النووي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، ومعها الغرب بهذا الحق.

الحوزة: ما هي أبرز التحديات الماثلة أمام الثورة الإيرانية بعد 43 عاماً على انتصارها؟
كلّ ثورة في العالم تأتي بعدها إنجازات وإخفاقات. أعتقد أنّ أبرز التحديات في هذه الفترة هو تزايد الضغوط الاقتصادية بسبب قسوة العقوبات الأميركية. ولا ننسى أنّ إيران تدفع ثمن مواقفها المبدئية الداعمة لمحور المقاومة الذي باتت ركناً أساسياً من أركانه.

الحوزة: بعد مرور أكثر من 4 عقود على قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كيف ترى شعبية الثورة في الشارع الإيراني؟
لا شك في أننا شهدنا تغيُّراً جذرياً في إيران بعد الثورة، بل إنّ إيران الثورة ليست كما قبلها. لقد كانت الثورة الإيرانية ثورة حضارية ونموذجاً يُحتذى بها، ليس في إيران أو محيطها فقط بل في العالم بأسره، فهذه الثورة لم تقم بتخريب منشآت الدولة ومؤسّساتها، كتلك التحركات والاحتجاجات التي نسمع بها هنا وهناك ثم يتضح فيما بعد أنها مدعومة من الخارج. لقد جاءت الثورة تعبيراً عن الإرادة الخالصة للشعب الإيراني الرافض للحكم الاستبدادي للشاه وتبعيته للخارج وتنفيذه أجنداته ومشاريعه. إنّ الشعب الإيراني مؤمن بثورته وملتفّ حول قيادته وهذا ما يعبّر عنه سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha