وكالة أنباء الحوزة- منذ ايام ونحن نتابع احداث سقوط الطفل المغربي ريان في البئر، ونتابع الجهود المضنية لإنقاذه والتغطية الإعلامية العالمية الواسعة لهذا الحدث، ونترقب إنقاذه ونتمنى ذلك بكل صدق كون القضية إنسانية بإمتياز،قنوات كثيرة مثل "العربية" تقوم بتغطية هذه القضية الإنسانية على مدار الساعة ولكنها في نفس الوقت تقوم بالتغطية الإعلامية للعدوان على اليمن وقتل أطفاله وتصور للعالم أن قتل أطفال اليمن يأتي ضمن عملية إنسانية لإنقاذهم في إستخفاف رهيب لعقول الشعوب، إننا نأسف من تجاهل العالم لمظلومية ملايين من اطفال اليمن الذين يقتلون يوميا بالغارات الجوية السعودية الإماراتية الصهيوامريكية وكذلك بالحصار المطبق برا وبحرا وجوا ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية للأطفال في اليمن، فبحسب تقارير الأمم المتحدة يموت طفل يمني كل عشر دقائق بسبب العدوان والحصار والتجويع.
نحن في اليمن نتعجب فعلا من النفاق العالمي تجاه مظلومية أطفال اليمن وكأن أطفال اليمن ليسوا كالأطفال في بقية بلدان العالم، وكأن قتل اطفال اليمن بالحديد والنار والحصار والتجويع أمر عادي لايهم البشرية، ففي قضية إنقاذ الطفل ريان من البئر قد أنفقت اموال طائلة للمعدات والعمال الذي يعملون ليل نهار منذ ايام على إخراجه من البئر، بينما في اليمن تنفق أموال طائلة كذلك ولكن ليس لإنقاذ اطفال اليمن، بل لقتلهم وتجويعهم.
إننا فعلا نتعجب كذلك ممن يساهم بقتل أطفال اليمن وخاصة في الجانب الإعلامي من مذيعين ومحررين وصحفيين عندما يتحدثون عن تنفيذ العدوان لغارات في اليمن ضد اهداف "حوثية"، ولكنها في الواقع ضد منازل ومصالح الشعب اليمني، ففي اليمن تم قصف اكثر من ست مئة الف منزل آهل بالسكان بشكل كلي او جزئي خلال اكثر من سبع سنوات، هذه المنازل تحتوي على أطفال مثل أطفالكم ونساء مثل نسائكم وشيوخ مثل شيوخكم، اترضونها في بلدانكم؟! اترضونها في بيوتكم وأسركم؟
لقد فقد العالم اليوم إنسانيته وهو يشاهد أطفال اليمن يذبحون من الوريد إلى الوريد على يد طواغيت العالم ولايحرك ساكنا، إن من يسكت على سفك دماء أطفال اليمن فإنه مشارك في هذه الجريمة الشنعاء ضد الإنسانية، فسكوتكم يقتلنا ويشجع العدو على الإستمرار في جرائمه بحق الأطفال الأبرياء في بلادنا، إننا ندين صمتكم وتجاهلكم لمظلومية الملايين من أطفال اليمن ولنا ولكم لقاء عند إله عدل نشكوا إليه من ظلمكم لنا وتجاهلكم لسفك دماء أطفالنا.
في ذات الوقت ولكي نكون منصفين لاننسى مواقف شرفاء وأحرار العالم الذين بذلوا كل ما بوسعهم لدفع العدوان عن اليمن والدفاع عن الشعب اليمني المظلوم، وأول هؤلاء الشرفاء الأحرار ولي أمر المسلمين بالحق والممثل الرسمي للإسلام المحمدي الأصيل آية الله العظمى السيد القائد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله) قائد جبهة الحق وعون المستضعفين في هذا العالم، كذلك سماحة السيد حسن نصر الله، ذلك القائد الفذ والرجل الشهم الشجاع، وكذلك مواقف أكثر شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في العالم ومواقف الشعوب الحرة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وكل الشرفاء حول العالم، نحن في اليمن نتقدم بالشكر الجزيل لأبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قادة الفتح المبين، وكل شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وكل الأحرار والشرفاء في هذا العالم، ونعدكم أنه كما كشفنا اقنعة المنافقين وأعوانهم من الغرب والشرق فإننا سنسقطهم كذلك وننتصر عليهم بحول الله وقوته، وستكون اليمن من أعظم بلدان العالم في إنسانيتها وإسلامها وإزدهارها.
بقلم السيد سليم المنتصر