وکالة أنباء الحوزة- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال : "الشهداء أمراء أهل الجنة". الشهادة في سبيل حفظ الكرامة الانسانية والدفاع عن الدين والمقدسات من القيم العظيمة التي يحث عليها الدين الاسلامي.
إن أسماء الشهداء في سجل الشرف الإلهي بمجرد سقوطهم وهم يرفضون الإنحناء لعبادة الطاغوت، وسيأتي بإذن الله اليوم التي توضع أسماؤهم في أهم ساحات البحرين، وتُسمى بأسمائهم الشوارع، ويحتفى بهم في كل مكان في بحرين العز والكرامة، وسيكونون القدوات التي يتطلع المؤمنون ـ حملة رآيات الإصلاح الخفاقة الخالدة ـ للاقتداء بهم.
تمثل قيمة الشهادة في سبيل الله تعالى أعلى صور عطاء ونبل الأفراد والمجتمعات أمام الله سبحانه تعالى من عبادة الطاغوت ومن القبول بأعماله وانحرافاته ومخالفة الرضوخ له، ولاستعلائه في الأرض.
ويمثل إعلاء المجتمع لقيمة الشهادة وتضحيات الشهداء إعلاء لقيم الله وفي مقدمتها رفض عبادة الطاغوت والاستسلام لجبروته وتغطرسه وكبريائه، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾سورة الزمر أية رقم: ۱۷.
لقد مثل آل خليفة ـ منذ غزوهم البحرين إلى اليوم ـ سيرة الطغيان والفساد، سواء في عدوانهم الأول على أرض الإيمان: البحرين، وهجماتهم على القرى الآمنة، أو في قتلهم لأهلها، أو في انتهاكهم للاعراض، أو في سرقتهم للأراضي والمزارع والأموال، أو في اختطاف النساء والأطفال، أو في تهجيرهم لأهلها، أو في فرضهم الضرائب والمكوس، أو في سخرة أهلها واستعبادهم، أو في عمالتهم للمستعمر الإنجليزي، أو في ملئ السجون بالمعارضين والأحرار والصالحين وتعذيبهم، أو في تلفيق التهم لهم وسجنهم، أو في محاربة أبناء البلد في أرزاقهم وتجويعهم وتهميشهم وإفقارهم، أو في تدمير مجتمعهم وهويتهم التاريخية بمؤامرات التجنيس وملئ البلاد بالغرباء والمرتزقة والاستقواء بهم على أهل البلد، أو في ملئ البلد بالفساد والمنكرات وقواعد القوى الأجنبية، أو في الإستقواء على أهل البحرين بجيوش الجوار، أو في محاربة الشعائر الدينية والمساجد والحسينيات، وليس أخيراً في ربط النظام مصيره بمصير الصهاينة، وإنحيازه بوضوح لمعسكر أعداء الله والأمة..
إن دماء شهداء البحرين هي صك لإعلان براءة أبناء البحرين من أعمال وأفعال وجرائم الطغيان، وصك البراءة من الركون إليه والقبول بعمله، ولهذا فإننا عندما نحيي ذكرى شهدائنا فإننا نحيي قيمة البراءة من الطاغوت، ونعلن تمسكنا وانحيازنا لنهج المباديء والقيم، ومن جهة أخرى نؤدي بعض الوفاء لمن ضحوا من أجل هذا الشعب وهذه الأمة، من خلال استحضار تضحياتهم والتعاهد على عدم التخلي عن الأهداف التي ضحوا من أجلها.
ولذلك نعلن بوضوح:
۱- أن الشهداء هم القادة الحقيقيون لمسيرة الدفاع عن الكرامة والحرية وهم الذين يمثلون الصدق والقيمة والوعي في الدفاع عن الكرامة والحرية وتحقيق المطالب العادلة التي خرج من أجلها شعب البحرين بغالبيته الساحقة، ونهجهم وطريقهم يجب أن يكون حاضراً بيننا.
۲- أن الدماء الزكية التي أريقت ظلماً هي الحصانة الطبيعية والحماية الفعلية للمطالب المشروعة، ولا يجب تجاوزها في أي حال من الأحوال، وأن دماء الشهداء في مقدمة كل الملفات، ولا يمكن القبول بأي شكل من اشكال القفز على هذه الدماء الزكية واستحصال حقوقهم كاملة بمحاسبة من تجاوز عليهم وتسبب في إزهاق أرواحهم.
۳ـ أن الثمن الحقيقي والجبران الفعلي للدماء الزكية للشهداء والتضحيات الكبيرة منهم ومن أهاليهم وذويهم وعموم أبناء شعبنا هو أن يكون الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات.
تحية لجميع شهدائنا الأبرار وتحية اكبار واحلال، لعوائلهم الصابرة، ولكل المجاهدين من أبناء شعبنا، من قادة ورموز وأحرار (نساءً ورجالاً)، لا سيما السجناء الصابرين والمكابدين للصعوبات والمتحملين لأنواع الإنتهاكات خصوصاً المرضى والمضربين عن الطعام لا سيما منهم الدكتور عبدالجليل السنكيس، وتحية للصامدين من جميع المهاجرين والمبعدين والمحرومين من العودة للوطن.
الفاتحة والرحمة والرضوان لأرواح شهداء البحرين
واننا اذ نستذكرهم في مناسبة عيد الشهداء لا لتقدير عظيم تضحياتهم وانما لتأكيد إن شعلة المضي في مسيرة الكرامة سوف تكون وضاءة واننا بعزم وارادة ماضون في رفض عبادة الطاغوت والاستسلام له.